ط
مسابقة الشعر الحر والتفعيلى

حلم الوجود في الغياب.مسابقة القصيدة النثرية بقلم / محمد بو خميلة من الجزائر

مسابقات همسة
المشاركة في الشعر الحر
عنوان القصيدة: ” حلم الوجود في الغياب ”
بقلم: ” محمد بوخميلة ” من ” الجزائر ”
الهاتف: 0779.30.83.11
البريد الإلكتروني: ” [email protected]

حُلْمُ الوُجُودِ فِي الغِيَابْ

كَانُوا هُنَا..
وَفَجْأةً رَحَلُوا.
تَرَكُوا حُقُولَ القَمْحِ وَرَاءَهُمْ
وَسَافَرُوا / تَرَكُوا
صَفْصَافَهُمْ يُحَدِّقُ فِي السَّمَاءِ البَعِيدَةِ
وَهَاجَرُوا / تَرَكُوا
زَيْتُونَهُمْ وَنَخِيلَهُمْ..
تَرَكُوا الخِيَامْ
لَمْ يَأخُذُوا أَسْمَاءَهُمْ مَعَهُمْ
لَمْ يَتْرُكُوا وَصِيَّتَهُمْ لِلْحَمَامْ
ورَحَلوا / قَالُوا:
مَاذَا نَفْعَلُ بِالأَرْضِ؟
مَادَامَ لَنَا مُتَّسَعٌ فِي القَصَائِدِ ،
وَالذِّكْرَيَاتُ لَنَا طَعَامْ
مَاذَا نَفْعَلُ بِالأَرْضِ؟
مَادُمْنَا نَمْتَهِنُ الكَلَامْ. لَنَا عَمَلٌ
فِي الخُرَافَةِ. لَنَا عَمَلٌ فِي الحِكَايَةِ وَالتَّمَائِمْ
وَالسَّمَاءُ بَعِيدَةٌ عَنَّا ،
نَرَاهَا وَلَا تَرَانَا..
تَرَانَا وَلَا نَرَاهَا..
حَالَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ السَّمَاءِ الغَمَامْ.
فَيَاغَمَامُ..ابْتَعِدْ عَنْ سَمَانَا لِنَرَاهَا
وَنَرَانَا بِكَامِلِ النُّقْصِ فِيهَا..يَاغَمَامُ
هَلْ سَتَتَّسِعُ السَّمَاءُ لَنَا / لِأَسْمَائِنَا..
لِلْحَمَاقَاتِ التِي رَاوَدَتْ أَحْلَامَنَا
وَتَعَشَّقَتْنَا حِينَ اتَّحَدْنَا عَلَى
تَشَتُّتِنَا. وَاتَّخَذْنَا الرِّيحَ لَنَا وَطَنَا ؟
أَتَتَّسِعُ السَّمَاءُ لِلنَّزَقِ القَدِيمِ فِينَا ؟؟
أَمْ سَمَانَا ضَاقَتْ عَلَيْنَا ،
كَمَا الأَرْضُ ضَاقَتْ ؟. يَاغَمَامُ أَيْنَ مَسْكَنُنَا
نَحْنُ العَاطِفِيُّونَ المُتَّكِئُونَ عَلَى أَمْسِنَا ؟؟
مَاذَا نَفْعَلُ بِالأَرْضِ؟
وَالأَرْضُ غَرِيبَةٌ عَنَّا
مَاوَجَدْنَا أَسْمَاءَنَا فِي أَرْضِنَا / مَاوَجَدْنَا
إِلاَّ مَرَاسِيمَ جَنَائِزِنَا فِي العَمَائِمْ
مَاذَا نَفْعَلُ بِالأَرْضِ؟
قَالُوا / وَاتَّخَذُوا
مِنْ عِجْلِ الخُرَافَةِ فِيهِمْ إِمَامْ.
……………..
كَانُوا هُنَا..
وَفَجْأَةً رَحَلُوا.
تَرَكُوا الكَمَنْجَاتِ وَحُقُولَ الأُقْحُوَانْ
مَاذَا سَنَفْعَلُ فِي أَرْضِنَا؟. قَالُوا
وَالكَمَنْجَاتُ تَقْتُلُهَا العَوَاصِمْ
مَاذَا سَنَفْعَلُ فِي أَرْضِنَا ؟
وَالكَمَنْجَاتُ تَقْتُلُهَا القُبَّعَاتُ بِالمَرَاسِمْ
لَنَا المَرَايَا..لَا شَيْءَ آخَرْ
لَنَا فِي المَرَايَا ذِكْرَيَاتُ
الرُّوحْ. لَنَا فِي المَرَايَا وَصَايَا
نُوحْ. لَنَا فِي المَرَايَا حُرِّيَّةُ
البَوحْ. لَنَا فِي المَرَايَا زَنْبَقَةٌ
تَفُوحْ. فِي المَرَايَا أَسْمَاؤُنَا. وَلَنَا
بَنَفْسَجُنَا وَاليَاسَمِينُ
وِذِكْرَيَات ُ الصَّهِيلِ فِي المَرَايَا
لَهَا عَمَلٌ فِي المُسْتَحِيلِ
مَاذَا نَفْعَلُ بِالأَرْضِ؟ / قَالُوا
وَقَدْ غَرَّبُونَا عَنِ النَّخِيلِ.
……………..
كَانُوا هُنَا..
وَفَجْأَةً رَحَلُوا.
قَالُوا: إِنَّ أَرْضَنَا تَعْبُدُ الطِّينَا
وَالرُّوحُ غَرِيبَةٌ فِيهَا..
سَيُوجِعُنَا بِهَا المَقَامْ. وَهَاجَرُوا ،
لَمْ يَتْرُكُوا صُوَرًا لَهُمْ..
كَيْ لَا تُنْبِتَ الذِّكْرَى لَهُمْ جَسَدَا
أَحْرَقُوا أَشْعَارَهُمْ..
كَيْ لَا تَخْلُقَ القَصَائِدُ فِيهِمْ بَلَدَا
كَسَرُوا مَرَايَاهُمْ..
كَيْ لَا يَسْأَلُوا عَنْ أَسْمَائِهِمْ أَحَدَا
هَجَرُوا عَشِيقَاتِهِمْ..
لَتَبْقَى قُلُوبُهُمْ صَمَدَا
……………..
كَانُوا هُنَا..
وَفَجْأَةً رَحَلُوا.
لَمْ يَنْظُرُوا وَرَاءَهُمْ ،
كَانُوا خَائِفِينَ مِنْ خَنَاجِرِ الذِّكْرَى ،
وَقُيُودِ الذَّاكِرَهْ.
كَانُوا يُبْصِرُونَ حُلْمًا
وَاحِدًا / وَاحِدًا ،
كَالوَشْمِ عَلَى الخَاصِرَهْ
قَالُوا: سَنَكُونُ نَحْنُ
“نَحْنُ” ، فِي بَلَدٍ آخَرٍ / أَوْ
فِي نَمَطٍ آخَرٍ لِلْقَصِيدَةِ
لَا يُقَيِّدُنَا بِالوَزْنِ ، وَالقَافِيَهْ
سَنَكُونُ: “نَحْنُ” ،
فِي لُغَةٍ حَافِيَهْ.
لَمْ يَنْظُرُوا وَرَاءَهُمْ ،
كَانَتْ رُؤَاهُمْ تَقُولُ ، وَالأَغَانِي
تُنَادِي خَيْبَاتِهِمْ: ” سِيرُوْا..”
مَاعَادَتِ الأَوْطَانُ تَنْبُتُ فِيكُمْ. ” وَسِيرُوْا..”
فَهَاجَرُوا..
لَمْ يَنْظُرُوا وَرَاءَهُمْ ،
لَا وَرَاءْ / لَا وَرَاءَ هُنَا
فِي الأَرْضِ التِي أنْجَبَتْنَا
وَشَرَّدَتْنَا بِالثُّنَائِيَاتِ وَالأَضْدَادْ. وَحَمَّلَتْنَا
انْكِسَارَ الغَدِ فِي أَمْسِنَا..
لَا وَرَاءْ. كَانُوا فَقَطْ يُبْصِرُونَ
أَسْمَاءَهُمْ فِي الأَمَامْ.
” لَا تَعُودُوا..” ،
قَالَ صَفْصَافُهُمْ. حَدَّقْتُ أَلْفَ عَامٍ
فِي السَّمَاءْ. لَكِنَّنِي نَسِيتُ الأَرْضَ
التِي أَنْجَبَتْنِي.
أَضَعْتُ اسْمِي / صِفَتِي..،
بَهْجَةَ الرُّوحِ فِي النَّايَاتْ
” لَا تَعُودُوا..” ،
جَرَّدَتْنِي مِنْ أَرْضِي السَّمَاءْ.
……………..
كَانُوا يُنْصِتُونَ
لِنِدَاءِ القِيَامَةِ فِيهِمْ كَعَاشِقَةٍ
تُسَلِّي خَيْبَاتِ حُبٍّ قَدِيمٍ
بِكَلَامِ الشُّعَرَاءْ.
……………..
كَانُوا هُنَا..
وَفَجْأَةً رَحَلُوا.
مَاذَا سَنَفْعَلُ بِالقِيَامَةِ ؟؟
“خَيْبَاتُنَا قِيَامَتُنَا ”
وَالأَرْضُ غَرِيبَةٌ عَنَّا
وَنَحْنُ فِي الأَرْضِ غُرَبَاءْ.
وَالسَّمَاءُ بَعِيدَةٌ عَنَّا
وَنَحْنُ بَعِيدُونَ عَنِ السَّمَاءْ.
سَنَكُونُ نَحْنُ :
” نَحْنُ ” ، فِي بَلَدٍ تَتَّحِدُ السَّمَاءُ
وَالأَرْضُ فِيهِ لِأَجْلِنَا.
وَهَاجَرُوا..
وَنَسَوْا قُلُوبَهُمْ فِي الزِّحَامْ.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى