خاص بمسابقة القصة القصيرة للكاتب /عباس عبد الله طمبل من السودان (قرية فاتنة وجبل مسن )
قرية فاتنة وجبل مسن
&&&&&&&&
كانت قرية نائية قرب جبل هرم ، يتوكأ علي واد ليهش بتلك ألعصا دَّمْدَمَة الريح العاتية ,التي تحدث صوت يهز مساكن القريه الحالمة التي تظهر مساكنها ،من على قمة الجبل كأنها لؤلؤ منثور في بحر عذب ..
في تلك الأمسية من فصل الخريف , التى ترقد علي حضن ذاك الجبل المسن وترفل بنعومة كأنها غيداء تتزين بثياب حرير وتضوع منها روائح العشب النضير ..
كان هنالك من يمرح ويلهو بالقرب من صخور متناثرة هنا وهنالك وهو صبي يدعو ذو الرمة النرجسي , عندما ينظر إلي قطيع أغنامي الذي يرعي بالمروج حيث الإعشاب الهشة الناعمة علي أفواه الشياه ، قرب الجبل المسن الذي أراه يوشك علي الوقع فوق راسي من شده التنوءات لبعض الصخور ذات الإحجام الكبيرة ، وكأنما احدهما ضرب هذا الجبل من الناحية الاخري وجعل الصخر متضور للبروز من فاه الجبل ….
وان أتحرك ميمنة وميسرة , ممسكا بعصاتي التي أهش بها غنمي , ارنوا إلى قطيع أغنامي ويرنو إلي الصبي الماكر ذو ألرمه النرجسي الذي ما غفوت وشغلتني أطياف المني ولوا عج الإشجان، وحنو ذاكرتي إلي غيد الزمان البهيج ومنزلتي، بجوار أمي وأبي وإلا ان تتقاطر أهدابي دمعا سخي كأنه فيض، سماء ممطرة يغمر لؤم الزمان الذي قذفني بعيدا عن شط أمان ،ورغد العيش بين قومي …
وما ان يقترب ذو ألرمه النرجسي ، من شاه من قطيع أغنامي حتى أجدها تقف كأنها ام وجدت صغيرها ويبرك ذو ألرمه علي الارض ويتعلق بضرع شاه درور بلبن لايتركها إلا وهي ، جثه هامدة وكأنه مارد هائج خرج من لجة سوداء ، من نتؤ الجبل المسن جائع للبن الشياه …
وماان رايته وانأ ارفع صوت بالنداء، له لترك الشاه وانأ اركض نحوه إلا وان لاذ بالفرار إلي بطن الجبل المسن , لأنظر ناحية الجبل ولا اراى شيء يتحرك ولا اسمع أصوات صفير الريح ،الهائجة وتخرج رائحة آسنة تزكم الأنف لا ادري من أين تأتي ،من جوف الجبل المسن , وادخل ناحية غار دخل به ذو ألرمه النرجسي لا اراي، غير اثر افعي ضخمه قد تركته علي الارض وأعود إدراجي وانأ أجرجر، أذيال خيبتي وواجس خفيه في نفسي كأنني ،جئت شأ آدا بالركض خلف ذو ألرمه النرجسي بالتأكيد إنا لم أدري ماهو اسم ذاك الغلام ،لكنني أطلق عليه هذا الاسم نسبه لأنه كان قصير دميم ،بضرب لونه للسواد والرُمة .
وما أن عدت حيث بدأت من ،أول يومي عندما ولج القطيع إلي المروج حتى أجد القطيع قد تناثرا وتباعد، عن بعضه بعض، وكأن ضربه زلزل فشق رتقه المتناسق المنسجم، وابدأ أحركه ميمنة وميسره لأجعل القطيع في نقطة واحده لأسير بطرائق العودة المضينه ، وانأ غير أباه بما يخبأه لي يد الأقدار هل، ستكن ناعمة كالحرير ام كزبر الحديد .
وأصحو من نومي علي صوت أمي أصحو ياعلي ، فقد آذن مؤذن الفجر وجماعه المصلين علي وشك الصلاة , لم تكن تلك ألليله إلا واحده من الليالي التي تمن علي أحلامي ،وانأ خالد لنوم عميق ، وتلهب حماسي بتلك القريه الفاتنة النائية وهي أمنياتي، العذبة البعيدة المنال ، الوعرة الشائكة دروب تحقيقها
تبدو لي وكأنها قرية يسكنها ،نفر من الجن تزين ليلا في حلمي وتتبخر نهار وتتكسر علي صحو واقعي المؤلم ….
الجبل المسن الهرم ماهو إلا إنا ابدأ شاب، يانعا مخضر ولكنني شيخا مسن هرم بهمومه وأوشك، علي الوقوع من شده الإيذاء والألم
و تسكنني أفاعي وأشباح تمنعني ، من تحقيق غايتي وأمنياتي بكثر النتؤات وتضور جبل همومي لإيقاعي في الرهق والإذلال والإضلال …
وما ذو ألرمه النرجسي إلا كل هماز مشاء بنميم ، سعي وتمني عدم الخير لي وعمل جاهدا لذلك ,عندما يقترب من شاهي ،ويتضرع لبنها وخيرها ثم تموت بعد ذلك من غله وإيذاءه ، بقتل أمنيات كل من يقترب منه بداء الغيرة والحسد ما قطيع الشياه، إلا كل شيء اسعى لتحقيقه وأهشها واخشى عليه، من أمثال ذو ألرمه النرجسي .
المروج ارض خضراء خضبه الجمال خير كثيرا ووفير وقطيع الشياه يرعي، بتلك الإعشاب الخضر بشرني بموسم وفير بالخير الكثير لكثير مما حولى .
و غفوتي قدري وذاك الراعي دون عمل إنذار بالمرض، او الموت بأمر الله تعالي ، واتت مشيئة الله وكن فيكن فغفوت ولم أصحو ثانيه .