ط
مواضيع

د. أمير العزب يكتب: الجينات اللغوية بين لغات الأرض

امير العزب
الجينات اللغوية بين لغات الأرض:سبق لغوي أماطت دراسة لغوية “بكر” بجامعة لندن اللثام عن حقيقة علمية دامغة تعزي أصول اللغات جميعا إلى العربية، حقيقة أغرب من الخيال أذهلت جهابذة باحثي اللسانيات في مختلف أرجاء المعمورة، حيث قلب هذا الاكتشاف طاولة البحث العلمي رأسا على عقب في خضم هذا الميدان وتم تفنيد الكثير من النظريات السائدة. والجدير بالذكر أن أول من أشار إلى هذا الكشف العلمي الفريد هو عالم اللسانيات الأشهر “ديفيد كريستال” في كتابه الماتع “موت اللغة”، حيث طالب الباحثين بضرورة البحث عن “اللغة الأم” التي انبثق من رحمها كافة لغات الأرض قاطبة، فضلا عن إسهامات اللغوي الفذ “جرينبرج” في كتابه الرائع “اللسانيات الوراثية”. وكانت المفاجأة من طراز العيار الثقيل حيث أثبت د. سعيد الشربيني – أستاذ فقه اللغة بجامعة لندن – هذه الحقيقة بالدليل العلمي لا الديني وقبلتها الجامعة دون تحيز أو محاباة او عنصرية، ولكن مازال هناك إلى الآن تعتيم ما حول القضية لأنه غرد خارج السرب وفكر خارج الصندوق! هناك جين وراثي لغوي سائد في العربية موجودة بصماته بين الأنسجة الصوتية لكافة لغات العالم أجمع، فلا تزال توجد مقاطع صوتية مماثلة للعربية في أصول أحشاء كلمات اللغات الأخرى، ولكن حدث تحريف فونولوجي وفونيمي في باقي مقاطع الكلمات وتوزيع أصواتها عند انتقالها من لغة إلى أخرى. فهناك عوامل كثيرة أدت إلى تغيير بنية الكلمة وصوتها المتعارف عليه كالعوامل الجغرافية وصعوبة النطق الناتجة عن التواصل والاحتكاك التجاري بين القبائل والشعوب المختلفة عبر الأزمنة السالفة، ولكن نتاج هذا التزاوج أثمر عن ميلاد لغة جديدة تحمل موروثات لغوية هجينة تعكس الصفات اللغوية الوراثية لكلا الأبوين فكلمة“Sugar” في الإنجليزية أصلها “سكر” من العربية وكلمة “Camel”أصلها “جمل” وكلمة“Alcohol” أصلها “الكحول. فهذا التشابه الموجود في النسيج الصوتي للكلمات له دلالة واضحة على أن العربية هي أم اللغات. وهذا – بدوره – لا يقدح في أهمية اللغات الأخرى كما يتبادر للأذهان، فاختلاف الألسن آية من آيات الله في الكون البديع. وهذا إضاءة من إضاءات التفسير، فكم هي رائعة لغتنا الجميلة ! المعين الذي لا ينضب والذي نشم عبق نسيمه من ملايين السنين .

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى