ط
ركن الدين

د. علي جمعة . إذا استعصى عليك فهم أى شئ فنحيه جانبا

“أنا مصلي ومؤمن بالله ولكن هناك مواقف في الإسلام لا أؤمن بها كحادثة الإسراء والمعراج وشق قلب النبي وهو طفل…فهل يخرجني ذلك من الإسلام؟” هكذا سئل الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، في أحد مجالسه العلمية، ليجيب موضحًا حكم الشرع فيمن ينكر الإسراء والمعراج ونحوها.

“أبدًا ما يخرجكش من الإسلام..هو بيخرجك من الواعين إلى المغفلين” يجيب الدكتور علي جمعة على السائل مؤكدًا أنه لا يخرج من الإيمان فهو يحب الله ويصلي وكل شيء ولكنه “مغفل”، قائلًا ان الغفلة هي الجهل، ناصحًا أياه أن يسأل ويعرف، وحين يثقل على الإنسان الإيمان بشيء مثل هذا ينحيه جانبًا حتى يفتح الله عليه ويفهمه له.

وقال جمعة إن كثيرا جدًا من المسلمين يحدث لهم هذا، “فواحدة غيارة أوي تقول أنا بحب سيدنا النبي أوي بس مش عارفة ليه اتجوز تسعة”، فهذا أمر يؤلمها، وقد تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم التسع لغرض ما لا تفهمه الآن، فعليها أن تنحيه، وكذلك إن لم يفهم المسلم أحد الأحاديث، “الفهم بتاعك هو السبب أنك رافضه، انت رافض المعنى القائم في ذهنك أنت”، فيقول جمعة ان السائل يظن أن الإسراء والمعراج خرافة وكذلك شق صدر النبي صلى الله عليه وسلم، فلينحيه جانبًا لكنه ليس خرافة، ويقول جمعة أن السلف كان يحدث لهم ذلك فينحونه، فيقول أحدهم: “وكان في القلب منه شيء” أي أنه يحيره أو لا يفهمه بشكل جيد، لكن لم يكن لديهم الجرأة على الإعتراض والانكار والرفض بشدة، ولكن لا يجعلها قضيته، “واحد بيناقشك في الإسراء والمعراج أو شق صدر النبي..اسكت”.

ويروي جمعة أنه ذات مرة قال له أحدهم أنه كلما قرأ أن العسل له ألوان يشعر بأنه خطأ، وهي آية: “يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه، بل يخفيها حتى لا يراها أحد، ويخبره أنه ظل على هذا الحال حتى ذهب إلى فرنسا دخل سوبر ماركت فوجد العسل حوالي تسعين لونًا، ففقد وعيه من فرط الدهشة، “الراجل دا ربنا فهمهاله بالعملي..دخل السوبر ماركيت لاقى الألوان”، وقال جمعة أن هذا الرجل حدث له إشكالًا فليس علينا أن نكفره أو نفسقه أو نخبره أن إيمانه ناقص، وعلى من يمر بذلك أن ينحي هذا الأمر جانبًا أو يسأل عنه فالسؤال مفتاح العلم.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى