الإسم : مروة على السروجى
العنوان : مصر- محافظة أسيوط
فئة العمل : مسابقة الخاطرة ..
#احتضار_روح
كمْ عشتَ تتحَاشَى الحُبَ .. كأنَّه أفعَى سيفتِك بكَ سُمُّها..
أو ذئبٌ جائعٌ سينهشُ لحمَ قلبِك بينَ أنيابِه المفتَرسةِ ..
تمرَ عليكَ سيرةُ الحُبِ .. فتتجاهَلُهَا أو تسخرُ منْهَا ..
ويحسبُك منْ يجهلُ حالَك .. متبلدَ الشُعورِ ..
ولا يدرِى أنَّك تنأَى بِقلبِكَ عنْه .. لشدةِ ما اكتَوَى بنَارِهِ ..
بعدَ صَدماتٍ عاطفيةٍ مررتَ بهَا .. واستُهلَكتَ حتِّى تعافيتَ مِنْها ..
وبينمَا أنتَ هكذَا .. يلوحُ لكَ طيفُ حبيبٍ محتَمَلٍ ..
تتجاهَلُه .. وتسارعُ باحتضانِ قلبِك بقَدرِ ما لديكَ منْ وجعٍ ..
وتوصِدُ أبوابَه بألفِ تِرباسٍ .. وتسدُ كلَ منافِذِه ..
فيأبَى إلاَّ أنْ يحَاصِرَه منْ كلِ حدبٍ وصوبٍ
ويجَندلُ حولَك جيشاً من اللهفةِ والشغَفِ .. يدفعُ الأبوابَ من الخارجَ ..
وفى الداخلِ .. تُستَنفَذُ أنتَ طاقّتَكَ فِى إسكاتِ
عَواءِ احتياجِك المُلِحِ لأن تُحَبَ وتُحتَوى وتؤنَسَ ..
وتظلُ تقاومُ هذاً وذاكَ .. حتَّى تخورَ قواكَ شَيئاً فشَيئاً ..
وترفعَ راياتِكَ البيضَاءَ .. فاتحاً لَه أبوابَ قلبِك منْ جَديدٍ ..
ليستعمرَه بقوةٍ ناعمةٍ .. ويدلفَ إلى غرفهِ السريةِ ..
ويغدو مَلِكَه دونَ منازعٍ ..
ثم يتسَربُ إلى أعماقِك ويحتضنُ روحَك العاريةَ ..
بثوبٍ منْ الدفء .. ويشْعلُ قِندِيلَها الذِى انطفأَ لأعوامٍ ..
ثمَ يأخذُهَا ويحلِقُ بهَا.. حتَّى يسكنَهَا بينَ الغيماتِ المتناثرةِ ..
فِى سماءِ الشَّغفِ والولَهِ ..
ومنْ فرطِ سعادَتِك .. تنظُرُ إلَى الساعةِ
فىِ اليومِ والليلةِ آلاف المَرَّاتِ ..
كأنَّك تستعطِفُ العقربَ أنْ يكفَ عنْ الدورانِ
خشيةَ أنْ تتقاطرَ لحظاتِ الحُلمِ الجميلِ ..
وتسدُ ثُقوبَ ذاكرتِكَ خشيةَ أنْ يهرُبَ مِنْهَا
شيئاً مما تشاركْتَهُ مَعَه منْ حُلوِ الذكريَات ..
حتَّى تتصَبَّرَ بهمْ ذاتَ غيابٍ ..
وفِى غمرةِ النشوةِ يباغِتُكَ الخذلان .. كشبحٍ طالمَا كذَّبتَ وجُودَه ..
يصفعُ قلبَكَ صفعةً تجعلُه يتصدَعُ .. ثمَ يمزقُ عنْه ثوبَ الدفءِ ..
ويذبَحُ روحَكَ بسيفِه .. ويتركُهَا تنزِفُ .. ويلقِيهَا فى جُبٍ الصَّدمةِ والفَزعِ ..
تُحاولُ أنْ تستغيثَ بذاكِرَتِك ..علَّهَا تُلقِى لكَ ما تتشبثُ بهِ
ككلمةِ حُبٍ ظننتَهَا صادقةٍ .. أو عطرِ لقاءٍ علقَ فِى وُجدانِك ..
أو وعدٍ خلتَهُ يوماً سيُوفَى .. فلا تجدُ نفسَكَ قابضاً إلاَّ علَى الوهْمِ ..
فتتَهاوَى فٍى الفراغِ شيئاً فشيئاً .. حتى تتناثرُ شظَاياكَ هَنَا وهُناكَ ..
كبللوةٍ زجاجيةٍ .. تُحاولُ استجمَاعَ نفسِكَ كىْ تنهضَ فتعجز ..
ألفُ خيبةٍ تشدُ منكَ الروحَ والقلبَ .. لتستسلمَ لموتِهم البطىء ..
#مروة_السروجى