سيدتي .. أنا رجل من عصر الجنون ..
حيث الحب إثم و عار ..
وحيث الكلام ..
شتم وبذاءة وشجار ..
وحيث الأصدقاء ..
مجموعة من الذئاب والأشرار ..
ومع هذا أحبك بمنتهى الصدق ..
حباً لا يعرفه غير الأطهار ..
ومع هذا كلما قلت أحبك تضحكين ..
وتقولين كم كاذب جداً يا أنت..؟
ولأني هذا المجنون الذي احبك أنت ..
أدركت الحقيقة ..
وكأن الحقيقة في هذا الزمان لا يدركها العقلاء ..
ولأني مجنون ..
في بحر حبك بلا قارب أبحرت ..
حتى وصلت أخيراً إلى شواطىء مليئة بالبشر ..
ولكنها باردة خالية تماماً من الإحساس ..
كل زهورها من البلاستك ..
و هناك رياح عاصفة من الشك ..
تحاول أن تقتلع قلبي وتهديه إليك ..
و لأني مجنون مثلك ..
أستسلم أنا من أجلك.. إلى السكون ..
ليُصنع من لحمي تمثال من جليد ..
وأنا هذا الرجل الذي يكره الشتاء ..
كما يكره الصيف ..
فأنا من مواليد نيسان ..
وقد جئت إلى الحياة وحدي بلا أب أو أم ..
وكأني أدم وقد خلق تواً من جديد ..
لا وطن لي غير الأرض ..
فكيف يجمعني بك القدر ..
والحب سيدتي يحتاج قبل كل شىء إلى وطن ..
ولهذا اشعر دائماً بالعطش ..
ولأني مجنون ..
أبحث عن بعض قطرات الماء ..
في محيط جاف جداً كالصحراء ..
ولأني مجنون ..
أبحث عن فنجان من القهوة خالي من السكر ..
وقطعة أرض فضاء ..
أمارس فيها تعاويذ العشق والكتابة ..
وأسهر أعد نجمات السماء في الليل ..
ثم أنزع بعضها لأصنع لك منها عقداً ..
أهديه إليك كل إشراقة شمس ..
وأحلم في النهار أن أعثر على زهرة حمراء ..
بلون الدم .. تنبت في قلبي ويرويها الشريان ..
أيضاً لأهديها إليك كل مساء ..
فتأخذيها مني بخجل وعلى استحياء ..
و تدفعين ثمنها قبله بريئه من شفتيك..
فأجلس بجوارك أحكي لك بعض الأشعار ..
فأنا مصاب بمرض يسمى حمى الحكايات ..
فأنا أحمل في عقلي ألف الف حكايه..
أجملها.. حكاية إسطورة عشقي لك ..
وأحدثها .. كيف تعلمت أن أحيا طويلاً وأتحدى الموت ..
وكيف تنجب السماء من الشمس ..
قمراً وليداً في أول الليل كل أول شهر ..
وكيف تشتعل النيران في المدفئة رغم العواصف والريح ..
من شعلة عاشق يقول آه بلا دمع ..
لأني مجنون ..
فأنا هذا الرجل الذي يحب بكل الكبرياء وبلا خوف ..
فتاة صغيرة وهو ينتظر ..الموت ..