ط
الشعر والأدب

رحيل سيدة المساء.قصة قصيرة.بقلم الكاتب / مصطفى السبع .مصر

قصة قصيرة
(رحيل سيدة المساء)

أشرف مهندسا معماريا بإحدى شركات المقاولات طموح جدا لأبعد درجة ممكنه حياته كلها في العمل هو مش وصولي لكن نفسه يبقي حاجه كبيرة بمجهوده ونجاحه في العمل مكنش يحب الوساطة كان مجهوده وتفوقه في العمل هو الواسطة بتاعته، وفي يوم من الايام، وهو يسير بسيارته استوقفه زميل له يدعي علي، وسأله الي أين تذهب يا اشرف؟ فقال له ابحث عن مطعم بوسط البلد لأنني لم اتناول غذائي حتي الآن و أشعر بالجوع؛

فقال له علي، سوف اذهب معك كي نتناول الغذاء معا،
ظهر امامهم بوسط الشارع مطعما كبيرا ومشهورا فاستوقف اشرف سيارته ثم دخلوا المطعم وطلبوا المنيو ثم طلبوا من الجرسون اعداد الطعام الذي قاموا باختياره،
وفجأة دخل رجل عجوز بصحبة فتاة جميلة لفتت انتباه أشرف ثم همس لصديقه علي، وقال له انظر الي هذه الفتاة فإنها جميلة اندهش علي، من جمال ورقة هذه الفتاة فقال لأشرف بعد انتهائنا من غذائنا ننتظرها بالخارج ونراقبها بالسيارة حتي نتمكن من معرفة عنوان منزلها،
بالفعل انتظروها خارج المطعم حتي خرجت بصحبة الرجل العجوز وركبوا سيارتهم والفتاة هي التي تقود السيارة وعندما بدأت التحرك كان من ورائها اشرف وعلي، وتابعوها حتي وصت منزلها،

وعندما عادوا بعدما علموا مكان منزلها تحدث اشرف لصديقه علي، وقال له سوف اسأل عنها واقوم بجمع كل المعلومات عنها وعندما أتأكد من عدم ارتباطها بأحد سوف أتقدم للارتباط بها،

علي، صديق اشرف يعرف اشرف جيدا فقال له انت الزواج بالنسبة لك صعب فسوف تظلم الفتاة التي ستتزوجها لأنك تزوجت من بدري تزوجت عملك وللأسف انت يا اشرف لم تبحث عن زوجة كي تعيش حياة زوجية رومانسية لأنك لا تعلم عن الرومانسية شيء وكل حياتك في عملك وانت تحتاج زوجة كي تخدمك وتنقذك فقط من حياة العزوبية،

حدث خلاف بين علي واشرف،
لكن اشرف كان عنده إصرار يصل لهذه الفتاة وبالفعل بعدما تحري عنها وجمع كل المعلومات التي تؤكد عدم ارتباطها بأحد وأن هذا الرجل العجوز هو جدها فهي وحيدة ويتيمه في نفس الوقت حيث ان والدها ووالدتها متوفيان في حادث منذ اربعة سنوات وهي الان تعيش مع جدها بعد تخرجها من الجامعة،
الفتاة هي نادية وهي بالفعل نادية في الجمال والروح والعفة،
ارسل لهم اشرف وسيط كي يستأذن لزيارتهم فرحبوا به،
بالفعل جلس اشرف مع جدها وطلب منه يد نادية وبعد مشاورات بين الجد ونادية تمت الموافقة وتم اعلان الخطوبة ومن بعدها بفترة قصيرة تمت مراسم الزفاف،
تزوج اشرف نادية وبعد زواجهم بعشرة ايام فقط عاد لعمله وكالمعتاد العمل هو بالنسبة له المرتبة الاولي والاساسية في حياته،
زوجته نادية كانت رقيقة ورومانسية لأقصي درجة وكانت تعشق الاغاني والافلام الرومانسية كانت تنتظرأشرف كل ليلة بالشموع والروائح الجميلة والجو الرومانسي الرائع الهادي لكن اشرف لا يبالي كل هذا فكان يتجاهل كل شيء حتي لبسها الشفاف الجميل ومفاتنها الساحرة وكان كله همه هو ان يجد بعد عودته من العمل الطعام الذي كان محروما منه في العزوبية ونظافة المنزل والملابس،
بعد انتهائه من تناول الطعام كان يتجه نحو غرفة مكتبة ليستكمل اعماله التي لم تكتمل طول اليوم وعند الانتهاء منها يتوجه نحو غرفته لينام ثم تذهب نادية الي غرفة الصالون لتجلس وحيدة هي والتليفزيون،
تكررت الاحداث بنفس نمطها إلي أن بدأت نادية في مواجهة اشرف بكل هذه الأحداث لكنه كان يتهرب منها بحجة انه مسؤول كبير في عمله وعليه ضغط كبير ولازم يهتم بعمله عشان ينجح ويعلوا في منصبه.
بدأت الأمور تتأزم بينهم بدأت الاصوات ترتفع بينهم ثم ذادت الأمور والمشاكل وكثرت عندما تحدثت معه بانها تحتاج طفل كي تشعر بالأمومة كونها مثل كل الزوجات ويؤنسها في وحدتها فثار عليها اشرف وقال لها انه لا يفكر في الانجاب حاليا حتي يؤمن مستقبله العملي والمادي،
اشرف لم يجد اي انسان سوي علي، صديق عمره الذي كان قد انقطع عنه عندما حدثت بينهم مشكلة بسبب طلب اشرف الزواج وكان علي رافضا زواجه بسبب الاحداث التي حدثت واثبتت أن علي كان له الحق عندما قال لأشرف انت لا تصلح للزواج وأي فتاة تتزوجها سوف تظلمها،
ذهب اشرف لعلي، وحدثه عن المشاكل التي تلاحقه من بعد زواجه مع زوجته نادية،
اتهمه علي، بانه اخطأ في حق زوجته وانه يجب عليه ان يعطي زوجته حقها الشرعي مثلما يعطي لعمله،
واكمل علي، حديثه لأشرف بان زوجته تعشق الرومانسية وتحتاج منه الاهتمام والاحساس بها ويعوضها حرمانها لوالدها ولولدتها،
لم تهتز مشاعر اشرف من حديث علي، له بسبب طمعه في الحياة من ناحية المادة والمنصب،
في تلك الليلة لم يذهب اشرف ولأول مرة الي منزله ظل مع علي، حتي الصباح ثم ذهب إلي العمل،
وهو في طريقة الي عمله وهو مرهق من عدم النوم اختلت عجلة القيادة فاصطدم بسيارة اخري نتج عنها حادث تسبب في إصابته ثم نقل للمستشفى،
عندما علمت نادية توجهت مسرعة الي المستشفى لتطمئن علي اشرف زوجها،
صدر قرار الطبيب المعالج بالزام اشرف داخل المستشفى للعلاج لمدة عشرون يوميا حتي يشفي من الكسور التي اصابته،
فطلبت نادية من الدكتور أن يصرح لها بالتواجد بجوار زوجها بالفعل وافق الدكتور وجلست نادية بجوار زوجها وتولت هي خدمته طول فترة العلاج،
استشعر اشرف الحرج عندما وجد نادية بجواره ولم تفارقه فبدأت مشاعره تتحرك عندما اكتشف حب نادية الكبير له وان الحب هو الأساس وان نادية هي شريكة عمره ولها حقوق عليه مثلها مثل عمله بل هي الأكثر،،
ظل اشرف سارح بخياله يتذكر الايام والليالي التي تجاهل فيها نادية مع انها كانت تسهر من اجله وكانت تحتاجه معها كل ليلة لكنه كان يتجاهل كل شيء، من اجل نفسه،
كان يتذكر عندما تأتيه مأمورية عمل بالصباح الباكر وكانت نادية تجلس بمفردها طول الليل تنتظر طلوع الصباح حتي يستيقظ من نومه وتطمئن عليه حتي يذهب في ميعاده إلي عمله.
كان يتذكر عندما كان يتأخر في العمل لهفتها وقلقها عليه واتصالها به كي تطمئن عليه وعندما يصل إلي منزله يجد الشموع مضاءه وروائح المنزل جميلة وجو هادئ وشاعري حتي يستريح ويعوض ارهاق وتعب اليوم بأكمله،
تذكر اشرف الكثير والكثير لمواقف نادية نحوه والتي وصفها بعد ذلك اشرف بالبطولة نعم انه وصف نادية بأنها بطلة حياته،
وبعد ذلك اعتذر اشرف لنادية عما بدر منه نحوها ووعدها بأنه سوف يحقق لها كل ما تتمناه،،
بعد خروج اشرف من المستشفى ذهب إلي منزله ليستكمل العلاج الطبيعي فطلب من نادية إحضار بعض القصص والروايات الرومانسية والخواطر كي يقرأها فترة علاجه بالمنزل فسعدت ناديه بطلب اشرف وبالفعل أحضرت نادية بعض الروايات والقصص الرومانسية لزوجها أشرف وقامت بمساعدته ايضا في القراءة وكانت تجلس بجواره باستمرار لتقرأ معه القصص الرومانسية،
مرت الأيام والليالي ولحظات الوفاء ورد الجميل المشتركة بينهم الي ان تم شفاء اشرف تماما وعاد مرة اخري الي العمل،
حياة اشرف تغيرت تمام وبدأ يفصل بين عمله وبين منزله والوقت التي يقضيه مع زوجته،
كان في بعض الأوقات يقابل اشرف صديقه علي، وكان يسرد عليه كل تفاصيل حياته علي، كان صديق مخلص ومقرب من اشرف ففرح جدا بالتغيير الذي ظهر علي أشرف فطلب علي، من اشرف ان يجهز مفاجأة لنادية فسأله اشرف وما هي المفاجأة قال له علي، ان تجلس وقت فراغك وتكتب رسائل رومانسية لنادية تتحدث وتعبر عن احاسيسك الداخلية ناحيتها فاكتب كل ما تشعر به تجاهها،
الفكرة عجبت اشرف وبالفعل بدأ يكتب خواطره ويحتفظ بها لنفسه حتي يأتي الوقت كي يعرضها علي نادية،
وصل اشرف للخاطرة الستين وتوقف!
ما سبب التوقف المفاجئ عند الخاطرة الستين؟
انه المرض المفاجئ الذي أصاب نادية😭
هو المرض بالفعل كان مفاجأة بالنسبة لنادية واشرف ولكن جدها كشف الحقيقة أن الذي اصاب نادية هو مرض وراثي قد اصيبت به ابنته شقيقة والد نادية هذا المرض هو مرض مزمن بالمخ ظهر في الفترة الأخيرة لنادية عندما بدأت تشعر نسبيا بدوخة وزغللة بالعين لكنها كانت تكذب احساسها وكانت تعتبره مجرد ارهاق من قلة النوم والتفكير العميق لكنه في الحقيقة هو مرض مزمن وراثي بالمخ،
وعندما تم عرضها علي الطبيب وبعض الفحوصات والتحاليل اكدوا ان هذا المرض ورم خبيث بالمخ ويحتاج عملية كبيرة،
يالها من حسرة علي اشرف ونادية عندما بدأ التقرب منها وتلبية رغباتها وتعويضها عن كل التقصير الذي كان هو سببه بعدم الاهتمام بها وعدم تبادلها الحب والاحاسيس والمشاعر،
الحزن والندم سيطران علي أشرف لكنه لم ييأس وبث فيه روح الأمل وطلب من الدكتور أن يصرح لنادية بالسفر إلي المانيا لإجراء العملية هناك وتمت بالفعل الإجراءات اللازمة وسافر أشرف وبصحبته زوجته نادية إلي المانيا لإجراء العملية المطلوبة،
وصلوا إلي ألمانيا ومنها للمستشفى وتم الانتهاء من إجراءات دخول غرفة العمليات بالفعل دخلت نادية غرفة العمليات واستغرقت العملية ستة ساعات كاملة وبعد خروجها من غرفة العمليات قرر الطبيب دخولها العناية المركزة حتي تستقر حالتها،
وبعد عدة أيام تم نقل نادية من العناية المركزة لغرفة أخري،
فما كان علي اشرف ان يرد الجميل لها ويجلس بجوارها طوال فترة علاجها داخل المستشفى
الاطباء الألمان بعد العملية وبعد عمل الفحوصات قرروا استمرار نادية داخل المستشفى لمدة ثلاثة اشهر حتي يزيل الخطر وتشفي من المرض تماما،
جلس اشرف بجوار نادية وامسك بيديها وقام بتقبيل يديها ونظر لها ثم قال،
لقد قمت بترتيب مفاجأة لك تعبيرا عن حبي وسعادتي بك وكنت انوي تكملة هذه المفاجأة لكن الله كان له رأي أخر علي أن استوقف عند هذه المرحلة بسبب مرضك المفاجئ،
فقالت له نادية وماهي المفاجأة ياحبيبي،
قال لها اشرف ديواني الذي كتبته وكأنني اتحدث معك كنت اظن انني سوف اصل إلي الخاطرة المائة ولكن ارادة الله فوق كل شيء واستوقفت عند الخاطرة الستين،
سالته نادية أين الديوان يا اشرف؟
قام اشرف بفتح حقيبة يده ليخرج منها ديوانه الذي اطلق علية يوميات سيدة المساء وداخل الديوان إهداء منه لزوجته،
لحظات جميلة عاشها أشرف ونادية سعادة وفرحة مختلطان بالدموع الغزيرة مع ابتسامة رقيقه من نادية وهي تمسك بين يديها ديوان زوجها وتحتضنه بشدة وهي فخوره بهذا العمل الذي اهداه زوجها لها،
ثم طلبت منه كل ليلة وفي منتصف الليل يقرأ لها خاطرة من خواطر هذا الديوان ديوان سيدة المساء،
بالفعل بدأ اشرف اول ليلة وفي منتصف الليل بدأ يقرأ أول خاطره وعند الانتهاء تذهب نادية الي عالم اخر حتي تنام،
مرت الايام والليالي إلي أن وصل أشرف لليوم الستين وهي كانت الخاطرة الأخيرة بالديوان وبعد انتهاء الديوان وكالعادة نادية تذهب إلي عالم أخر حتي تنام ولكن في هذه المرة وقبل أن تصل إلي مرحلة النعاس ولأول مرة تطلب منه أن يمسك يديها فأمسك بيديها وبعد لحظات استشعر ببرودة غريبة تخرج من يدي نادية فشعر بالقلق وحاول ايقاظها لكن لم تستجيب نادية لمحاولات اشرف لها فهرول سريعا إلي خارج الغرفة ليستدعي الطبيب وعندما أتى الطبيب وقام بفحص نادية إكتشف وفاتها
فارقت نادية الحياة وتركت أشرف يعيش وحده هو وديوانه،،

رحيل سيدة المساء
مصطفى السبع

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى