ط
مسابقة الشعر العمودى

رىُّ الفؤاد .مسابقة الشعر العمودى بقلم / د.طه متولى العواجى . مصر

(ريُّ الفؤاد)

 

أتيتَ والخيرُ في كفَّيْكَ معقودُ

وفي جبينكَ نهرُ الشَّوقِ مورودُ

يا بلسمَ الرُّوحِ يا رِيَّ الفؤادِ ويا

مَنْ أنتَ بين حنايا القلبِ مرصودُ

تبسَّمَ الفجرُ لمَّا جِئْتَ مبتسمًا

وأشرقَ الكونُ ، والإشراقُ مشهودُ

تفتَّحَ الزَّهرُ في خدَّيكَ مبتهجًا

وطافَ بالرَّوضِ أنغامٌ وتغريدُ

ورفرفَ الطَّيرُ مسرورًا بأجنحةٍ

كم لفَّها بالأسَى والعجزِ تقييدُ ؟!

تنفَّسَ الصُّبحُ من عينيكَ يا ولدي

فكم طواني بجُنحِ اللَّيلِ تسهيدُ ؟!

كم كنتُ أغفو وكَفُّ الموتِ يُفزعني

ونبرةُ الوَجَلِ المكنونِ تَنكيدُ؟!

أنا الذي مضَّني خِلٌّ وقَنَّطَني

حتَّى سقاني بكأسِ الحزنِ تفنيدُ

كم دربِ تيهٍ بصحراءٍ أقمتُ بهِ

بين الحيارَى ونبضُ القلبِ مفقودُ ؟!

كم لفَّني الهمُّ والإعياءُ مزَّقني

يَمُرُّ عمري فلا فرحٌ ولا عيدُ؟!

بحارُ شوقٍ بلا شَطٍّ يُقيِّدُها

ونَهْرُ حُزْنٍ مَدَى الأزمانِ ممدودُ

أُخفي دموعي وداعي الفِكْرِ يَفضَحُني

ويَهتِكُ السِّترَ بين النَّاسِ تَشريدُ

قَصْدٌ بعيدٌ كأسْرابٍ بِبَادِيَةٍ

يلوحُ لي بَارِقٌ منهُ ومقصودُ

أجيئُهُ راكضًا مستبشرًا فرحًا

يَزُفُّ تِبْرَ الخُطَى سَعْدٌ ومَسْعودُ

لكنَّه القَدَرُ المحتومُ يَصْفَعُني

فردَّ طرفًا رَنَا والطَّرفُ معمودُ

“هذا سَرابٌ” وأمرُ اللهِ ليسَ لَهُ

عندَ الخلائقِ بالأهواءِ تَحديدُ

قد كنتُ في شَرَكِ الأشباحِ مُنبطحًا

كأنَّني بدروبِ اليأسِ عِربيدُ

فجئتَ كالغيثِ يروي نَبْتَةً ظَمِئَتْ

قد زانها اليومَ بعدَ الجَدْبِ عُنْقودُ

تُهدي ثمارًا بطعمِ الحُبِّ قد مُزجَتْ

يَشْفَى بها ناهِلٌ بالسَّعدِ موعودُ

سامحتُ من أجلِكَ الأحقادَ قاطبةً

وضمَّني الحِلمُ والإيثارُ والجُودُ

شَمَمْتُ للكونِ طعمًا ما شَعرتُ بهِ

وزّيَّنَ العمرَ دُرٌّ منكَ منضودَ

أحببتُ عمري ولن أشقَى بهِ أبدًا

وكيف أشقَى وربُّ العرشِ موجودُ ؟

أُودِعْتُ في جَنَّةٍ كُلُّ النَّعيمِ بها

فأنتَ لي جنَّةُ الفردوسِ (محمودُ)

د/طه متولي العواجي

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى