خاص بمسابقة القصة القصيرة للشاعر بهاء الدين بدوى
من صندوق ذكرياتى
خاص (مسابقة مجلة همسة الكبرى) ..
——————————————-
الأستاذة فاتن .. (قصة قصيرة ) ..
~*~*~*~*~*~*~~*~*~*~
كانت سعادته لاتوصف حين اتصلت به حبيبته لكي تبلغه عن رغبتها في زيارته بمنزله، كاد يطير من فرط فرحته ، لم يصدق اذنه.. أخيراً سيراها .. أخيراً سيمسك بيدها ويقول لها أحبك وجهاً لوجه .. لطالما حلم بأن يقابلها ويصارحها بحبه.. أخيراً سيشم عطرها من قريب بعد ان كان يشمه على بعد عشرة خطوات على الأقل حين كان يكتفي بالسير ورائها فقط لكي يشم عطرها عند مرورها من أمام منزلهم كل يوم ولايجرؤ حتى أن يتحدث اليها. لقد تحول حلمه الى حقيقه . اليوم هو عيد عنده ، لا بل أكثر من عيد .. اليوم هو كل الأعياد . وظل يتمتم في نفسه .. انها تحبني .. نعم تحبني .. ولا تطيق البعد عني لدرجة انها تجرأت وطلبت زيارتي في منزلي المتواضع.
وجاءت ساعة الصفر .. ودقت حبيبته جرس باب شقتهم المتواضعة وجرى نحو الباب وهو لايكاد يصدق نفسه .. فتح الباب على مصراعية وكذلك فتح ذراعية لكي يضمها بين أحضان جسده النحيل قبل أن تدلف الى أحضان جدران بيته المتشققة ، وما أن هم بمد يده اليها وجهز شفتاه لتقبيلها حتى فوجئ بصفعة على وجهه سمع صداها كل الجيران . سألها مذهولاً متلعثماً : لماذا فعلتي هذا ؟ ألستِ تحبيني كما أحبك ؟ ألم تأتي لزيارتي لكي تريني وتعبري لي عن حبك ؟
نظرت اليه والشرر يكاد يتطاير من عينيها من شدة الغضب والاستغراب قائلة له : ماذا تقول أيها الأبله ؟ ! .. أنا الأستاذة فاتن الاخصائية الاجتماعية بدار الرعاية الاجتماعية بالحي .. جئت لعمل دراسة اجتماعية عن حالة اسرتك بعد أن تقدمت والدتك بطلب مساعدة مالية لكم بعد أن توفي والدك ..
وبهت صاحبنا وتهالكت أوصاله ، وارتمى على اريكة منزلهم المتهالكة مثله، واصفر وجهه وازرقت شفتاه ، واتسعت حدقتا عينيه ناظراً الى الفضاء اللامتناهي .. لقد مات .
من صندوق ذكرياتى
خاص (مسابقة مجلة همسة الكبرى) ..
——————————————-
الأستاذة فاتن .. (قصة قصيرة ) ..
~*~*~*~*~*~*~~*~*~*~
كانت سعادته لاتوصف حين اتصلت به حبيبته لكي تبلغه عن رغبتها في زيارته بمنزله، كاد يطير من فرط فرحته ، لم يصدق اذنه.. أخيراً سيراها .. أخيراً سيمسك بيدها ويقول لها أحبك وجهاً لوجه .. لطالما حلم بأن يقابلها ويصارحها بحبه.. أخيراً سيشم عطرها من قريب بعد ان كان يشمه على بعد عشرة خطوات على الأقل حين كان يكتفي بالسير ورائها فقط لكي يشم عطرها عند مرورها من أمام منزلهم كل يوم ولايجرؤ حتى أن يتحدث اليها. لقد تحول حلمه الى حقيقه . اليوم هو عيد عنده ، لا بل أكثر من عيد .. اليوم هو كل الأعياد . وظل يتمتم في نفسه .. انها تحبني .. نعم تحبني .. ولا تطيق البعد عني لدرجة انها تجرأت وطلبت زيارتي في منزلي المتواضع.
وجاءت ساعة الصفر .. ودقت حبيبته جرس باب شقتهم المتواضعة وجرى نحو الباب وهو لايكاد يصدق نفسه .. فتح الباب على مصراعية وكذلك فتح ذراعية لكي يضمها بين أحضان جسده النحيل قبل أن تدلف الى أحضان جدران بيته المتشققة ، وما أن هم بمد يده اليها وجهز شفتاه لتقبيلها حتى فوجئ بصفعة على وجهه سمع صداها كل الجيران . سألها مذهولاً متلعثماً : لماذا فعلتي هذا ؟ ألستِ تحبيني كما أحبك ؟ ألم تأتي لزيارتي لكي تريني وتعبري لي عن حبك ؟
نظرت اليه والشرر يكاد يتطاير من عينيها من شدة الغضب والاستغراب قائلة له : ماذا تقول أيها الأبله ؟ ! .. أنا الأستاذة فاتن الاخصائية الاجتماعية بدار الرعاية الاجتماعية بالحي .. جئت لعمل دراسة اجتماعية عن حالة اسرتك بعد أن تقدمت والدتك بطلب مساعدة مالية لكم بعد أن توفي والدك ..
وبهت صاحبنا وتهالكت أوصاله ، وارتمى على اريكة منزلهم المتهالكة مثله، واصفر وجهه وازرقت شفتاه ، واتسعت حدقتا عينيه ناظراً الى الفضاء اللامتناهي .. لقد مات .