ط
الشعر والأدب

رسالة من بين الدماء.للشاعر / طارق الدسوقى

طارق الدسوقى
————————–
أيها المشَّاؤون
على ظلالٍ من هواء
وفوق غيمات السحاب
وتحت رعدات السماء
وبين أمواج الدخان
وتحت أمطار الشقاء
………………………….
الجالسون النائمون
الماسكون على الهوان
ساكنوا الطل البليد
وبين أرصفة العناء
…………………………..
الشاردون
الماكثون على موائد
ذُلِّكُم
الرافعون لراية الحرب التي
أعلت بكل مقامرٍ كالأغبياء
………………………………
كنتم كما الحمقاء
تهتف وتصرخ
إن آتاها الطلق
من سفاحٍ مستباحٍ
مكَّنتهُ أزمان البغاء
…………………………
كالطفل ظل يعاندُ
الأهوال بمجاعةٍ
ما دام في
عرب الكرامة
النذالة !!!
والخيانة والدهاء !!!
…………………………..
أين الجبال الشامخات
وعز أقوامٍ تَوَلَّوا
وانتهى عند البزوغ
لشمس أصهرت
الأماني وانتهى بل
واستقر بمقلة خوفهم
صوت البكاء
…………………………….
لم يبق من كيد العرب
غير العزيمة والتجمع
بالموائد تمتلئ بلحومهم
وشرب ما يذهب
بعقل الأقوياء
………………………………..
وإن تطاول بالمسبة عابسٌ
وقفت رجالُ العُرب
ترقص رقصة الخيلاء
أو تراود وقتها بفحولها
بعض النساء
………………………………..
قد أحكموا قبضاتهم
عند العراك على سرائر
خيمةٍ ونزالهم
بمداعبة وممايلة
فتيات وهبت نفسها
لدعارة الفساق من اجل
الكساء بل الدواء
………………………………..
هيهات أنت المبتغى
ومن الكلام الى كلامٍ
عن بطولات القُمارِ
وعن جميلاتٍ تمكَّن
سحرهم من قلب
هازم نفسه
وبأهله حان الزمان
لنيل بعضٍ من رجاء
……………………………..
من كل شيطان غوى
كل الذين أتوا على
موائد خيبةٍ وموائد
الشيطان أولى بالبكاء
…………………………….
من أجل ذلك كله
ضاعت خيول العرب
والسيف أفلته الزمام
والشعرُ أضحى
باللسان وبالهمام
لكل من يهوى النزال
بالحسناء
صاحبة الدلال
وفي عيون الحسن فيها
محفوفة بكل ألوان الهناء
……………………………….
ولكل أمةٍ أخلت عقائدها
ورفرفت راياتهم بكل
أنواع البطولة عندما
أنساهم الشيطان
أن لكل باغٍ أو معادٍ
وقت انتهاء
………………………………
بل وصاروا فوق ذلك كله
غيث بلا مطرٍ
وسيلٌ كزبد البحر
كالغثاء
لا يسمن الجوع
ولا يشبعه ماء
……………………………….
صاروا عبيداً
كلهم وشقائهم
أصبح لعنوان البلادة والنذالة
مصنعاً للأدعياء
………………………………..
بل وصاروا حفنةٌ
كبعض ذرات الغبار
تطير طيراً بالهواء
————————————
كلمات الشاعر / طارق الدسوقي

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى