ط
مقالات بقلم القراء

حوار مع ملك الترسو ..د/ محمد كامل الباز

د/ محمد كامل الباز

بينما اتنقل بين قنوات التلفاز لفت انتباهى حديث للفنان الراحل فريد شوقى عن طقوسه وعاداته أثناء عمله، بطبيعة الحال أى برنامج يظهر لى الحياة قديما يستوقفنى، يجعلنى أعيش تلك الفترة الزمنية وأشعر بالزمن الجميل، لكن حديث وحش الشاشة كان غريب وعجيب ..!!
يلقب هذا العصر بزمن الفن الجميل، الفن الراقى الخالى من البذاءات والاسفاف،
سئلت المذيعة فريد شوقى عن شىء واضح، هل تشرب الخمر ؟
أجاب الفنان الراحل نعم بالطبع ..
شعرت من تلقائية وحش الشاشة أنه كان يُسأل عن عصير قصب أو مياة غازية، لدرجة جعلتنى أرفع الصوت ربما لم أسمع جيداً، لكن استطراد الكلام كان واضح فهو يتكلم عن الخمر ؛
أضافت المذيعة : متى تشرب
يجيب ملك التريسو بالليل قبل النوم أخذ كاسين أو ثلاثة، ويضيف هو بمثابة الراحة بعد عناء يوم مرهق فى التمثيل والفن، تسئله من الممكن أن تشرب قبل العمل
يجيب فريد شوقى (Never )تلك قدسية العمل الذى احترمه ولا يصح أن أقف أمام الكاميرا وأنا فاقد الوعي !! انتهى هنا الحوار
الفنان فريد شوقى بين يدى الله الآن ونزعم أنه تاب قبل وفاته عن الخمر وكان يقرأ القرءان، ليس محور حديثى فريد شوقى ولكنى أردت ضرب مثال لمن يترحم على أيام الستينات والسبعينات فى السينما، يشعرنا أنها مقارنة بالان، أيام الصحابة، زمن القيم والمبادئ … الفن الأصيل الذى لا أخجل أن أجد أبنى أو بنتى تتابعه، فى الحقيقة هذا كلام مختلف تمام عن الواقع، أنا اتفق معك أن طريقة الحوار والتحضر انقرضت الأن مقارنة بسينما الستينات لكن المعانى والأصول لم تكن الأفضل فى كل الأحوال … كنا نشاهد الخمور واضحة فى الأفلام كأنها مشروبات طبيعية، بل فى الكثير من الأحيان كنا نشاهد بطل الفيلم الذى يدافع عن الحق والخير يشرب الخمر بكل أريحية دون تسليط الضوء على ذلك، تشاهد سهرات المتزوجين فى البارات وأمام الراقصات فى
مشهد طبيعى لم يتم انتقاضه، وجدنا فاتن حمامة فى (نهر الحب )سيدة متزوجة تحب رجل أخر غير زوجها لانها تشعر كأنها فى سجن مع زوجها والنقاد والجماهير يثنون عليها، لم يقدم النموذج كخيانة زوجية لكن قدم الزوج وكأنه السجان الذى حرم زوجته من عشق رجل أخر، جلسنا نتابع الفيلم ونحن نتعاطف مع الزوجة والعشيق ونتمنى انتصارهما على الزوج القاسى، شاهدت فيلم الخيط الرفيع وفيه البطلين طوال الفيلم يعيشا سويا تحت سقف واحد بدون زواج وهى نقطة خارج نطاق الحديث عن الفيلم أصلا، كانت تلك الثقافة الغالبة على المشهد والمناخ الخارجى الذى لم يكن بالتأكيد أفضل حال من الآن، ناهيك عن الملابس فى أواخر الستينات و أوائل السبعينات والتى تشاهد المرأة تخرج بملابس كأنها الآن فى هاسيندا أو العالمين، كنت تشاهد الحجاب نادراً فى الطرقات، لمن يقارن صناعة السينما قديما بالان، لابد أن تقارن فى كل شىء، لا تتهم السينما الآن بانتشار الالفاظ الخادشة للحياء وبذاءة الخارج وتتغافل عن السينما زمان التى كان بها الرقى مع بذاءة الداخل . صناعة السينما من الصناعات التوعوية التى لو غابت الأخلاق والدين عنها قدمت كل ماهو سىء وتخريبى فى إطار ترفيهى وتشويقى .

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى