مسابقة مهرجان همسة الدولى لعام /2016
معمر عيساني /الجزائر
نوع المشاركة / قصيدة النثر
بعنوان /زنزانة تطل على بحر هواها
وَهَجٌ يُغْرِقُ الأَمْسَ فِي دَفْتَرِي
فِي لُجَّةِ نَارٍ تَغْسِلُ شِعْرِي
وَجَعٌ مَنْسِيٌّ فِي جَفْنِهِ
مَسْجُورٌ فِي شَرَايِينِي
هَذَا البَحْرُ يَا حَبِيبِتِي
مُغْرَمٌ بِعَذَابَاتِ أَفْكَارِي
كَمْ يَأْسِرُنِي وَيُمَزِّقُ ضَوْءَ طُمُوحِي
هَذَا البَحْرُ يَا حَبِيبَتِي
مَحْرُوقُ التَّفَاصِيلِ فِي جُمُوحِي
وَيُصَادِرُ لَذَّاتٍ تَقْتَاتُ عَلَى جَسَدِي
يَبْتَاعُ شَيَاطِينِي وَجَمِيعَ حَمَاقَاتِي
وَيُقَيِّدُنِي بِقُيُودٍ مُؤَنَّثَةٍ
وَيُبَلِّلُنِي بِهَوَاجِسِهِ المُتْعَبَةِ
هَذَا البَحْرُ جِدُّ بَعِيدٍ..
وَفُؤَادِي يُحِبُّ الإِبْحَارَ نَحْوَ البَعِيدِ
إِنَّنِي لَا أَمْلِكُ أَيَّ تُرَابٍ
وَكِتَابِي يَكْرَهُ أَلْبِسَةَ الحِبْرِ
وَعُيُونِي تَرْغَبُ لَمْسَ العُبَابِ
القَوَارِبُ تَلْهَثُ فَوْقَ السَّرَابِ
وَشِفَاهِي تُفَكِّرُ دُونَ سِتَارٍ
وَالمَوْجُ يُقَبِّلُ كَفَّ العَذَابِ
اُتْرُكِينِي هُنَا.. وَاذْكُرِينِي هُنَاك
فِي سُكُونٍ صَاخِبٍ
لَا أَسْمَعُ مِنْهُ إِلَّا صَدَاهُ
يَا حَبِيبِتِي.. لَيْسَ لِي وَطَنٌ أَنْسَاه
أَمْضِي فِي تَجَاعِيدِ تَارِيخِهِ إِنْسَانًا
وَأُغَازِلُ أَقْفَالَ سِجْنِهِ
وَأُعَظِّمُ مَوْلَاه
لَيْسَ لِي أَرْضٌ أَرْتَمِي فِي بُكَائِهَا
وَأُعَفِّرُ وَجْهِي بِأَحْزَانِهَا
وَأُدَوِّنُ فِي نَحْرِهَا مَا أَهْوَاه
لَيْسَ لِي قَلَمٌ أَسْتَبِيحُ جُنُونَهُ
وَأُمَزِّقُ ثَوْبَهُ فِي لَيْلٍ سَرْمَدِيِّ الفَنَاء
وَأُرَتِّلُ آيَاتِهِ مِثْلَمَا يَهْوَى الإِلَه
يَا حَبِيبَتِي…
قَدْ جَمَعْتُ رِوَايَاتِي المَكْتُوبَةَ فِي عَيْنَيْك
وَجَمِيعَ قَصَائِدِ عِشْقِي التَّائِهِ فِي شَفَتَيْك
وَتَرَكْتُ بَقَايَا صَلَاتِي المُشَيَّعَه
وَجَثَامِينَ شَعْبِي المُرَقَّعَه
وَقَدَاسَاتِ أَمْسِي المُضَيَّعَه
وَأَتَيْتُ عَلَى ظَمَأٍ صَلْبٍ يَزْحَفُ
وَمَعِي قَلْبٌ شَارِدٌ فِي طُفُولَتِهِ يَلْهَفُ
وَيُعَلِّقُ حَبْلَ المَشَانِقِ أُرْجُوحَةً تَنْزِفُ
يَا حَبِيبَتِي…
هَذَا البَحْرُ لَازَالَ فِي سَكَرَاتِ غُلْمَتِه
مُهْتَاجًا يَرْقُبُ نَزْوَةَ أَقْدَارِي
يَكْوِي كَلِمَاتٍ سَاخِنَةٍ فِي أَشْعَارِي
وَيَدَايَ تُقَلِّبُ أَوْرَاقَ حَسْرَتِهِ
وَتُذَكِّرُهُ بِلِيَالٍ تَنَامَ عَلَى جَهْرِهِ
وَتُضَمِّدُ جُرْحاً غَارَ بِأَشْوَاقِهِ
وَتُسَرِّحُ ظُلْمَتَهَا عَلَى ذِرَاعِيهِ
وَتُقَبِّلُهُ كُلَّمَا ثَارَ فِي صَمْتِهِ
يَا حَبِيبِتِي…
هَلْ أُوَدِّعُكِ الآنَ فِي بِضْعِ أَحْزَانٍ؟
وَأُعَذِّبُ دَمْعِي
وَأَسْجِنُ كُلَّ عَوَاطِفِي بِتُهْمَةِ العِصْيَانِ!
هَلْ أَرْحَلُ دُونَ وَدَاع؟
وَأُغَادِرُ قَلْبَكِ مَكْسُورَ الشِّرَاع
يَا حَبِيبَتِي..
جَفَّ حِبْرِي عَلَى صَدْرِ صَفْحَتِي
وَتَأَلَّمَ فِي جَنَبَاتِ قَصَائِدِي
وَرَدَّدَ فِي ظُلُمَاتِ دَفَاتِرِي
هَاجَرَ الشِّعْرُ مِنْ أَرْضِ أَسْطُرِي.