سارة السهيل تعرب عن حجم الانتهاكات الصارخة لحقوق شعوب سوريا وفلسطين والعراق
16 ديسمبر، 2015
0 190 3 دقائق
وليد شفيق
يعد يوم 10 ديسمبر من كل عام مناسبة مهمة لايقاظ وعي المجتمع الانساني بحقوق الانسان خلال الاحتفال العالمي الذي اتخذته الامم المتحدة عام ١٩٥٠ فرصة لتجديد الالتزام بالحفاظ على الموروث المشترك للحضارة الإنسانية ، والتذكير بحق الانسان في العيش الحر الكريم ، دونما اضطهاد او تهجير او اي شكل من أشكال العنف ضده .
وكم تكرس في مخيلتنا ووجداننا هذه القيم الانسانية الرائعة لحقوق الانسان في ضمان الحقوق والحريات لجميع الشعوب دون تفرقة ، من خلال تكاتف الجهود الدولية لتعزيز السلم والأمن الدوليين، ومواجهة الإرهاب والتطرف والعنصرية، وتوفير الحماية المناسبة للاجئين والمهاجرين، والمدنيين الواقعين تحت طائلة النزاعات المسلحة.
واذا كان الشعار الذي رفع في الاحتفال بحقوق الانسان هذا العام وهو”حقوقنا وحرياتنا دائما” ـ يهدف كما قيل ـ تكريس حرية التعبير وحرية العبادة وحرية التحرر من العوز وحرية التحرر من الخوف بما يدعم الشرعية الدولية ،فأين التطبيق العملي لهذا الشعار في وقت تستمر فيه استمرار مأساة اللاجئين السورين الفارين من ارهاب داعش ، ومن التدخل السافر لدول بحق الشعب السوري وبالمناقصة العالمية التي تتخذ من سوريا ومحاربة داعش ذريعة لتدمير وطننا العربي .
وأين حق الشعب السوري في الأمن ؟ وكيف يتحرر من العوز في المأكل والمشرب والمأوي والوطن ؟ وأين حريته في العودة سالما الي وطنه وارضه وضيعته ؟
جاء الاحتفال بذلك اليوم والعالم يعج يعنصرية ضد الاسلام كما عسكته دعوة المرشح الجمهوري المثير للجدل دونالد ترامب إلى منع المسلمين من دخول أميركا،فأين تطبيق حقوق الانسان في دولة مثل امريكا عظمي يكرس فيها مرشح رئاسي للتعصب وخلق الصراعات بحق المسلمين ؟!
و بالجانب الأخر يقوم بعض العرب و المسلمين بتكفير كل من لا ينتمي لدينهم أو مذهبهم و يدعون لقتلهم في سبيل الله! ! وعدم مشاركة أخيه الإنسان افراحه واتراحه و قوانين لا تمت للأخلاق و الطيبة و الإنسانية بصله و بعيدة كل البعد عن تعاليم الإله
فحقوق الانسان تتأسس على عقيدة راسخة بأن البشر يتساوون فى الكرامة والحقوق والحريات، وأن حقوق الإنسان ثابتة، يتعين احترامها فى كل وقت ومكان ، فأين حق الانسان العراقي وهو يعاني ويلات داعش وارهابه ، ولماذا لم يتكاتف المجتمع الدولي للقضاء علي ارهاب الدواعش لحماية شعبنا العراقي ؟!
أليس كرامة المواطن العراقي جزء لا يتجزأ من كرامة الإنسان الامريكي والاوربي والهندي ؟ فلماذا ترك المجتمع الدولي بدوله الموقعة علي اتفاقية حقوق الانسان شعب العراق يئن تحت وطأة احتلال الدواعش لارضه يستبيحون دمه وعرضه ونفطه ؟
وكل من ساهم في استباحة أرض العراق و شعبه وماله من بعض السياسيين المشغولين بتقسيم الغنائم و المناصب حتى المعارضين منهم متسولين يشحذون على القضية
في بوم حقوق الإنسان العالمي لهذا العام تم تدشين حملة مدتها سنة بشأن حلول الذكرى السنوية الـ50 للعهدين الدوليين الخاصين بحقوق الإنسان وهما: العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذين اعتمدتهما الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1966.
هذان العهدان على اهميتهما في حياتنا الانسانية يصبحان بلا قيمة فعلية على ارض الواقع ما لم يتم تفعيلهما بحق الشعب الفلسطيني . فالفلسطينيون واقعون تحت نيران الاحتلال الذي يهدم ديارهم ويقتل ابنائهم ويزج بهم في السجون دونما ذنب اقترفوه ، واين حق الشعب الفلسطيني في حرية التعبير عن حقهم الانساني والدولي في رفض سلطة الاحتلال الغاشمة ؟!.
ولماذا لا تنتفض منظمات حقوق الانسان للدفاع عن أمن الشعب الفلسطيني كما تدافع عن حق اسرائيل في الامن ؟! صحيح ان الكثير من شرفاء العالم من العلماء والمفكرين والمبديعن تظاهروا واحتجوا واطلقوا طلقات رصاص الكلمات ذودا عن الشعب الفلسطيني ولكن بلا جدوي حتي الان ، لان المتحكمين في الاقتصاد العالمي يصرون على اقصاء شعب كامل بحقوقه السياسية والاجتماعية والثقافية لصالح دولة اسرائيل دون ان يشعروا بلحظة من تأنيب الضمير او العار لوقفهم ضد حقوق الانسان .
أخيرا ، فان الإعلان العالمى لحقوق الإنسان عند صدوره فى عام 1948 كأول وثيقة دولية توفر إطارا مرجعياً للمبادئ التى تكفل حماية مختلف الحقوق والحريات، وقعت عليه الدول العربية والاسلامية ايمانا منها بحقوق الانسان وبحقوق المواطنة التي عكستها العهدة العمرية ، ولكن الواقع العملي يؤكد ان العرب والمسلمين يعانون من حال عدم الاستقرار الامني ومن ثم الاجتماعي والاقتصادي .
أتمني من كل قلبي ان يصحو الضمير العالمي من غفلته ليعيد للانسان حقوق المشروعة في الامن والسلام والحياة الكريمة والحرية والعدالة .