زليخة هدى بوشيخ ( الجزائر ) ، الايميل [email protected] ، النص عبارة عن خاطرة نثرية
عنوان النص : دعوة للحب
و أنا أغفو على صفحات ذكرياتنا معا تذكرت صباح الثامن عشر من نيسان…، كم كان الجو هادئا ، و كم كان المطر يحنو على الأرض بوقار …، و كم كنت أنا مرتبكة و الصباح من حولي خجول ، و كم كانت وجنتيك زهريتين كحبتي كرز …، ربما من خجلك أنت الآخر ، فعادة ما يكون اللقاء الأول بين نظرتين خجولا قليلا …
أذكر يومها أن ” بونه ” مدينة الحب و الملائكة ، كانت تغفو بصمت على وجنة الربيع و تشع كأنها ترتدي ثوبا من الندى …. ، فقط لأن زغات المطر عانقتها بهدوء ، و لأن عينيك تحدثا حبا …
أدركت لحظتها أن الحب في حضرتك لا يحدث الكثير من الضجيج و لكنه أشعرني أني مالكة الكون …
ففي لحظات معدودات رسمت لي حياتي معك تخيلتها و أحببتها جدا لحظتها و عايشتها كأنها حقيقة ….
توقف بي الزمن و ألغيت كل ما يحيط بي و أحسست حينها أني لم أكن في هذا الكون ، أخذتني إلى كونك الخاص … ، كان كوناً أزرق جميل تغار منه السماء و يحسده البحر…
ماؤه مالح ، لكنه يحيي الأزهار على كفي …
استظل تحت جفنيه و أغفو على رموشه و لا يمانع …
و مُد مر ذلك الصباح علي و أنا أذكرُ كُل شيء منك و معك … و كل ما يقودني إليك …
أذكر أول شريط موسيقي أهديتني إياه ،كانت السيدة ماجدة تغني “كن صديقي ” ، و كنت أردد أنا بعدها
كن حبيبي ..
أذكر أول شريط موسيقي أهديته لنبضك ،كان كاظم الساهر يغني قصيدة جميلة لشاعر المرأة ” قاتلتي ترقص حافية القدمين ” ، و كنت أنا أقف مبتسمة عند مدخل قلبك بعد أن وصلتني هديتك الثانية “كتاب الله المقدس”، و مسك من آخر عمرة لجدتك و شال أحمر كهدية خطوبة مع علبة شكولا سويسرية اهدأ بها أعصابي كلما تمردت على حبي قليلا …، و أذكر أكثر رواية أحببناها ” ذاكرة الجسد ” و كأنك كنت تصر أن أحافظ على ذاكرتي فقط لأن ذكرياتنا معا جميلة جدا …
أذكر شرفة بيتنا العتيق و اطلالتي على قلبك مع كل فجر جديد …
أذكر ملامح الخجل الأولى و عبق أنفاسك و أنت تقول كم أتمنى لو تقبلين ” دعوتي للحب ” …
أذكر كيف رقصت روحي لأجل عينيك فرحا …
أذكر طعم الدمعة الأولى في أول فراق كان بيننا …
أذكر تلك الساعة الرخيصة الثمن ، الغالية جدا على قلبي
أذكر أول رسالة وصلتني منك ،لم أحب الخط حينها لكن أحببت الأحاسيس كثيرا … كطفلة فرحة بلعبتها الجديدة …
أذكر أولى القصص التي طالعتها لأجلك ، أولى الروايات التي عشقتها لأجلك ، و اذكر أولى اللوحات التي رسمتها
و أذكرني حين تخيلت شكلك و بأناملي رسمتك …
و كيف ستأتي و كيف سأذهب …
أذكر أول الكلام و آخر الكلام ….
أذكر شكل السماء و كيف كان المساء يراقبنا و يضحك
و كم كنت أبدو بقربك أجمل و كم كنت أنثى في حضنك
أذكر أول أمر منك …
أول ألم منك …
أول حلم معك …
و حتى كيف سيكون آخر حلم معك !!!
فلي رجاء أن تظل هكذا …. حلما جميلا حتى لا يشوهك الواقع ، و تذكر دوما أن الثامن عشر من ” نيسان “، عيد الحب خاصتنا فقط أنا و أنت و أجمل الذكريات نغفو على صفحات الأيام …
يلفنا الحب …
يغمرنا الحنين …
يربطنا الشوق و الوله و ذكرى جميلة …
فللحياة طعم جميل بك …
بقلم زليخة هدى بوشيخ