خاطرة : كلمة السر.عصفورة . مسابقة الخاطرة بقلم / محمد مخفي . الجزائر
15 فبراير، 2021
0 358 دقيقة واحدة
محمد مخفي
أسم الدولة الجزائر
المشاركة في فئة الخاطرة
كلمة السر…عصفورة
وأنا ألثم الأيام و أطوي صباحها بمسائها في خزانة زماني، و أعيد إخراج أجملها من خزانتي و أقرأ أطيبها و أتعطر من عطره لأجل غد أحلم به، و أنا أثبت حروف أيامي من خلال ذاكرة أرادت إعدامها أيادي إنسان عديم الفهم و الروح وضميره مزيف و حضور دائم .
لم أكن أظن أو أدرك أنه يأتي يوم من أيامي ويحيا الحب بقلبي الميّت ويعيد حلم طفولة كنت أصنعه، أرسمه وأكتب قصته بالخشب وعلى الأوراق، لم أكن أعلم بأنّ القدر يخبئ لي الأشياء، كلّ الأشياء الجميلة، والقبيح الأجمل..
لم أكن أتوقع أو أنتظر لكن كنت متفائلا وأعيش على نور قمر حبيبة رسمتها مخيّلتي، حبيبة لم أكن أعرف عنها إلا طيبة قلبها وجمال روحها، حبيبة لا وجه لها، لا شكل لها، ولا قدّ لها حبيبتي ، حبيبة لا تشبه الحبيبات ولا أميرات الملوك والسلاطين، لعلّها تطرق باب قلبي ذات يوم..
قصة الحب تبدأ أوّل حروفها على أوراق الكراسات أو في صفحات الكتب أو على جدران المنازل وأسوار المدينة، حتى حروف شعر أو قصيدة تبدأ مبعثرة على زجاج نافذة أو لوح طاولة بصفوف المدرسة أو على كفّ يد عاشق مجنون بقدّيسة غير قدّيستي.
قصة الحب هي كلمات و عبارات لا تكتبها الجرائد على صفحاتها ولا المجلات ولا تتكلم عنها حتى الإذاعات قبل أن تدوّن على ألواح المقاعد وجذوع الأشجار أو على جدران منزل الجار الذي يعشق ابنه بنت الجار الأخر أو زميلته بالقسم..
كانت أولى دقائق جمعت بيننا عبارة عن مبارزة وسجال بكلمات تخصّ مشوار قصة و حكاية، فأغلب أحاديثنا كانت بين همس سؤال وجواب تتبعها أسئلة أخرى كانت أغلبها منها، أما أنا فقليلا ما كنت أسأل، حيث كنت و لا زلت أعتبر أيّ سؤال موجه إلى امرأة لا نعرف عنها شيئا يبقى سؤالا خصوصيا جدا، رغم أنيّ لم أكن أعرف عنها شيئا، كان قلبي مفتوحا لها كأننا نعرف بعضنا البعض قبل اليوم، وكانت لنا أحاديث لا أدري متى ولا حتى كيف عرفت عنيّ أشياء سوى القليل من بعض قريباتها.
مرت أيام و أنا أقيم بكهف القدّيسة الذي اتخذت منه معبدا و ملجأ لحروفي، أضمّد فيه ماضي الجراح والآلام هجرته منذ أوّل ألم، أوّل جرح، و رسائل الود ترحل و تسافر بيننا.