الاسم: مرام بنت أحمد آل عبد القادر.
الدولة: المملكة العربية السعودية – المنطقة الشرقية – الدمام.
المشاركة: خاطرة بعنوان.. (إنسانُ الإنسان).
التواصل
البريد الإلكتروني: [email protected]
الصفحة الرسمية في الفيس بوك:
https://www.facebook.com/maram.ahmed.7758
كنتُ صغيرةً أتساءل حول كلّ شيء، أسأل والدي فجأةً ونحن نشاهد فيلماً خلال إجازة الأسبوع؛ بابا: لماذا سمّي الإنسانُ إنساناً؟ يجيب: لِكثرة نسيانِه يا صغيرتي. يقفز وقتها فوق عقلي الصغير الغير مدرِك سؤالاً آخر، وماذا لو لم ينسى؟ أسألُ والدتي وهي تعدّ لنا حلوى يومِ الجمعة؛ ماما: لماذا تسعدِين إن فعلتُ أمراً جيداً وتغضبين منّي إن قمتُ بِعمل لا ترضينه. وهي أنا في كلتا الحالتين؟ تردّ مجاوبةً تساؤلي: لأننا يا وحيدتي بشر، تارةً نسعَد وتارةً نحزَن، تارةً نعمل صالحاً وتارةً سوءاً. كبرتُ يا أبي وأصبحت أنسَى. كبرتُ يا أمّي وأصبحت بين تارةٍ وتارة. كبرتُ وها أنا أحدثُكم عن تساؤلاتي التي لطالما اعتدت أن أسألها، وبتساؤلي أشعر بي مختلفة، خاصةً عند رؤية جواب أسئلتي في الكتب التي أقرأ. كبرتُ وها أنا أتفكّر قارئةً: ما هو الإنسان، وما هو معناه؟ يجاوبني كتاب” مشكلات فلسفية | مشكلة الإنسان، معرّفاً إيّاه: “إنّ الإنسان مشكلة، لأنّه الموجود الذي لا وصف له سوى أنّه لا يوصف!”. كبرتُ وفهمتْ أنّ الإنسان ليسَ بِمَلَكٍ كريم! الإنسان هو نتَاج الفطرة التي خلقه الله سبحانه عليها، وهو أيضاً نتاج الظروف المحيطة به في شتّى مواقف الحياة، مواقف الحياة التي علينا ألّا نَبقى أمَامها جامِدين، كَآلةٍ؛ لا نقبل بأيّةِ مغامرةٍ أو اكتشافٍ أو تجربة. الإنسان الذي قال عنه كتاب (أهل الطريق) ” لم يصبح الإنسان إنساناً بعد، هُناك إمكانية أن يتحوّل “. نَعَم. أن يتحوّل ويتغيّر.. أن يصبحَ إنساناً عند اكتِشافه وتعرّفه على ذاته بِمرونة ودماثَة، أن يواجه بِلدونةٍ ما يظهر أمامه نتيجة الفجأة. إنّنا نحن البشر ليس منّا من يشبه الآخر تمام الشّبَه. مختلفون عن بعضنا البعض بِصفاتنا، بِشخصيّاتنا وتصرّفاتنا، إلّا أنّه علينَا أن نعزّزَ كلّ صفةٍ نراها جيّدة، طيّبة. أن نتعامل مع بعض الصفات الغير مستحسَنة التي تصدر منّا بِتروٍّ وحكمَة، جاهدين في تهذيبِها. لأنّ في داخل نفسِ كلِّ إنسانٍ منّا نزعة الشّر تلك! مخبّأة؛ تكَاد تُبين عند استفزاز الظروف المحيطة بها لها. ما إن تُستَفزّ وتظهر تدمّرُ كلّ شيء؛ حتى أنّها قد تدمّر صاحبها نفسه. تلك اللحظة التي تطفُو فيها نزعة الشّر على السطح! ظاهرةً للجميع، هي لحظةٌ فارقة في حياة الإنسان، هي امتحان الله للإنسان في أرضه. وإنّ النّفس لأمارةٌ بالسوء؛ إلّا أنّه على كلّ إنسانٍ تهذيب تصرّفاته وتزكيَة نفسه. ويؤيّد ما أقوله الشاعر مريد البرغوثي بِقوله:” عيب الإنسان الأكبر هو إنكاره عيوبه.. ودفاعه المستميت عنها”. يبقى الإنسانُ غريباً لا مفهوماً حتّى لو حاول جمعٌ من العلماء والفلاسفة والمحلّلين تفسير ماهيّة الإنسان. لا يبقى الإنسان غريباً لا مفهوماً إنْ تعرّفَ الإنسان على إنسانِه، على نفسه؛ لا يبقى مبهماً إن اكتشفَ الإنسان كينونتَه الإنسانيّة الخاصّة به