ذكرى تحرير طابا د. مفيد شهاب ضيف صالون غازى الثقافى العربي
23 مارس، 2016
0 248 8 دقائق
وليد شفيق
استضاف صالون غازي الثقافي العربي الدولي ضمن فعالياته الثقافية الدورية سيادة المفكر الكبير الدكتور مفيد شهاب استاذ القانون الدولي وعضو لجنة التحكيم في قضية طابا ووزير التعليم العالي والشئون البرلمانية الأسبق في ندوة حملت عنوان (في ذكرى تحرير طابا ) شهدت حضوراً مكثفا من الأدباء والمفكرين والمثقفين والإعلاميين من مصر والوطن العربي مساء الأحد 20 مارس 2016 أدارها الدكتور محمد على سلامة أستاذ النقد الأدبي بكلية الآداب جامعة حلوان الذي بدأ الندوة باستعراض جانبٍ من السيرة الذاتية العامرة لضيف الصالون الكبير وقال إنه علم عروبي من إخمص قدميه وحتى مفرق شعره وأنه كان ولا يزال الفاعل الأكبر في حدث مصري بديع وهو تحرير طابا ولكنه لم يؤثر نفسه ويتكلم وأنه هو الرجل الأساس في هذه الذكرى المجيدة ثم تحدث عن فترة رئاسته لجامعة القاهرة ثم وزيراً للتعليم العالي والدولة للبحث العلمي ثم توليه منصب وزير سئون مجلسي الشعب والشورى حيث كان رابطة وصل محكمة بين المجلسين . ثم تحدث الدكتور غازي زين عوض الله المدني رئيس مجلس إدارة الصالون فرحب بالحضور جميعاً وأكد أن الدكتور مفيد شهاب فارس من نوع خاص فهو من أساطين القانون والسياسة تولى حقيبة التعليم العالي والبحث العلمي حيث ازدهر البحث العلمي ازدهارا كبيراً فهو أكاديمي بالأساس قبل أن يكون سياسياً وخلال عمله في مجلس الشورى أعطى دفعة وقوة كبيرة لهذا المجلس من حيث القوانين المهمة التي نوقشت في تلك الفترة – ومهما تحدثت عنه فلن أوفيه حقه ويكفي مصر فخراً بهذا المفكر والقانوني والسياسي الكبير موضوع تحرير طابا هذه البقعة الغالية علينا جميعاً ليس على المستوى القومي المصري ولكن على المستوى العربي كله وأن الضيف الكبير ذو شعبية جارفه بالإضافة إلى رؤيته المنهجية والتحليلية في التعامل مع الأمور كافة , وهو عملة نادرة في عالم السياسة والإدارة , وأن حضوره كان مطلباً ملحاً لرواد الصالون فهو قامة وهامة كبيرة , وأشار دكتور غازي إلى أن هذه الليلة ليلة مميزة وخاصة حيث تشهد بجانب المحاضرة تكريم كوكبة من المثقفين والإعلاميين والفنانين الذين كان لهم أبلغ الأثر كل في مجاله وهم – دكتورة اماني وهبة (الطب)– الأستاذة أميمة سراج الدين (سيدة أعمال ) – مها معوض (اللؤلؤة السمراء – شاعرة سعودية ) دكتور طارق آل مساعد (الطب)– دكتور وليد آل مساعد (الطب) دكتورة لبيبة الجنيدي (الطب ) الأستاذ محمد السيد (المحاماة ) ثم بدأ ضيف الصالون الكبير الدكتور مفيد شهاب استاذ القانون الدولي وعضو لجنة التحكيم في قضية طابا ووزير التعليم العالي والشئون البرلمانية الأسبق بالحديث حيث بدأ بتحية الحاضرين قائلاً (طاب مساؤكم ) ثم تقدم بخالص الشكر لرئيس الصالون د/ غازي زين عوض الله المدني وللحضور الكريم وقال إنه كان سيعتذر عن الحضور نظراً لأنه محتجب إعلامياً تنفيذاً لقرار اتخذه منذ خمس سنوات وأنه اعتزل السياسة تماماً وتفرغ للعمل الأكاديمي في الجامعة فهو يقوم حالياً بالتدريس لطلبة الدراسات العليا في موضوع التحكيم الدولي ولكنه قرر الحضور نظراً لعظم واهمية هذه المناسبة والذكرى المجيدة على قلوب المصريين جميعاً حيث ذكر أن هذه الذكرى تعتبر من أعز الذكريات في حياته على الإطلاق فلم أكن أشعر أني محام أترافع في قضية عادية ولكن كان هناك شعوراً مختلفاً لأن الأمر يتعلق بالأرض والعرض وأنا إذ أستعيد هذه الذكرى المجيدة الآن من خلال فعاليات هذا الصالون الموقر فهو شرف لا يضاهيه أي شرف ثم تحدث تفصيلياً عن تاريخ طابا وعن المفاوضات الشاقة مع الإسرائليين التي أعقبت انتصار أكتوبر ومعاهدتي السلام وكامب ديفد وكيف أنها كانت صعبة للغاية فنحن أمام خصم عنيد ومراوغ ولا يلتزم بمبادئ ولا قيم وقال إنه بتحرير طابا اكتمل تحرير كل شبر من أرض مصر الغالية وهكذا هي المفاوضات التي تنهي حالة الحرب التي لا تنتهي بالمعارك الحربية العسكرية ثم استعرض بالتفصيل خطوة بخطوة الخطوات التي تمت منذ حرب اكتوبر 1973 وحتى 19/3/1989 تاريخ رفع العلم المصري على طابا بداية من إعلان المبادئ وحتى مرحلة التحكيم حيث كان من المفترض أن يتم الانسحاب بالكامل من سيناء في 25/4/ 1982 ورفع العلم على العريش ولكن إسرائيل ماطلت بشدة في الانسحاب من بعض المواقع ثم قام بالشرح على خريطة سيناء محدداً المواقع الخلافية التي تعرف بالعلامات الحدودية بين مصر وإسرائيل وعددها واحد وتسعون موقعاً تمتد من رفح شمالاً على البحر المتوسط بمحاذاة الشريط الحدودي حتى طابا جنوباً على خليج العقبة بطول نحو 240 كيلو متر تقريبا ً فكان هناك بعض العلامات المتفق عليها بين الجانبين وهناك البعض الآخر الذي لا تريد إسرائيل الاعتراف به في عملية الانسحاب فتم الإعلان عن اتفاق مؤقت بشأن هذا الخلاف على بعض العلامات الحدودية وعندما نفذ صبر المصريين من المماطلة في المفاوضات تم اللجوء إلى اتفاقية السلام المبرمة بين مصر وإسرائيل التي تنص على أنه إذا فشلت المفاوضات لسبب أو لآخر فيتم اللجوء إلى أحد أمرين وهما التوفيق أو التحكيم , ففضل الجانب الإسرائيلي التوفيق الذي رفضته مصر رفضاً قاطعاً وتم اللجوء إلى خيار التحكيم الذي ماطلت فيه إسرائيل أيضاً كعادتها إلى أن رضخت له في النهاية بعد اقناعها بالقبول من جانب بعض الدول وإلا سوف يعتبر الرفض في غير صالحها وأيضاً لأن من شروط التحكيم موافقة الطرفين المتنازعين , ثم بدأت مرحلة وضع الشروط أو وضع إطار منظم لعملية التحكيم التي ماطلت وراوغت فيه أيضاً حيث كانت هناك اعتراضات من جانب إسرائيل على الأعضاء الخمسة الممثلين للمحكمة وبعد جدال وشد وجذب تمت الموافقة والتوافق على القضاة المحكمين ثم بدأت جولة أخرى من جولات التحكيم وهي وضع البنود الرئيسية والميثاق الخاص بعملية التحكيم وبعد ماراثون طويل استمر حوالي 9 أشهر تم التوافق على البنود والميثاق بعد ذلك بدأت مرحلة تقديم الأوراق والمستندات والصور والخرائط الدالة على أحقية مصر في طابا ثم بعد ذلك بدأت مرحلة المرافعات الشفوية التي ترافع فيها خمسة محامين مصريين من خيرة رجال القانون الذي تشرفت أن أكون واحداً منهم ثم جاءت مرحلة الشهود الذي كان من بينهم اسماعيل شيرين باشا زوج الإمبراطورة فوزية شقيقة الملك فاروق فبالرغم من خروجه من مصر مطروداً في عام 1952 مع الملك فاروق في أعقاب ثورة 23 يوليو ألا أنه أصر على أن يدلي بشهادته لأنه كان يعتبر هذه الشهادة تعبيراً عن حبه لوطنه الأم مصر وأيضاً هي شهادة للتاريخ ومن ضمن الشهود أيضاً الراحل العظيم كمال حسن على رئيس وزراء مصر الأسبق واللواء محسن حمدي متعه الله بالصحة والعافية وبعد ذلك رفعت المحكمة الجلسة للتداول لإبداء الحكم واستغرقت هذه الفترة شهر تقريباً ولكن الجانب المصري كان مطمئناً بنسبة كبيرة أن الحكم سوف يأتي في صالحه ولكن كان هناك بعض القلق من بعض الأمور وتخوف من بعض النقاط الحدودية الشائكة التي لم يكن كلا الجانبين متأكداً من مكانها وفي هذه الأثناء قدمت إسرائيل شريطاً مصوراً يؤكد أحقيتها ببعض النقاط الحدودية ولكن هنا انقلب السحر على الساحر وكان هذا الشريط المصور وبالاً عليهم فكان يصب بشكل كبير في صالح مصر وصدر الحكم في النهاية لصالح مصر بأحقيتها في بعض النقاط الحدودية الشائكة وأيضاً بأحقيتها في النقطة 91 وهي نقطة طابا وإعادتها للسيادة المصرية الكاملة وبعد الحكم مباشرة حدثت بعض الاعتراضات من الجانب الإسرائيلي بل إن القاضية الإسرائيلية اعترضت بشدة ووصفت الحكم بالباطل ولكن رئيس المحكمة كان حكيماً حيث هدأ من روعها ودعا الجميع أعضاء الوفدين المصري والإسرائيلي للجلوس وتناول فنجان شاي وفي تلك الأثناء اعترف أحد أعضاء الوفد الإسرائيلي الذي كان يعرف الدكتور مفيد شهاب جيداً بحكم تخصصهما في القانون الدولي اعترف بأن النقطة 91 أي طابا هي مصرية مئة بالمئة , ثم استعرض بعد ذلك ضيف الصالون الكبير الدكتور مفيد شهاب أستاذ القانون الدولي وعضو لجنة التحكيم في قضية طابا ووزير التعليم العالي والشئون البرلمانية الأسبق الدروس المستفادة من قضية التحكيم في طابا حيث أكد على أن التفاوض هو مهارة فهو علم وفن وأن المفاوض لابد وأن يكون على دراية كافية بعقلية وفكر وايدلوجية من يتفاوض معه وأن المفاوض أيضاً لابد وأن يجيد اللغات الأجنبية إجادة تامة , بالإضافة إلى أن الإصرار على الهدف وعدم التهاون فيه قدر الإمكان اياً كانت الظروف والصعاب والتحديات وأيضا من الدروس المستفادة العمل الجماعي بروح الفريق وأن كل عنصر يكمل الآخرثم تحدثت الدكتورة أماني وهبة طبيبة أمراض باطنية التي وجهت التحية لأرواح الشهداء وطالبت الحضور جميعاً بالوقوف دقيقة حداداً على أرواحهم الغالية ثم وجهت سؤال وهو : لماذا اختار الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك فندق مينا هاوس لكي يكون مقراً للمفاوضات بين الجانبين .
> ثم تحدث الدكتور مجدي الحفناوي نقيب أطباء الغربية الذي أثنى على ضيف الصالون الكبير الدكتور مفيد شهاب ثناءً حاراً وطالبه بالعودة مرة أخرى للظهور على الساحة لأنه رجل وطني من طراز رفيع وقال له مراراً وتكراراً عبارة (لا تبتعد )(لا تبتعد) ثم تحدث الأستاذ كامل نادر عكو خبير البرمجيات الذي طلب من الدكتور شهاب أن يعطي نصيحة لمن يريد التعاقد على أي أعمال حكومية حتى لا يتورط في قضايا تحكيم تكون في غير صالحنا. ثم تحدث الإعلامي بهاء المالكي كبير مذيعي الإذاعة والتليفزيون ورئيس لجنة الإعلام بصالون غازي الثقافي مطالباً الضيف الكبير بعدم الابتعاد عن المشهد الراهن خاصة وأن البلاد تمر بمرحلة دقيقة من تاريخها وذكر أنه من المؤسف بمكان أن لا تحظى هذه الذكرى المجيدة من عمر الوطن بالاهتمام الكافي نظراً لأنها وثيقة الصلة بعصر الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ثم توجه بسؤال وهو : كيف كان يتابع الرئيس الأسبق ملف هذه القضية وما هي توجيهاته لسيادتكم أعضاء لجنة المفاوضات . ثم تحدث المفكر السوري الكبير الدكتور نادر عكو الذي أكد على أن صالون غازي الثقافي العربي الدولي يعتبر من أوائل الجهات التي أعادت الدكتور مفيد شهاب للظهور الإعلامي مرة أخرى ثم ترحم على روح المغفور له الدكتور عصمت عبدالمجيد وزير الخارجية وأمين عام جامعة الدول العربية الأسبق وعضو لجنة المفاوضات وأثنى على دوره الكبير والمحوري في هذه القضية الوطنية الصعبة كما كان له الفضل في تشكيل الصورة الذهنية عن المواطن المصري عالمياً . ثم تحدث الدكتور غازي زين عوض الله المدني رئيس مجلس إدارة الصالون الذي أثنى أيضا على دور الراحل العظيم الدكتور عصمت عبدالمجيد وذكر أنه كان من أوائل المكرمين من خلال فعاليات الصالون هو والدكتور مفيد شهاب ضيف الصالون . ثم بدأ ضيف الصالون الكبير الدكتور مفيد شهاب استاذ القانون الدولي وعضو لجنة التحكيم في قضية طابا ووزير التعليم العالي والشئون البرلمانية الأسبق بالإجابة على أسئلة الحضور الكريم حيث ثمن عالياً مداخلات وأسئلة الحضور جميعاً ففي رده على موضوع اعتزال العمل السياسي وعدم الظهور إعلاميا فقال إن ذلك ليس معناه الابتعاد عن مشاكل وهموم الوطن ولكن ما حدث فقط هو الانتقال من مقاعد المشتغلين بالسياسة إلى مقاعد المشتغلين بالعمل الأكاديمي وقال إنه عاش معظم المشاكل العربية وكان محامياً دولياً لبعض الدول في نزاعها مع دول أخرى , وفي رده على سؤال هل الجانب الإسرائيلي كان مرناً في مفاوضاته ذكر أنه لم يكن مرناً على الإطلاق ولكنه كان ذكياً ومراوغاً نشطاً ومتشدداً وحول المفاوضات مع الجانب الأثيوبي في موضوع سد النهضة فقال إن الأمور تسير بشكل هادئ ومرن بما لا يؤذي أي طرف على حساب الطرف الآخر , وحول تنمية سيناء وخاصة طابا فقال إن سيناء تغيرت تماماً عما كانت عليه قبل استردادها ومن الظلم بمكان أن نغفل المجهودات والإنجازات التي تحققت هناك فأصبح بها العديد من المقومات سواء السياحية أو العلمية أو الزراعية أو الصناعية وغيرها , وحول التطبيع مع إسرائيل فذكر أن هناك اتفاقية سلام موقعة بين الجانبين ولكن على المستوى الشعبي فهذا متروك فقط للشعوب , وفي رده على سؤال هل كانت هناك تدخلات من أطراف أخرى في عملية المفاوضات ذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تتدخل بالفعل باعتبارها كانت شاهداً ووسيطاً في عملية السلام بين الجانبين ولكنها لم تكن محايدة على الإطلاق وكانت دائما تنحو ناحية الجانب الإسرائيلي حتى إنها اقترحت أن تكون طابا منطقة ثنائية السيادة بين الجانبين ولكن الجانب المصري رفض ذلك رفضا باتاً وقاطعاً , وعن دور الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في عملية المفاوضات فقد كان إيجابياً للغاية حيث شكل في بواكير هذا النزاع لجنة برئاسة الدكتور عصمت عبدالمجيد وكان يتابع الموقف لحظة بلحظة وكان على اتصال دائم بفريق المفاوضين بالكامل حتى إنه رفض تماماً الحل المقترح قبل النطق بالحكم بثلاثة أسابيع وأصر على المضي قدماً في عملية التحكيم , وعن اختيار فندق مينا هاوس تحديدا للمفاوضات فهو يعتبر مكان بعيد إلى حد ما عن وسط المدينة ومؤمن بشكل كبير , وفي رده على موضوع عدم الخبرة في ابرام التعاقدات الحكومية فذكر أننا تنقصنا الثقافة القانونية الدولية وقال إن هناك جمعية أهلية يرأسها تعمل في هذا المجال وهي (الجمعية المصرية للقانون الدولي) ومن ضمن أنشطتها عقد محاضرات دورية في مجال إبرام العقود الدولية والتحكيم الدولي , ثم اختتم ضيف الصالون الكبير الدكتور مفيد شهاب استاذ القانون الدولي وعضو لجنة التحكيم في قضية طابا ووزير التعليم العالي والشئون البرلمانية الأسبق الندوة بالشكر الحار لرئيس مجلس إدارة الصالون د/ غازي زين عوض الله المدني على حفاوة الاستقبال وحسن الترحيب والشكر لكل الحضور على مشاركتهم الفعالة في إنجاح تلك الندوة ثم قام د/ غازي زين عوض الله المدني رئيس الصالون بتكريم الضيف الكبير بإعطائه درع الصالون ثم إهداء درع الصالون للمكرمين في هذه الليلة وهم دكتورة اماني وهبة (الطب)– الأستاذة أميمة سراج الدين (سيدة أعمال ) – مها معوض (اللؤلؤة السمراء – شاعرة سعودية ) دكتور طارق آل مساعد (الطب)– دكتور وليد آل مساعد (الطب) دكتورة لبيبة الجنيدي (الطب ) الأستاذ محمد السيد (المحاماة )