ط
مقالات فتحي الحصري

دولة بهانة .عمل مسرحى يجب أن يحاكم كاتبه لتشويهه اسم مصر . بقلم رئيس التحرير

كتب / فتحى الحصرى
ـــــــ
( دولة بهانة ) ..! هذا هو الإسم الذى اختاره المؤلف والمخرج عادل عبده لمسرحيته الجديدة والتى يتم عرضها حاليا على مسرح الهوسابير..!
ذلك المسرح الذى شهد أجمل مسرحيات فرقة ثلاثى أضواء المسرح والذى لم يعد يحمل بين جدرانه مايدل على هذا التاريخ العريق ..!
المسرحية كما يتضح من اسمها تحمل مغزى سياسيا .
المكان ديكور لحى يحمل كل مافيه اسم بهانة.. صيدلية بهانة ..مكتبة بهانة .. مكوجى بهانة .. قهوة بهانة .. ديكتاتورية عجيبة فرضها المؤلف على شخصية بهانة التى اتضح أنها شخصية مصر .. شخصية قبيحة المعشر .سليطة اللسان . إنتهازية ديكتاتورية لاتسمح لأحد بالحديث دون سواها .. قاسية حتى على أقرب الناس إليها .. ولا أدرى من أين استقى المؤلف معلوماته تلك ..؟ فهل كان يعيش فى كوكب آخر لايعرف فيه أحد من هى مصر ..؟
السم فى العسل.. هذا ماأراد المخرج والمؤلف غير العبقرى أن يتجرعه المشاهد  من خلال نص مفكك بل قل لايوجد نص على الإطلاق سوى عويل مفتعل وصراخ لامبرر له طول عرض وقت المسرحية والتى تشعر معها أنها دهر كامل لولا آداء بعض الممثلين الذين أضفوا بعضا من خفة الظل على العمل فى حدود المساحة المتاحة إليهم فى عمل لاعلاقة له بفن المسرح إطلاقا
بهانة صاحبة المقهى المتسلطة المتصابية قبيحة اللسان تمتلك الحى بكل مافيه حتى أرزاقهم بل وتسعى للتجسس عليهم جميعا من خلال ماسح الحذية الذى يرفض بالطبع رغم المغريات ..شخصية يكرهها الجميع .تلك هى مصر كما يراها المؤلف غير العبقرى ..
مع حشر الأحداث نرى المتكالبين عليها والذين يريدون شرائها وهذا الشاب المنتمى للإخوان وهو من تقع فى غرامه وتسعى للزواج منه عن طريق إغرائة بكل ماتملك وهكذا يقوم السيد المخرج بتزييف الوقائع  وعند محاولتهم إجبارها على بيع كل ماتملك نكتشف أن الست بهانة جاهلة لاتجيد حتى القراءة والكتابة وتحمل ختما تستعملة عوضا عن الإمضاء ..هل هناك تدليس وتزوير أكثر من ذلك  ؟؟
المهم أنه فى تلك اللحظة التى يقومون فيها جميعا بإجبارها على البيع يتصدى لهم الجيش فى مشهد ساذج يتضامن معهم بعض الأخوة العرب فى إشارة لدول الخليخ فى مشهد إنشائي أكثر سذاجة حتى فى الملبس.. وتفيق الست بهانة وتقرر أن  تحتضن أبنائها وتعتذر للجميع ومع النهاية يقرر المخرج الختام بمشهد يحث على العمل وذلك بطريقة خيال الظل فجاءت مهلهلة ولا داع لها على الإطلاق ..!
النص كما قلنا ساذج ومهلهل وبه الكثير من الأكاذيب .فمصر لم تكن يوما قبيحة ولا سليطة اللسان ولا جاهلة .أيضا لم تكن يوما قاسية على أهلها بل وأقرب الناس إليها ..!
الحوار هذا إذا افترضنا أن هناك حوارا .لم يكن على مستوى كلمة نص مسرحى فلا يوجد نص من الأساس بل مجرد اجتهادات  غير جيدة ..!
المسرحية من فصل واحد متعدد المشاهد  بديكوز أيضا واحد ..ولا أدرى لم يأخذ تغير مشهد لآخر كل هذا الوقت فالأمر لايتطلب سوى تغيير مكان المقاعد فقط ..!
ممثلوا العرض مجموعة من الشباب يتوسطهم الممثل الكبير مصطفى الشامى الذى بذل مع طاقم العمل جهدا كبيرا كى لايصاب المشاهد بالملل فقدموا جميعا كل مالديهم فى حدود مارسمه السيد المؤلف المخرج وإن امتاز بعضهم بخفة الظل التلقائية مثل هذا الممثل الذى قام بدور المكوجى ويتحدث اللهجة السودانية أو الأسوانية المهم أنه من الجنوب وفى هذا سقطة كبيرة فلم يعد أهل الجنوب يمتهنون تلك الأعمال ..!وأيضا صاحب المكتبة وماسح الأحذية والقهزجى وعنتر وصاحبة الصيدلية

الممثلون أدوا ماعليهم وأكثر حتى تلك الممثلة التى قامت بدور بهانة فقد قدمتها كما رسمها السيد المؤلف المخرج بمنتهى الأمانة فكانت شخصية كريهة حتى وإن حاولت أن تضفى عليها بعضا من خفة الظل

السؤال الذى يظل حائرا .. من الذى أجاز هذا العمل وسمح بعرضه ..؟ أهكذا يتم محاربة الفكر الإرهابى بتشويه شكل مصر ..؟
هل كانت نوايا المخرج طيبة عندما هاجم الفكر التكفيرى فى مشهد ساذج صغير بينما يقوم بتشويه شكل مصر طول المسرحية …؟ الله أعلم
ــــــــــ
نقطة مضيئة
مطصفى الشامى ,,عبد المنعم المرصفى . سيد ممدوح .. سمية الإمام . هبة بدر .شريف زكى . هبة لوكا .أشرف فؤاد . قدمتم ماستطعتم ولكنى أعلم أن بداخلكم الكثير فشكرا لكم

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى