مكتب الأردن
منال أحمد الحسبان
في مقال كتبته الدكتورة صفاء عبدالله الحسبان عضو هيئة التدريس في جامعة آل البيت الأردنية. قسم الهندسة المعمارية …تحث به على التعلم والتعليم ….حيث قالت. …..
إلى كل المحبِطين والمحبَطين … رجاءاً دعوا العالم يسير بسلام نحو الأفضل. …
يؤسفني ويؤسف الكثيرين غيري انتشار ظاهرة ” التقليل من شأن العلم والمتعلمين” في مجتمعنا…. وذلك من خلال منشورات محبطه لجيل ابنائنا وشبابنا ممن هم في سنوات عمرهم الدراسية … فيوهمونهم بان الناجح في التوجيهي والراسب ( كله واحد) وان الحاصل على درجة البكالوريوس والحاصل على شهادة الإعدادية كله محصل بعضه … والحاصل على درجة الماجستير او الدكتوراة والمكتفي بدرجة البكالوريوس سواسية ….والمعيار الوحيد لهذا التصنيف حسب ما يعتقدون هو مدى إمكانية الحصول على وظيفة… فيعتقد هؤلاءالمحبطين الفارغين انه كون معظم حملة الشهادات الجامعية وبعض حملة الشهادات العليا عاطلين عن العمل فان دراستهم كانت ( عالفاضي ) … وكأن الله خلق العلم كمصدر للدخل فقط… ولضمان الحصول على وظيفه..!
للأسف يجهل هؤلاء بان العلم والتعلم وحصول الشاب او الفتاة على درجة علميه معينه له الكثير من المنافع تتعدى وظيفه ومكتب وكرسي وراتب…فبالعلم يؤجر الانسان دنيا وآخره والعلم ينير الدروب المظلمه و يهدي العقول المتحجره ويوجه السلوك نحو الأفضل ويوجه الغرائز نحو الفطرة ….ثم انهم يجهلون ان اربع سنوات من التعليم الجامعي لن تكون أبداً ( عالفاضي ) اذا لم يجد صاحبها وظيفه… ولا تساويه أبداً مع الآخرين … … على الأقل هو لديه فرصه ولو ضعيفه… لديه أمل باستكمال دراسته وتحسين وضعه… لديه أمل بالعمل خارج البلاد… لديه أمل في مستقبل مشرق يوماً ما … ولكن غير الحاصل على اي درجه علميه… لن يكون لديه اي فرصه لتحسين حياته او تطوير نفسه…كما ان الأربع سنوات التي يقضيها الطالب في حرم الجامعه ليست هباءاً منثورا اذا لم يحصل على وظيفة …فتعامله مع مختلف نوعيات البشر من طلاب وزملاء وأعضاء هيئة تدريسية واساتذة جامعات بذلوا عشرات السنين من عمرهم بحثاً عن العلم والمعرفه… سيفيده ويوسع آفاقه الفكرية …ووجوده في مكان منظم لاربع سنوات سيزيد من مداركه وهذا لا يتساوى مع وجود غيره خلال تلك السنوات في المقاهي او الشوارع…
ان المرحلة العمرية التي يتواجد فيها الطالب في الجامعه هي من عمر ١٨-٢٢ و هي المرحلة التي يتم فيها صقل شخصيته… دراسة ١٣٢ ساعه معتمده في ابسط تخصص والنجاح بها والتزامه بساعات محاضراته وخوفه من التأخير او الغياب سينمي الكثير من المباديء في نفسه مثل الالتزام وحب التفوق والمنافسة الشريفة… كما ان تعامله مع الآخرين من مختلف المناطق و الأديان والأفكار سيطور مبدأ تقبل الاخر في شخصيته…تقدير الطالب لأستاذه ورئيسه …احترام الشاب للفتاة في الحرم الجامعي وإعطاؤها الاولويه في المقعد والمرور سيغذي مبدأ احترام الآخرين لديه….. التعرض لمشاكل دوريه كل فصل في تسجيل المواد وترتيب البرنامج سيعلمه الهدوء والتروي عند التعرض لأي مشاكل مستقبليه في معترك الحياه …وجود مثل اعلى في حياته كزميل متفوق او دكتور ناجح سيحدد بعض أهدافه وطموحاته حتى لو في المستقبل البعيد ….كل هذا سيساهم في في صقل شخصيته بشكل أفضل … فكل هذه الفروقات بين الحاصل على شهاده وغير الحاصل لا يمكن أبدا اختزالها في مدى إمكانية الحصول على وظيفه …
وبناءا عليه فلا داعي لان نروج بين الشباب فكرة انك سوف تدرس ( عالفاضي ) لأنك لن تجد أبدا وظيفه…. واذا وجدت وظيفة لن تكفيك قوت يومك … لا داعي لإحباط جيل تفكيره مشتت أصلاً نظرا لمتناقضات العصر …ولا داعي لان يتم تهديده بأنه سوف يبيع ( بندورة على بسطة) او ( جاج على بكم ) يوما ما … لانه و مع احترامي لتلك المهن واصحابها فإن عمل الجامعي فيها ليس تقليل من شأنه وإنما هي مصدر رزق مؤقت له…. لذا أقول لكل المحبِطين والمحبَطين . … رجاءاً دعوا العالم يسير بسلام نحو الأفضل ..
بقلم د.صفاء الحسبان