حين يدركني ذاك الفناء
حين يدركني ذاك الفناء على البدايات الأثيرة ..
حين أدرك أني مجرد نسمة عبرت مرايا السواقي ..
حين ترديني حسرات على مشارف التيه
التي اغتالت رقصي على أغصان الرحيق ..
وأنت ما أدركت قط سر وجودي ..
حين أنظرني والسخرية تعلو أحداق الرياح..
وهي تستخف باعتكافي
بين روابي إعصار مزق أحداقي ..
تخرس بربوعي كل الجداول الرقراقة ..
يخبو وميض الشمس التي اعتلت أفيائي ..
وتضعف أنواري التي أوقدتها زهوا وانتشاء ..
تذبل ورود قصيدة ..
رغبت التضوع على روابي المستحيل ..
ليس لأن الستار أنزل قبل البداية ..
ولا لأني أدركت زيفا فكانت النهاية ..
ولكن لأني علمت أني هباء في مواسم الربيع القادم ..
وأني صرت ورقة ممزقة بسلة مهملات ..
والنسائم تلثم أزهار الخزامى ..
تمنح التقديس لنجوم مبهرات بالعلاء ..
حين أفتح حكاية أودعتها رف الماضي العنيد ..
أجدني فيها فراغا ..يبابا ..
خواء في متاهات داجية ..
فكيف لي أن أبصرني في بحر العتمات ..
في وهم الغرور الأجاج ..
وأن احتمالاتي أردتني قتيلة حد العدم ..
في خيال الجحود ..
فآثرت خيبتي
وقد أنقذتني من جحيم انكسار مجاني ..
وفقد كاد يكون بداية القطيعة بيني وبيني ..
نبيلة حماني
المشاركة في مهرجان همسة صنف الخاطرة الشعرية
اترك تعليق