ط
مسابقة القصة القصيرة

زحام,, مسابقة القصة القصيرة بقلم / سامح محمد أبوضيف من مصر

زحام
قصة قصيرة بقلم / سامح محمد أبوضيف صديق
مصر – سوهاج – مديرية الصحة – ادارة التدريب والمدارس
01112551802
———–
لو يكن الأستاذ حمدي مدرس اللغة العربية من هواة السير , حتى إنه كان يحضر لمدرستة يومياً بدراجته رغم أن المسافة بين سكنه والمدرسة لا تحتاج ذلك , ولهذا الشأن كان زملاؤه دائمو السخرية منه , وهو لن ينسسى ذلك اليوم الذى سخر منه جمال مدرس الرياضيات حين قال أمام الجميع .. والكارثة .. أمام عفاف مدرسة العلوم .. قال : لن أتعجب لو غرفت أن حمدي يصحو منه نومه ويذهب لدورة المياة راكباً دراجته .
وقتها انفجرت عفاف ضحكاً , ولم يرد هو بل سارع وخجله بالخروج من الغرفة , وسط ضحكات زملاؤه .
وترامى لمسامعه صوت جمال يكمل : لا أدري حقاً كيف ( كنتي هتتلطشي في عقلك ) وتقبلين الزوج من حمدي هذا !
تضحك هي وتقول شيئاً لم يصل لأذنيه بسبب ابتعاده , يخرج في ارتباك من باب المدرسة ويفكر في حياته , يهم بالعودة للداخل لإحضار دراجته ليعود لمنزله , حين يقف فجأةوويغير رأيه , ويقرر العودة لمنزله علي غير عادته سيراً , وتتلاطم الأفكار بعقلة في عنف مفكراً في حياته عموماً , ويحنقه عدم دفاعه عن نفسه أمام سخرية جمال هذا , ودون مبرر مفهوم قرر بغتة بيع دراجته غداً.. وكان ذلك قراراً مصيرياً بالنسبة له .. وسار في طريقه .
” يخرب بيت المشي وسنينه ” قالها وكان لم يقطع نصف المسافة لمنزله بعد , وتذكر دراجته الحبيبة .. حين شاهد ذلك الزحام هناك !
إقترب ليعرف ما هنالك , وحين وصل كان الزحام تقريباً قد انفض , ولم يبق سوى رجل ضخم يرتدى جلباباً ويمسك بطفل صغير ويوسعه ضرباً والطفل يصرخ ويسب الرجل بسباب لم يدرك هو مدرس العربية معنى معظمه , و …
لماذا تضرب الطفل بتلك القسوة ؟
قالها للرجل الذي التفت اليه قائلاً : لست أدرى ما حدث بالدنيا , طفل كهذا يسبني بأمي !
يحاول تهدأته قائلاً : إنه مجرد طفل لا يعي ما يقول , دعه يذهب يا رجل .
يلطم الرجل الطفل بعنف مجيباً : لن أتركه حتى أتكأد من كونه لن يبيع الصحف ثانية بمنطقتي .
يرفع حمدي حاجباه مندهشاً ثم يقول للرجل : فلتحدث والده عن ذلك يا …..
يقاطعه الرجل وهو يدفعه بعيداً في عنف قائلاً : ( هي ناقصاك انت كمان يا دهل , ماهو أنا أبوه )
تتسع عينا حمدي في دهشة وعدم فهم , ويتراجع ببطأ شارداً ليجد قدماه تقوداه الي المدرسة ثانية , ليأتي بدراجته .. التي قرر ألا يبيعها .. أبداً .

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى