ط
مسابقة الخاطرة

خاطرة : رسالة إلى الحائط . مسابقة الخاطرة بقلم / نجد عيال خليبص . العراق

الاسم :نجد عيال خليبص
البلد :العراق

رابط الفيس بوك :https://m.facebook.com/?locale2=ar_AR
النوع:خواطر نثرية
العنوان رسالة إلى الحائط
**************
إلى الذي أقنعني بمقولة أجدادي المحبطة “إمشي جنب الحيط”
إلى من أبعدني عن وسط الطريق وعلمني الأنسحاب المهين
الى الذي إخترق جلدي بسكين ثلم
طاب مساؤك..
أعلم إنك تملك آذان تصغي للمنطق واللامنطق، وأفواه إعتادت أن تأكل حقي ولا تشبع، أعلم أيضاً أنك تعاني من نقص كبير في درجات الرؤيا، إرتدي نظاراتك الطبية وحاول أن تقرأ..
أيها الحائط
لقد عانيت الكثير من أجل أن أرضي الجميع، تغاضيت عن جروح مقصودة وغير مقصودة، تظاهرت بالبرود وعدم الإكتراث واللامبالاة في الوقت الذي كان قلبي يجتاحه ألما يفوق ألم المخاض، تناسيت عمداً مواقف كان من المفترض أن تُحفر في الذاكرة، صمتِّ عن كلمات أشبه ب “دريل كهريائي” يثقب صدري بضجيج لا يهدأ، سلكت أزقة التحايل على مشاعري، أكلت لسان البوح وأرتكبت جريمة الكتمان في وقت كان من المفترض فيه الصراخ.
آثارَ ندباتٍ خبأتها في تجاويف جمجمتي، وبحسن الظن رسمت لوحات تحمل الكثير من المعاني المشوهة، فيها تفيض أصوات جثثي التي لم تعثر على من يدفنها.
ولأني بشرية جداً صبرت على شراهتهم وقلت : “قضمة أضافية لن تؤذي” حتى أصبحت لقمة سائغة للجبناء الذين فقدوا خارطة المواجهة..
وحدي تجاوزت كل ما عانيت مبتسماً ولم يعلم بوجعي سواي.
أيها الحائط…
أمضيت عمري وأنا في صراع محموم معك، وكثيرة هي المرات التي تلقيت فيها الهزيمة، ليتك تعلم كم أنا وحيدة، محبطة، مشدوهة الفكر، يغتالني الخوف ويمتصُّ حياتي.
ليتك تعلم كم أنا باهتة ،متآكلة الأطراف، مجهدة،كعلبة منبعجة ألتصق بالأرض..
ليتك تعلم كم أنا متعبة، منهكة من المشي بمحاذاتك لأضمن طيبتي وتسلم سيرتي، أنعطف معك أينما تنعطف،
تقف، أقف
تهرول، أهرول
تميل، أميل
تسقط، أسقط على رأسي الكبير وأنكسر
كنثار صلصال،ألملمُني وأعيد تشكيلي
حجراً في جدارك..
أيها الحائط…
أعلم أني أكتب إليك متأخرة… متأخرة جداً.. أني أرغب في الرحيل .. أريد الهجرة دون أن تتمكن ظلالك من اللحاق بي..
لن أخاف هذه المرة .. لن أتراجع بداعي عدم الأعتياد..سأسترد كل حقوقي المسلوبة بإرادتي ورغماً عني، وستدفع ثمن غطرستك الفارغة غالياً.
أيها الحائط…
لم يبق لي مقام هنا…
لقد استقلت من “العدّ على أصابعي العشرة قبل الردّ على أحد” كما علّمتني معتقدات مجتمعي ، فككت قيدي وأدرت ظهري
ولم يعد يخيفيني شيء في العالم كله.
سأكون كيان جديد، فلا تحاول أقتفاء أثري لتعيدني إلى غربتي.. واتمنى أن لا أراك لأني سأجرجرك وألقي بك في مزبلة ضخمة تليق بتماديك المستمر .

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى