ط
مسابقة القصة

دمعة يتيمة في زمن الجفاف ( الفصل الأول ) مسابقة الروايه بقلم / دالي يوسف مريم ريان الجزائر

الاسم واللقب : دالي يوسف مريم ريان
تاريخ ومكان الازدياد : 28/09/1998 بتلمسان
العنوان الشخصي : سيدي شاكر حي مراد فتحي شارع 04 تلمسان
الدولة : الجزائر
رقم الهاتف : 0553729349
البريد الالكتروني : [email protected]

الفصل الأول من روايتي “دمعة يتيمة في زمن الجفاف ”

دمعة يتيمة في زمن الجفاف …

نية صادقة في زمن النفاق …

صدق وإخلاص في زمن الألاعيب والخيانة …

بصيص من الأمل في بحر من اليأس …

وتبقى حكايتي وحيدة في زمن القصص , وروايات وأحجية الحياة …

اسمها مريم … بل أسمتها “مريم ” إنها تشبهني كثيرا حتى إنها تكاد تكون “أنا ”

لهذا سأحكي حكايتها “أنا ” بدلا من “هي ” …

ذلك اليوم … كادت الشمس أن تغرب … إنها السابعة مساءا …خريفا …

ولدت “مريم ” , اختار لها الله هذا الاسم , في ذلك اليوم , في تلك الساعة و في تلك الدقيقة ,

وفي تلك الثانية بالذات …

كتب القدر حياتها ومسار الطريق الذي ستمشي فيه …. إلى الأبد …

كيف لفتاة تولد وقت غروب الشمس أن تكون حياتها هكذا ؟

ألغروب الشمس علاقة بهذا ؟؟ بحياتها ؟ بمأساتها , ومعاناتها الأبدية ؟
فرحت كل العائلة بولادتها … وككل المناسبات السعيدة …

حضرت لما يسمى في الجزائر وما يعرف ب”السابع ” , وهو عبارة عن إقامة حفل للمولود

الجديد وحضور كل العائلة , الأصدقاء , الأقرباء بصفة عامة لتهنئة الوالدين بالمولود الجديد

وذبح العقيقة له وإعطاء الهدايا من ألعاب , ذهب , وغيرها …

كان يوما سعيدا جدا وأكثر من رائع …

مرت أيام وشهور … ومريم لا تفارق وجنتيها الابتسامة … وجهها السعادة … كا ما تريده ياتي لها فورا …

طلباتها عند عائلتها أوامر , بدون أن تبكي … يعطونها كل ما تطلب …

هذه هي مريم : الفتاة المدللة منذ صغرها وطفولتها …

كان لون شعرها أشقر يلمع كأشعة الشمس , عيناها السوداوتان اللامعتان كحبة الزيتون تفيضان سعادة

كانت صفحة بيضاء ككل الأطفال , تشرق الشمس بابتسامتها ..

لكن … أيمكن لكلمة “لكن ” أن تغير مجرى حياتها ؟

أيمكن لكلمة واحدة أن تمحي سعادة وفرح “مريم ” بلحظة واحدة فقط .. وخطأ واحد ؟

أيمكن لها أن تحول الحياة من جنة خضراء إلى زمن كثرت فيه دموعنا واختلط بشرابنا …

فجعلنا نتعجب ونجهل … من مرارة الدموع التي نذوقها …

بعد “لكن ” … أصبح الصمت أشد وأكثر إرهاقا من الحديث … رغم سهولته إلا أنه ثقيل عن الكلام .

رغم أن الصمت لا يبذل أي مجهود …

عندما يرمى التراب … فوق من تحب … بعد ان يغادر الحياة … ستدرك حينها أن الدنيا تافهة جدا

“مريم ” الفتاة التي ابتدأت الحياة وهي لم تتعلم كيف تنطق هذه الكلمة بعد …”الحياة ” …

ذاقت عذوبتها ومرارتها في عامها الأول من عمرها …

نعم , صدقوا أو لا تصدقوا … لكن هذه هي الحقيقة .

حقيقة “مريم ” بنفسها … حتى هي وتجهلها … لكنها سوف تبقى وتظل حقيقة لا أحد يستطيع تغيير محتواها .

“مريم ” الفتاة العنيدة , المشاغبة في أكلها ولباسها , وحتى في طريقة تفكيرها …

إن قالت لك يوما “لا” يعني “لن ” وان قالت “نعم” يعني “لا مجال للتفكير” .

كانت لا تتقبل الأمور بشكل سريع وسهل … وهذه هي أصعب بل وأكبر سلبياتها …

فكم من الصعب عليها تقبل فكرة رحيل عائلتها وأحبائها ؟

يا لها من عاصفة ستقلب حياتها رأسا على عقب .. فالرياح تهب بما لا تشتهيه السفن …

الآن .. أصبحت أختبر الحياة لا كفكرة بل كواقعة .. واقعة تجبرني على الفعل أكثر من أي شيء … وتدفعني إلى البناء بدلا من الاكتفاء بالتأمل …

أصعب ما أواجهه هو الذاكرة … نعم الذكريات التي تقتل المرء وفي اللحظة نفسها تجعله يبتسم …

أصعب المواقف … أن تخونك الذاكرة فتجعلك لا تستطيع أن تتذكر أي شيء حدث لك من قبل .. بالماضي … فتصبح إنسان مجرد من الماضي .. و مشتت الحاضر … مجهول المستقبل …

فتصبح رحلاتك كلها … رحلة إلى المجهول

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى