ط
مسابقة القصة القصيرة

خائنة الوعد . مسابقة القصة القصيرة بقلم / فاتح نصر . الجزائر

الإسم :فاتح
اللقب :نصر
البلد :الجزائر
رقم الهاتف +213697425348
بريد الالكتروني : fateh necer [email protected]
قصة قصيرة
العنوان:خائنة الوعد
جلس وحيدا يسترجع الذكريات،ذكريات من الزمن الجميل ،يوم كان طالب في كلية الحقوق .
زمن كان يزينه الحب بألوانه الزاهية .
دخل أصيل كلية الحقوق وكله أمل في أن يصبح محامي ،يدافع عن حقوق الناس ويأبا أن تنتهك ،وياحسرتاه فقد أنتهكت حقوق قلبه قبل أن تنتهك حقوق غيره .
أغرم بقمر تلألأ أمامه ذات أمسية ،سرقت قلبه شابة في ربيعها العشرين ،أشرقت شروق في عالمه الصغير ،لتنيره بإرتسامة ثغرها الفاتن وتتركه غارق في عالم الخيال .
أرسلته إلى عالم البؤساء بحبها المزيف ذاك ،وهاهي السنوات تنقضي ويمر على علاقتهما سنتين .
وأي سنتين ؟ففي هذا الزمن كله لم يتخلله أي اثر للحب إلا في بعض الثواني .
أحبها بصدق وعشقته بخبث،تهوى كل ما له علاقة بالمال ،السيارات الفاخرة وأخر صيحات الموضه ،هكذا عشقته هي .
تنظر له على أنه بنك تلجأ إليه كلما إحتاجت إلى شئ ،أما هو رسم في مخيلته حلم لم يتحقق ولن يتحقق أبدا .
أن تكون أم لأولاده ،وسكن يسكن إليه ،وبصيص أمل يلوح في الأفق وينتشله من وحدته تلك .
إتصل بها ذات صباح فأجابته ،وفي صوتها نوع من الكبر :
ألو مرحبا
أجابها قائلا :صباح الفل والياسمين ياقمري .
ردت بسخرية أي ياسمين تتحدث عنه يافتى ؟استيقظ فأنت لست في فلم .صمت لهنيهة ثم قال :ألا يحق لي أن أتذوق حلاوة كلماتك ،أن تكون أول همسة أطرب بها سمعي همساتك العسلية المذاق ؟!
ضحكت وبإستهزاء ،قتلت كل أحلامه وجعلته ينزف ،ينزف بقوة .
أدخلته في غيبوبة لن يستفيق منها أبدا .
أصيل أتدري ،منذ وقت طويل وأنا أريد أن أخبرك شئ ،وهاقد حان الوقت .أنا لا أحبك ،ولا أنت أب لأولادي كما تحلم ،ولا أنت حتى موجود في عالمي .أنت كنت في حياتي وكل كان فعل ماضي ناقص .
صعقته بكلماتها ،لا يقوى على الكلام .ربما أصيب بالبكم ،غرست سهامها في قلبه وهي تتلذذ بتأوهاته .
ماذا تقولين ياشروق ؟فقد كنت تقولين أنك تعشقينني وتودين إكمال حياتك معي .
تعالت ضحكاتها وأردفت قائلة :ياصغيري أنت لم تكن تشغل تفكيري حتى ،وكيف لي أن أحبك ؟فالحب في دستوري يقاس بما يوجد في الجيوب لا بما تحمل القلوب ،فكل شاب يمتلك قدر أكبر من المال حتما سينهش تفكيري ؛أما أنت فقد كنت نكرة في حياتي ،أتمنى أن تنسى رقمي وأن لا تعاود الإتصال سلام ياصغيري وأقفلت الخط .
هكذا كانت نهاية علاقة أصيل وشروق ،علاقة كان فيها رجل لا ذكر .أحبها بقلبه وأحبت هي جيبه .
يراها أنثاه التي لا يقوى على خيانتها حتى بنظرة ،وخانته هي بالفعل لا بالنظرات فقط.
أراد أن يصرخ ويصرخ ويخرج كل ذاك الألم المعشش داخله ،أن يستفيق من حلمه ،ومن ذاك الكابوس الذي أرهقه .
أن يقتلع تلك الفتاة التي عشقها من فؤاده ،أن يصفي دمائه من إسمها ؛فهي تجري في عروقه مجرى الدم .
أن يستنشق أكسجين لا عطرها ،فهي كانت اكسجينه .
لكن لا جدوى ،فهو أحبها بجوارحه ،بقلبه وبعقله .
قرر أن يخبئ كل ذكرياته في أعماقه ،وأن يحكم الإغلاق عليها ،أن يكمل حياته جسدا بلا قلب .
أخذت قلبه وتركته جثة بلا روح .
اصبحت لا تفارق تخيلاته ،فكلما أوى إلى فراشه تزوره وتتركه يروي وسادته بدموعه ،فبقى لذاكره جرح ينزف ،في زمن الرداءة والمال .

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى