ط
مقالات بقلم القراء

ردا على يوسف زيدان: عرابي كان سببا في احتلال انجلترا لمصر!! بقلم \ طارق فريد .. كاتب وشاعر وباحث ومؤرخ اكاديمي ..


كتب / طارق فريد

الدارس للتاريخ المصري من مصادره الحقيقية وليس من عبيد النظام سواء كان كاتبا او صحفيا او مؤرخا او حتي شاعرا كأمير الشعراء يعلم جيدا ان انجلترا منذ خروج الفرنسيين من مصر عام 1801 ولم تترك مجالا لاحتلال مصر ورغم فشلها في عام 1807 الا انها عملت على اغراق مصر في الديون خاصة مع بدايات حكم سعيد والخديوي اسماعيل ومن بعده الخائن توفيق ..وهو المنفذ الي سلكته الدول الاوروبية لاحتلال الاقطار العربية ومثلما فعلت فرنسا في الجزائر وتونس لذا علينا ان ندرك خطورة هذا الامر ..

ومع استفحال الازمة المالية اضطر اسماعيل الي بيع اسهم قناة السويس لانجلترا فاشترتها بثمن بخس قبل الاحتلال بسنوات قليلة وهو بداية انهيار الدولة المصرية وخضوعها ولما اشتدت الحركة الوطنية بجناحيها المدني والعسكري بسبب زيادة التدخل الاجنبي في شؤون البلاد ودخول وزير اجنبي واخر فرنسي في عهد وزارة نوبار باشا شعر اسماعيل بالحرج امام الحركة الوطنية فقام بعزل وزارة نوبار والوزيرين الاجنبيين فما كان من السلطان العثماني ان عزله بتحريض من انجلترة لياتي بعده ابنه توفيق مستوعبا الدرس ليصبح اداة طيعة في ايدي الانجليز ويزداد اضهاده والضباط الشراكسة للضباط المصريين الذين تمرسوا في الجيش المصري منذ عهد محمد علي وخاضوا حروبا في افريقيا في عهد اسماعيل من اجل مناهضة تجارة الرقيق ..

ان عرابي ورفاقه وعلى راسهم محمود سامي البارودي وعبد العال حلمي وطلبة عصمت وغيرهم كل تهمتهم من وجهة نظر يوسف زيدان انهم كانوا شرفاء دافعوا باستماتة عن مصر امام الغزاة الانجليز بل واستطاعوا ان يوقفوا زحفهم ويهزموهم في كفر الدوار لذلك عاد الانجليز الي الاسكندرية التي استقبلهم بها الخائن توفيق في البداية وقرروا ان يحتلوا مصر عن طريق قناة السويس ..

ومن ابشع صور المهانة والعار ان جريدة الاهرام وقتها كانت تصدر منذ عام 1875 قد صدرت صبيحة القبض على عرابي ورفاقه بمنشور تهنئة الخديوي توفيق بالقبض على العاصي احمد عرابي ورفاقه بعد هزيمة التل الكبير وهو مايضعنا امام حقيقة لا يمكن انكارها وهي ان الاعلام ومُطبلي النظام دائما ينصاعون لرغبات الحاكم بل ويؤثرون ان يكونوا عبيد احسانه على ان يكونوا مواطنين شرفاء …

ولا يخفي على احد ان كبار شعراء مصر كانوا مطبلين للخديوي وملوك مصر وعلى راسهم امير الشعراء احمد شوقي وقد اشرت في كتابي ( من يؤرخ لمصر ؟) قصة العرابيين من مصادر تاريخية مصرية وعربية واجنبية موثوقة وهو الكتاب الذي تناوبت فيه موقف الاعلام واصحاب النفاق والمطامع من شخصيات بارزة أثرث وأثرت في تاريخ البلاد بداية من عرابي وحتى نهاية حكم حسني مبارك وثورة 25 يناير 2011

ويبدو ان تطاول يوسف زيدان على رموز التاريخ المصري والاسلامي امر دُبر بليل ومُعد له اعداد منهجيا وجيدا فبعض تطاوله على صلاح الدين الايوبي الذي شهد له اعداءه قبل مؤيديه جاء ليتابع الهجوم على عبد الرحمن بن معاية ( عبد الرحمن الداخل) الذي يعود اليه الفضل في قيام الدولة الاموية والحضارة الاسلامية بالاندلس التي استمرت قرابة ثمان قرون ولتكون مركز اشعاع حضاري على اوروبا المظلمة التي نهضت على اكتاف الحضارة الاسلامية عبر مراكزها بالاندلس وصقلية وبلاد الشام ومصر..

فماذا يريد هذا الرجل من تشكيكه في رموز قومية ووطنية لماذا لم يهاجم مثلا فيليب الثاني ملك اسبانيا عندما اصدر امرا بقتل مسلمي الاندلس وسبي نساءهم ؟ على يوسف زيدان ان يدرك ان هزيمة العرابيين في التل الكبير شرف لاي مواطن حر يدافع عن ارضه وعرضه فعرابي لم يكن من الطامعين في حكم مصر بل كان وزيرا للحربية في عهد وزارة البارودي ( وزارة الثورة) وحتى عندما تم نفي العرابيين الي سيلان عليه ان يرجع الي التاريخ الحقيقي ليعلم ماذا فعل العرابيين في سيلان وكيف عاملهم الاهالي من الهنود هناك معاملة الابطال .. ( طارق فريد)

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى