مسابقات همسة
قصيدة نثرية بقلم بوهراوة عبد الحكيم من الجزائر
رَائٍحَةُ تُفَّاح
حِينَ أَقْرَأُ بِشَغَفٍ نَظَرَاتِي
تِلْكَ الكَلِمَاتُ المُلْتَهِبَة
وَالعِبَارَاتُ الآتِية مِنْ زَمَنِ الحَنِين
أَلِجُ إِلَى عَالَمِ جُنُونِي
فِي دُرُوبِهِ أَسِير
أُفَتِّشُ عَنْكِ
بَيْنَ الفَوَاصِلِ المُهْمَلَة
وَ نِقَاطِ الاِسْتِفْهَامِ
تَجْذِبُنِي تَشُدُّنِي رَائِحَةُ حِبْرِكِ
إِلَى أَوْرَاقِكِ المُبَعْثَرَة
يَأْسِرُنِي عَبَقُ عِطْرِكِ
فَأَجْلِسُ إِلَى مَكْتَبِكِ
آهٍ كَمْ أَنَا مَجْنُونٌ بِالجُنُونِ
وَأَنْتِ الجُنُونُ
كَالشَّمْسِ تُشْرِقِينَ عَلَى مُتَسَوِّلٍ
قَضَى اللّيْلَ عَلَى أَرْصِفَةِ عَنَاوِينَ قَصَائِدِكِ
يَتَوَسَّدُ أَوْرَاقَ مُسْوَدَّاتِكِ
رَغْمَ الصَّقِيع أَبَى أَنْ يُشْعِلَ فِيهَا النَّارَ
لِيُدَفِئَ يَدَيْهِ
مَضَى زَمَنٌ
وَأَلْتَفِتُ إِلَى مَاضِي تَفُوحُ مِنْهُ
رَائِحَةُ تُفَّاح
عَادَ الحَنِينُ مَعَ قُدُومِ الرَّبِيع
بِجُنُونِهِ القَدِيم
رُحْتُ أُفَّتِّشُ عَنْكِ ،عَنْ طَيْفِكِ
عَنْ جَدِّكِ ،عَنْ هَزْلِكِ، عَنْ أَوْهَامِكِ
أَتَحَسَّسُ أَقْلاَمَكِ
أَشُمَّ رَائِحَةُ حِبْرِكِ الغَارِقِ فِي عِنَاقٍ
مَعَ بَيَاضِ الأَوْرَاقِ
آهٍ مِنْكِ يَا مَلِكَةَ الحُرُوفِ
وَمُرَوِّضَةِ الكَلِمَاتِ
كَيْفَ اسْتَطَعْتِ أَنْ تَكْسِرِي كِبْرِيَائِي
وَتَلُفِّينِي بِقَصَائِدِكِ كَمَا يَلُفُّ الطِّفْلُ
الصَّغِير
وَتُعِيدُينِي كَالآبقِ إِلَى أَزْمِنَةِ
بِدَايَاتِي
فِي سَلاَسِلِ العَشْق السَّرْمَدِي قَيَّدَتْنِي
إِلَى مَكْتَبِي
لأَكْتُبَ خَرْبَشَاتِي
سَابِحًا في بَحْرِ خَيَالاَتِي
عُدْتُ مِنْ حَيْثُ أَتَيْتُ
مِنْ فَوْقِ شَجَرَةِ تُفَّاحٍ