ط
مواضيع

رحلة حنان رحيمي بين الحياة والموت

10962040_842571379142188_1618982034_n10967070_842571355808857_1202280248_n
حاورتها / هبة الوكيل

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنتهى الموضوعية والحيادية استطيع القول بمليء فاهي وجوارحي أنني أمام شخصية إنسانية وكاتبة راقية تتسم مؤلفاتها بالإنسانية وتُصيغ أفكارها بشكل فريد تعكس مكنونات الروح للإنسان وتجول في طيات الأرض وجوانب الوطن كل هذا وليد روايتها ” حياة في منتصف الموت ” التي تشارك في معرض القاهرة الدولي لهذا العام والتي تجعل أرواحنا تحدق دامعة قِبالة فصولها الموجعة المظلمة ليست مجرد رواية تقرأ صفحاتها ثم توضع كغيرها فوق رفوف النسيان بل هي مرآة للسلوكيات العطِبة والأفكار العفنة للحكام ومأساة الشعوب مع الفقر والجوع

معنا الكاتبة اللبنانية والصحفية والناشطة الحقوقية والإجتماعية وصاحبة ديوان ” جني المطر ” الأستاذة حنان رحيمي

– ما هو شعورك نحو روايتك التي تشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب؟…وهل زرتي أم الدنيا من قبل؟.
شعوري كما شعور الأم حين ترى وليدها يتبختر أمام عينيها، طبعاً سعادة لا توصف، لا بل أشعر بالحسد من روايتي التي زارت أم الدنيا، مصر، قبل أن أزورها أنا…وأخذت لها مكاناً في معرضها الدولي، في الأرض الخصبة للفن والأدب، وتاريخ حضارة عمرها 7000 الآف عام…لذا من حقي أن أفرح، لأن جانب من أمنياتي تحقق في أجواء مصر الحبيبة.
– يقال إن الفن مرآة الواقع الذي يعكسه ويصوره…ويقال أيضاً أنه جميلاً، يعالج القبح بالجمال…أياً من الرأيين تهتدي إليه ولماذا؟.
الفن هو انعكاس لواقع، ولكن يمثل الوجه الأجمل، وليس بمفهوم محدد يتمثل الفن، وإنما يعتمد على رؤية الفنان وتفكيره ومشاعره، فهو يقرأ الواقع بعمق وليس بالمفهوم السطحي، فهناك فن ملتزم يجسد آلام وأوجاع الشعوب،من خلال فكرة معينة، لذا هو تجسيد لرؤية هذا الفنان أو الكاتب ـ أو في أي مجال إبداعي ـ بالوجه الأمثل.

– سيدتي المفكرة، كيف انعكست إنسانيتك في رواية “حياة في منتصف الموت”؟…كيف استطعتِ أن تجولين بنا في فصول الرواية بين الحياة والموت؟…وهل أوجاع العروبة تبهت على كتاباتك، أم أن الجانب الرومانسي لديك يتحدث في مواضيع أخرى؟.
كما كل عمل إبداعي ينطلق من فلسفة، يؤلف المبدع من خلالهاعمله، أجدني تتلاحم أفكاري وفلسفتي مع الواقع. ورواية “حياة في منتصف الموت”…رواية واقعية، إنها حكاية الإنسان في أي أرض كان، حكاية قديمة جديدة، وأكاد أقول مستقبلاً، لأنها ترتبط بطبيعة الإنسان وواقعه الاجتماعي الدوني، وهذه الطبيعة ـ في الرواية ـ لم يتحرك الزمن بين سطورها، فبقيت هي ذاتها رغم عشرات السنين.. إن معاناة الانسان من الظلم، والفقر، والإهمال والذل… ومن حروب لا شأن له بها، جعلته وقوداً لها خدمة لمصالح السلطة والأنظمة الحاكمة، في أوطان يُنَصَّب فيها رجال الدولة، أو ينصِّبوا أنفسهم أولياء أمر ونهي، ويحوِّلواشعوبهم إلى مجرد أرقام…هذه الشعوب التي عاشت وتعيش بما ولدت عليه من سيطرة هؤلاء الحكام، فأتت بأجيال وأجيال من العتمة…أجيال محنَّطة وأخرى قيد التحنيط… لتعيش في ظل رطوبة أفكار متوارثة تعبث بها أيدٍ شيطانية عند الحاجة.
“حياة في منتصف الموت” تروي حكايات الفقراء،عذابهم، حزنهم، فرحهم وأغانيهم…في رسالة موجهة لأجيالنا لردم هُوَّة الطبقية واحترام مهنة عامل النظافة كأي مهنة أخرى… فطالما هناك بشرا خلقوا للسير حفاة وبشرا خلقوا للسير على رؤوس هؤلاء الحفاة، سنبقى جثثا في منتصف مقبرة الضمير.

– من من الشخصيات الأدبية والسياسية التي أشبعت عقليتك وأثْرت مفكرتك ومخيلتك؟.
قرأت لدستوفسكي، والأدب الروسي هو مدرستي الأولى، لذلك تأثرت بهذا النوع من الأدب لأنه قريب من حياة الفقراء والكادحين… كما كان للأدب العربي دور كبير في ترسيخ اللغة والسرد، خصوصاً لعمالقة الأدب، من طه حسين ونجيب محفوظ وغادة السمان وغيرهم… وهذا كان ذلك له تأثير في رسم خارطة الكتابة في حياتي.
– ابحرت بين الرواية والشعر في ديوان (جنى المطر) ما الفرق بينهما؟…وما الذي يبهرك اكثر ويتاديكي لاحضانه اكثر …وما هو الاصعب؟.
– لا استطيع التفريق بينهما …للشعر حالاته وللرواية حالاتها …الشعر وهج وومضة ان لم نقبض عليها تبددت…والرواية ملعب فسيح اركض في ارجائه حين اكون على استعداد للركض…لا شيء صعب في هذه الحياة ، كل المستحيلات ممكنة …الا الموت.
– هل للمثقف العربي دور في قيام الثورات العربية؟.
بالتأكيد له دور كبير في عملية التغيير، خصوصاً من خلال الأدب والفن الملتزم الذي يحمل رسالة من أجل نهضةالشعوب، فهو حمامة سلام، ومن لا يعتمد هذه الشريحة في عملية البناء والتغيير لن ينجح.
– كيف تجدين الإعلام العربي في نقله للأحداث؟.
الإعلام هو صاحب الدور الأول في تشكيل الرأي العام في أي مجال، وهذا الدور نلمسه هذه الأيام بقوة تأثيره في ما يجري على الأرض العربية، بصرف النظر عن توجهات وسائل الإعلام وسياساتها، فلكل وجهة نظره التي يدافع عنها. وكما هو في السياسة، كذلك هو في الثقافة والفن وغيره مما يتصدى له ويقحمه في أوساط المجتمع.باختصار، الإعلام قوة لا يستهان بها، فهي تعادل قوة السلاح إذا لم نقل أكثر.
– لقد ارتادت المرأة العربية العديد من المناصب والوظائف…هل أخذت المكانة التي تستحقها؟.
لم تأخذ مكانها الحقيقي، بصراحة لا زالت هي في المرتبة الثانية أمام التخلف والموروثات الاجتماعية .
– هل للتكنولوجيا وشبكات التواصل الإجتماعي دور في نقل فنك وكتاباتك ورسالتك للعالمين؟.
بالتأكيد، لشبكات التواصل الدور الأكبر هذه الأيام في توسيع رقعة انتشار كافة أنواع الفنون والآداب، حيث باتت الكرة الأرضية في متناول كل إنسان… لقد اختصرت المسافات وقربت الناس في ما بينها.. وأنتم تلحظون ذلك دون شك وأهميته، من خلال موقع مجلتكم “همسة” عبر هذه الشبكات.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى