ط
السيناريو والحوار

خولة ..مسابقة السيناريو والحوار بقلم / رابحى محمد إلياس من الجزائر

مسابقة همسة 2016
سيناريو وحوار لفيلم قصير
بقلم الكاتب: رابحي محمد إلياس من الجزائر
عنوان الفيلم: (خولة)
الشخصيات:
خولة: الشخصية الرئيسية في الفيلم والتي تدور حولها أحداث القصة، فتاة سمراء ونحيفة يتيمة الأبوين، تدرس في السنة الأخيرة من الثانوية وتطمح أن تلتحق بالجامعة بعد اجتياز امتحان البكالوريا، تعيش مع جدها مصطفى وجدتها مريم
مريم: جدة خولة وزوجة مصطفى، عجوز في السبعينات من العمر بيضاء البشرة، تتميز بالحنان وطيبة القلب تجاه حفيدتها
مصطفى: جد خولة وزوج مريم، شيخ في الثمانينات من العمر أبيض البشرة وله ذقن قصير وينادونه بأبي جلال أحيانا، يملك عربة لبيع الخضار وهي مصدر رزقه
فتحية: فتاة شابة بيضاء البشرة، صديقة خولة الحميمة ورفيقة دربها وتدرس معها في نفس الفصل
علي: فتى أسمر البشرة، شاب وسيم ومن عائلة محترمة يلبس أفخم الثياب، يدرس في نفس الفصل وتكن له خولة مشاعر الحب والإعجاب
سناء: فتاة بيضاء البشرة، جميلة وذات قوام أنثوي منمق، من عائلة محترمة، رفيقة علي وصديقته وتدرس أيضا في نفس الفصل وعلاقتها مع خولة متوترة للغاية
السناريو:
المشهد 1:
وسط الرصيف – بعد شروق الشمس – خارجي
يحمل “مصطفى” خرطوم ماء ويسقي الشجرة وتبدو على وجهه ابتسامة خفيفة، الخرطوم طويل وقادم من الجانب الآخر من الطريق، لحظات وينتهي من سقي الشجرة يرفع رأسه ببطء ويلتفت ناحية الاتجاه الذي يأتي منه خرطوم الماء ويصيح:
مصطفى: “مريم..أغلقي الحنفية يا امرأة، الشجرة سوف تغرق”
مريم (صوت خارجي): “حاضر يا أبا جلال”
ويرد بصره ناحية خرطوم الماء، لحظات ويتوقف الماء عن الانسكاب، يحمل الخرطوم إلى أعلى قليلا ويبدأ بلفه متجها ناحية الجانب الآخر من الطريق بخطوات متثاقلة، يعبر نصف الطريق فيسقط منه خرطوم الماء يتوقف لثانية يحمله ثم يكمل طريقه، يظهر بيت قصديري قديم في حالة مزرية وبابه مفتوح وفوق الباب مكتوب عبارة “للبيع” بخط عريض وغير متقن وبجانب الباب يقف حمار مربوط بعربة مملوءة بالخضار، يدخل “مصطفى” البيت ويغلق الباب..
-قطع-
المشهد 2:
ساحة البيت – نهارا – داخلي
هنا نسمع صوت أنثى تغني أغنية شعبية (ص خ)
يتوجه “مصطفى” إلى زاوية في ساحة البيت يعلق خرطوم الماء على الحائط ثم يجلس على كرسي خشبي ببطء ويحمل قلة ماء ويبدأ بالشرب..
تستعرض الكاميرا ساحة البيت تتوسطها نافورة صغيرة وهناك غرفتان واحدة بابها مفتوح والأخرى بابها مغلق، تظهر “مريم” جالسة أمام الفرن تحضّر الخبز ويتضح أنها هي التي تغني، وفجأة تكف عن الغناء وتشيح بناظريها إلى اتجاه آخر..
-قطع-
– يُفتح باب الغرفة المغلقة، تخرج “خولة” مسرعة يبدو عليها الاستعجال، وتتوجه مباشرة إلى الحمام..
-تبتسم “مريم” وتحمل أرغفة الخبز وأكواب اللبن وتضعها على المائدة..
– يحمل “مصطفى” سجادة معلقة على الحائط ويدخل غرفته ويغلق الباب..
-تخرج “خولة” من الحمام حاملة المنشفة، تنتهي من مسح وجهها وتعلق المنشفة على حبل يتوسط ساحة البيت وتجلس إلى المائدة..
خولة: “صباح الخير يا جدتي”
مريم: “صباح الخير يا ابنتي”
خولة (منزعجة): “مثل العادة، خبز ولبن..؟”
مريم: “احمدي ربكِ يا ابنتي، هناك من لا يجد لقمة يسد بها رمقه، سمي بالله وكلي”
خولة (غير راضية): “الحمد لله..”
تبدأ “خولة” بتناول الفطور..
يخرج “مصطفى” من غرفته ويعلق السجادة في نفس المكان ويجلس إلى المائدة..
مصطفى (متعبا): “آآآخ يا ظهري..أصبحت لا أقوى حتى على أداء الصلاة”
مريم : “لازالت البركة يا أبا جلال”
خولة (حزينة): “أنا آسفة جدا يا جدي، لقد تعبتَ أنت وجدتي في تربيتي كثيرا، والآن قد صرتَ شيخا كبيرا ولا تقوى عل التنقل بعربة الخضار من مكان لآخر، ومصاريف البيت كل يوم تزيد، أنا لا أعلم ماذا أفعل لأساعدكما”
مصطفى: “لا تقولي ذلك يا ابنتي ولا تفكري أبدا بهذه الأمور، ألم الظهر هذا ليس بسبب العربة فالحمار هو من يجرها، إنما الألم بسبب كبر السن ليس أكثر، وتذكري أن الرزق من عند الله يا ابنتي، يجب أن تركزي في دراستكِ وامتحاناتك ولا تقلقي أبدا بشأن مصروف البيت، مستورة والحمد لله..”
مريم: “جدك معه حق يا ابنتي، أمك رحمها الله قد أوصتنا عنكِ قبل وفاتها، ويشهد الله أننا لم نقصر أبدا في تربيتك على أمل أن تصبحي امرأة قوية تستطيع الاعتماد على نفسها، واعلمي يا ابنتي أنه ليس أعزّ من الابن إلا الحفيد، فركزي في دراستك ولا تفكري بأي شيء آخر رضيَ الله عنكِ”
خولة (خجولة): “نعم، اليوم أول يوم في امتحانات الباكالوريا وأنا أحضر لها بجد منذ أول السنة..، ولكن…!!”
مصطفى (مبتسما): “هيه هيه هيه..لا تكملي يا ابنتي، لقد فهمت قصدك”
يعتدل “مصطفى” في جلسته ويمد يده إلى جيب سرواله ويخرج محفظته، يسحب منها بعض الأوراق النقدية ثم يعيد المحفظة إلى مكانها ويضع المال على المائدة و يؤرجحه باتجاه “خولة”
مصطفى: “خذي هذه النقود يا ابنتي، وإن احتجتِ لشيء آخر فلا تترددي في إخباري، اتفقنا..؟”
خولة: “شكرا جزيلا يا جدي، لا أعلم لولاك ماذا كنت سأفعل”
مريم: “هيا يا ابنتي، اذهبي وجهزي نفسك قبل أن يفوتك موعد الحافلة”
تلتقط “خولة” النقود من على المائدة وتنهض مسرورة، تقبل جدها على خده وتهمّ إلى جدتها تقبلها أيضا وتذهب مسرعة إلى غرفتها..
-قطع-
المشهد 3:
عند باب البيت – نهارا – خارجي
تفتح “خولة”الباب وتخرج لابسة عباءة سوداء وتضع على رأسها خمارا أحمر اللون وحاملة المحفظة على ظهرها، تغلق الباب وتهمّ بالذهاب فتقوم “مريم” بفتحه ثانية وتناديها..
مريم: “انتظري..!، خذي هذا السندوتش يا ابنتي”
خولة: “شكرا جدتي”
مريم: “اعتني بنفسك جيدا يا ابنتي، واحذري من حركة المرور”
خولة (مستعجلة): “حاضر يا جدتي”
مريم: “مع السلامة، حفظك الله من كل سوء وأبعد عنكِ أولاد الحرام”
تضع “خولة” السندوتش في المحفظة وتكمل طريقها بينما تغلق “مريم” الباب وتعود للداخل..
-قطع-
المشهد 4:
الطريق العام – نهارا – خارجي
تسير “خولة” متجهة نحو الحافلة وفجأة تسمع صوتا يناديها (ص خ)، تلتفت إلى الوراء فتجد أن المنادي صديقتها “فتحية”، تسلم عليها ثم تصعدان الحافلة..
-قطع-
المشهد 5:
وسط الحافلة – نهارا – داخلي
تجلس”فتحية” في مقعد قرب النافذة وتجلس “خولة” بجانبها، تسير الحافلة، يأتي قاطع التذاكر ويستلم منهما مبلغ التذكرتين ويغادر، لحظات وتتوقف الحافلة، تصعد “سناء” مع رفيقها “علي” يلبسان ثيابا جديدة وأنيقة تعلو وجهيهما ابتسامة عريضة ويضحكان، تجلس “سناء” أيضا في مقعد قرب النافذة ويجلس “علي” بجانبها، تسترق “خولة” النظرات من حين لآخر وترمق “علي” بنظرات الحب والإعجاب بينما هو منشغل بالتحدث مع رفيقته “سناء” ولا تكاد ترفع عينها من عليه، يلتفت “علي” فجأة ويجدها تتأمله بنظراتها الفاتنة فتزيح عينيها بسرعة وتتجه بنظرها إلى الأمام وكأنها لا تعلم شيئا، يواصل النظر إليها فتحمر وجنتاها حياءً وخجلا..
علي (مبتسما): “صباح الخير خولة، كيف حالك..؟”
تلتفت إليه متعجبة كأنها لا تدري أنه يقصدها، ترمقه بنظرات تعجب ثم ترد بكلمات متلعثمة جمّعتها بصعوبة على بعضها البعض..
خولة: “أنا بخير، الحمد لله..!”
علي: “الحمد لله..، اليوم يوم الامتحانات، آمل أنكِ قد حضرتِ لها جيدا”
خولة (خجولة): “نعم لقد حضرت جيدا..”
علي: “جيد، أتمنى لكِ التوفيق”
يكف “علي” عن الكلام ويترك “خولة” غير مصدقة أنه قد تحدث إليها لأول مرة، بينما ترمقها “سناء” بنظرات حقد وكراهية
سناء (بنبرة استهزاء): “أليست هذه ابنة الخضار يا علي”
لا يرد عليها “علي” ويبقى صامتا بينما “خولة” لا تلقي لها بالا وتنظر للأمام..
-قطع-
المشهد 6:
الطريق العام (أمام المدرسة) – نهارا -خارجي
تتوقف الحافلة بجانب الطريق وينزل الركاب واحدا تلو الآخر بينما تعم في المكان ضجة الطلاب المتزاحمين، تنزل “خولة” و”فتحية” والباقون ويتوجهون جميعا ناحية باب المدرسة..
-قطع-
المشهد 7:
الطريق العام (عربة الخضار) – نهارا – خارجي
يقف “مصطفى” أمام عربة الخضار خاصته يمسك منشفة ويمسح الطماطم..
مصطفى: “يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم”
يأتِ زبون من بعيد يلقي عليه السلام ويسأله عن ثمن الطماطم فيجيبه..
مصطفى: “الكيلو بـ85 دينارا..”
الزبون (غير راضٍ): “البارحة كان الكيلو بـ75، أبهذه السرعة ارتفع ثمنه..؟”
مصطفى (منزعجا): هذا ما أنتم فالحون فيه، لماذا لا تقولون هذا الكلام للجزارين”
الزبون: “لا إله إلا الله..، أخي..زن لي كيلو باذنجان و2 كيلو طماطم ودعني أتيسر..”
مصطفى: “حاضر أخي، لحظات ويكون طلبك جاهزا”
يحمل مصطفى حبات طماطم ويبدأ بوضعها فوق الميزان..
-قطع-
المشهد 8:
ساحة البيت – نهارا – داخلي
تحمل “مريم” صحن مليئا بالخضروات وتجلس ببطء على كرسي خشبي، تضع الخضار على المائدة وتبدأ بتقطيعها بتأنٍ وتبدو قلقة ومشوشة الذهن، لحظات وتتوقف عن التقطيع وتنظر إلى السماء كأنها تفكر..
مريم (تحدث نفسها-ص خ): “إييه..حماكِ الله يا ابنتي يا خولة ووفقكِ في امتحاناتك ورزقك ابن الحلال الذي يسر قلبك ويصون عرضك، وحفظَ لنا جدك وأطال في عمره..”
“إييه..آمين يا رب” (بصوت مرتفع)
وتكمل تقطيع الخضروات..
-قطع-
المشهد 9:
عند باب البيت- نهارا – خارجي
هذا المشهد يُظهر لنا في مدة 30 ثانية مزيجا بين عدة مشاهد في حركة ظهور وتلاشي متتابعة (مزيج) بمصاحبة موسيقية هادئة، وفي هذه المشاهد نتابع “خولة” حين تخرج من البيت ذاهبة إلى المدرسة صباحا وحين تعود من المدرسة إلى البيت مساءا، وفي كل مشهد تكون “خولة” في حالة مزاجية مختلفة (سعيدة-متعبة-حزينة…الخ)
-قطع-
المشهد 10:
الطريق العام- نهارا – خارجي
تخرج “خولة” من عند اللبان حاملة كيسا في يدها وتبدأ بالمشي وتبدو مستعجلة، تسمع صوتا يناديها فتلتفت للوراء لتجد صديقتها “فتحية”، تنتظرها حتى تصل تسلم عليها وتكملان السير بسرعة..
فتحية: “مالكِ تسارعين الخطى كأن عفريتا يركض خلفك..!؟”
خولة: “يجب أن أوصل اللبن لجدتي بسرعة وإلا ستغضب، أنت تعرفين طباعها”
فتحية: “ههه..لا عليك فسواء تأخرتِ أم لا ستقوم جدتك بتوبيخك فتلك هي طباعها، لذلك تريثي ودعينا نتحدث بروية”
خولة: “حسنا، ما الأخبار يا ترى..؟”
فتحية: “ألم تسمعي آخر الأخبار..يقولون أن مدراء الثانويات يأخذون الرشاوى من الأشخاص الأثرياء ليتم رفع معدلاتهم في البكالوريا، وسيتم تصفية عدد من الطلاب الآخرين من أبناء الفقراء كي يتم إخفاء المسألة عن السلطات المعنية”
خولة (متعجبة): “من أين سمعتِ هذا الكلام؟..لقد حضرتُ طوال السنة بجد لهذه الامتحانات، غدا ستعلن النتائج وسأكون من ضمن الناجحين وألتحق بالجامعة، وسترين ذلك بأم عينك”
فتحية: “لا أعلم..هكذا يقولون، المهم يجب أن أذهب الآن، اعتني بنفسك”
تسلمان على بعضهما البعض وتذهب “فتحية” مسرعة بينما تتوقف “خولة” للحظات مشوشة الذهن تفكر في الكلام الذي قالته صديقتها للتو ثم تكمل طريقها عائدة إلى البيت..
المشهد 11:
غرفة “خولة” – ليلا – داخلي
(صوت المذياع يبث أغنية لأم كلثوم)
تقترب “خولة” باتجاه المذياع وترفع الصوت قليلا ثم ترمي نفسها على الأريكة تعلو محيّاها ابتسامة عذبة وتضع يديها تحت رأسها وتسرح بفكرها بعيدا، لتظهر أمام عينيها صورة “علي” حين كان يبتسم ويتحدث إليها (مشهد استرجاع)، تتسع ابتسامتها شيئا فشيئا ثم تأخذ نفسا عميقا، تتنهد وتغمض عينيها ببطء شديد..
-قطع- (تلاشي الصوت والصورة)
المشهد 12:
أمام البيت-نهارا-خارجي
يظهر البيت بجانبه الحمار مربوطا بالعربة مع أصوات زقزقة العصافير، وفجأة نسمع بعض الأصوات قادمة من داخل البيت..
خولة (خارج الشاشة): “أسرعي يا جدتي، سوف أتأخر..”
مريم (خ ش): “ها قد أتيت يا ابنتي، خذي هذا السندوتش وتناوليه في الطريق..”
خولة (خ ش): “حسنا يا جدتي، إلى اللقاء”
تفتح “خولة” الباب وتخرج مسرعة، تأتي خلفها “مريم” وتقف عند الباب..
مريم: “رافقتكِ السلامة يا ابنتي، اعتني بنفسك جيدا”
تغلق “مريم” الباب وتعود للداخل..
-قطع-
المشهد 13:
الطريق العام (أمام المدرسة)-نهارا -خارجي
(فوضى وأصوات الطلاب)
تتوقف الحافلة وتنزل “خولة” مسرعة، يظهر الطلاب أمام باب المدرسة مجتمعين قرب لائحة النتائج مع أصوات عويل وبكاء مختلطة مع أصوات ضحك وسرور، وهناك طلاب أغميَ عليهم من شدة الصدمة ويقوم البعض برشهم بالمياه، يمر بجانبها “علي” تتبعه رفيقته “سناء” كأنهما لم يريانها ويبدوان مسرورين للغاية، تنطبع على وجه “خولة” نظرة ارتباك وفجأة تظهر بين جموع الطلاب صديقتها “فتحية” وتبدو حزينة والدموع تنهمر على خديها، تقترب من “خولة” تنظر إليها مليا ثم تومئ برأسها يمينا وشمالا وتكمل طريقها دون أن تنطق بكلمة، يتحول وجه “خولة” من نظرة الارتباك إلى نظرة خوف وارتعاب وتقترب رويدا رويدا نحو لائحة النتائج حتى تصير أمامها، تمد إصبعها إلى اللائحة وتبدأ بقراءة الأسماء من الأعلى إلى أسفل، وكلما نزلت قليلا يزداد خوفها ويصفر وجهها إلى أن تكمل قراءة اللائحة، تتراجع قليلا بخطوات متثاقلة وتجلس على الرصيف مهمومة وعلى يدها السندوتش الذي أعطته لها “مريم” ملفوفا داخل ورقة، تقل الفوضى شيئا فشيئا ويبدأ الجميع بالتفرق، لحظات وتقوم “خولة” ثانية ناحية اللائحة كأنها تذكرت شيئا، تبدأ من جديد بقراءتها وفجأة تتوقف
-علي رحمون 89 من المائة (ناجح)
– سناء عمّاري 91 من المائة (ناجحة)
تتراجع إلى الخلف مرة أخرى وتبدأ دموعها بالانسكاب..
-قطع-
المشهد 14:
ساحة البيت – (قبل غروب الشمس) – داخلي
يجلس “مصطفى” و”مريم” على المائدة ويبدو عليهما القلق الشديد..
مريم: “لقد تأخرت خولة كثيرا، أخبرتني أنها ستذهب مع فتحية لتفقد النتائج وتعودان فورا، أين ذهبتا يا ترى..؟”
مصطفى: “لا تقلقي يا امرأة، لقد سألت أبا فتحية قبل قليل وقال أن ابنته أيضا لم تعد بعد، ربما انشغلتا بالحديث ونسيتا نفسيهما”
مريم: “أتمنى أن يكون كلامك صحيحا يا أبا جلال”
لحظات ويُفتح باب البيت وتدخل “خولة” حزينة ومنكسرة، تنهض “مريم” مسرعة وتسألها لماذا تأخرت فلا ترد عليها وتذهب مباشرة إلى الحمام وتغلق الباب دون أن تنطق بكلمة واحدة، بينما ترتسم ملامح القلق والتعجب على وجه “مريم” وتنظر إلى “مصطفى” باستغراب..
-قطع-
المشهد 15:
الحمام – ليلا – داخلي
تقف “خولة” أمام المرآة حزينة وتجهش في البكاء، لحظات وتتوقف ثم تفتح الحنفية وتغسل وجهها عدة مرات، ترتسم على وجهها نظرة ممزوجة بين الحقد والحزن وتركز نظرها على شفرة الحلاقة، تمسكها وتضعها على معصمها بينما يداها ترتجفان، لحظات وتبدأ دموعها بالجريان مرة أخرى فتتوانى عن الأمر وترمي الشفرة بعيدا، فجأة تسمع صوت ارتطام قوي خارج المنزل فتخرج مسرعة لتتفقد الأمر..
-قطع-
المشهد 16:
أمام البيت – ليلا – داخلي
تأتي “خولة” تركض مسرعة من داخل البيت وتجد “مريم” واقفة عند الباب خائفة ومستغربة، تنظر “خولة” إلى حيث تنظر “مريم” لترى سيارة مرتطمة بالشجرة التي أمام البيت، ينزل “علي” من السيارة يعرج من قدمه فيتمشى بضع خطوات ويتكئ على الشجرة، تنزل خلفه “سناء” مصابة والدماء تنزل من رأسها وتسقط على الأرض مغمىً عليها بينما “خولة” و”مريم” واقفتان عند الباب خائفتين لا تصدقان ما الذي يحصل أمام أعينهما..
(منظر كامل) (مصاحبة موسيقية) (عرض بطيء)
تتوجه “خولة” و”مريم” ناحية المصابين تتفقدانهما ويخرج “مصطفى” أيضا ويلتحق بهما، لحظات ونسمع أصوات سيارة الإسعاف قادمة من بعيد..
———————————————————————
ملاحظة 01: الحوار باللغة العربية الفصحى ويمكن نقله للعامية أثناء الإخراج
ملاحظة 02: أسماء الشخصيات في هذا الفيلم هي من وحي الخيال، وإن تطابقت مع أسماء في الواقع فذلك بمحض الصدفة لا غير
انتهى..
الجلفة في: 20-03-2016
الكاتب: رابحي محمد إلياس

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى