حياتك أفضل..مسابقة القصة القصيرة بقلم/ أبوبكر حسن فرج من مصر

قصة قصيرة : حياتك أفضل

عالم اثار تعيس يري انه الاتعس في هذا العالم يعيش حياة ممله كلها مشاكل (من وجهة نظره) لأسباب كثيرة منها الديون المتراكمة والحياة الممله الرتيبة وأشياء اخرى، وفي احد الأيام عثر خلال البحث في احدي المقابر الفرعونية علي جهاز غريب يرجع الي عصر ما قبل التاريخ أخذ هذا الجهاز ليجري عليه ابحاث في منزله، دخل شقته وجد زوجته النكدية (كما يظن هو) وأولاده الثلاثة يلعبون في كل مكان في الشقة، رحبت به زوجته وسئلته هل تريد ان أحضر لك الغداء فقال بزهق لا، ودخل مكتبه وهو في قمة الملل، نظر إلي جميع اركان المكتب ازداد مللاً، فقال في نفسه أنا لا أستطيع أن أعيش هذه العيشة الكئيبة أكثر من ذلك وفكر في الانتحار، وتراجع سريعا وقال استغفر الله، ثم تذكر الجهاز العجيب الذي وجده في المقبرة الفرعونية، فقال في نفسه أريد أن اجرب هذا الجهاز، نظر الي الجهاز وبحث فيه يميناً ويساراً حتي وجد شئ أشبه بزر، ضغط علي هذا الزر، فخرج من الجهاز فجأة اشعاعات ملئت جميع ارجاء الغرفة، نظر حوله وهو لايصدق أن جميع حوائط الغرفة أصبحت شفافة، قال في نفسه زوجتي واولادي خارج الغرفة انا اراهم بوضوح، نظر الي سقف الغرفة رأي جيرانه في الطابق العلوي، نظر إلي ارضية غرفة المكتب رأي جيرانه في الطابق السفلي، بالبحث في الجهاز وجد زر اخر يستطيع من خلاله ان يسمع من يريد بداخل الشقة او الدور العلوي او الدور السفلي، فوجد هذا الموضوع مسلياً ويخرجه من الملل، فنظر الي الطابق العلوي فوجد ان الزوجان الموجودان بالطابق العلوي يتشاجران وكان يعتقد انهم سعداء فقال في نفسه وانا كنت بحسدهم علي سعادتهم فاكتشف ان حياته العائلية أفضل بكثير من حياتهم ونظر الي الطابق السفلي وسمع جيرانه ماذا يقولون فوجد الزوج يطلب من زوجته تحضير وجبة الغداء، فقالت له زوجته ردا عليه بأنه لا يوجد طعام بالمنزل وكذلك لا يوجد اية نقود، فقال في نفسه وانا كنت ناوي اطلب منه يسلفني، وبعد ذلك جرب هذا الجهاز مرات ومرات في أماكن مختلفة وأكتشف أن حياته أفضل بكثير من حياة معظم أصدقاءه ومعارفه وجيرانه، فتذكر نفسه عندما فكر في الانتحار وقال استغفر الله العظيم والحمد لله علي جميع النعم، وبدء ينظر لحياته نظره اخري، نظرة الحمد والتفاؤل، وقال لنفسه حياتك أفضل.

فإذا كانت عندك مشكلة فتيقن أن مشاكل الناس أعظم من مشكلتك فأحمد الله
وتوكل عليه وحاول حلها.