سقوط الآلهة المزيفة لجماعة الذئاب الشاردة.مسابقة القصة القصيرة بقلم / عصام كرديد . الجزائر

الاسم : عصام
اللقب : كرديد
البلد : الجزائر
الهاتف : 0771393752
مجال المشاركة : القصة القصيرة
العنوان : سقوط الآلهة المزيفة لجماعة الذئاب الشاردة

كان ذئبا ينتمي لجماعة إخوانه الذئاب الشاردة حين اشتد ساعده أغراه إخوانه الذئاب بالتمرد على من أفنوا عمرهم كله في تنشئته وتربيته ووعدوه بمنحه صك غفران ليدخل جنتهم المزعومة وكان يعتقد كما يعتقدون هم أن حدود الجنة تنتهي عند حدود عيون فاتنة لا تقاوم وأن عندهما أقصى درجات الكمال….والمفزع والمرعب في جماعة الذئاب هته أن ذئابها وذئباتها يتصفون بالنسك والورع والوقار لكن حقيقتهم شياطين عباد أبالسة …..وأوهموه بأن كل ما يدّعونه هو الحقيقة المطلقة وما دونه هو الباطل المطلق ،ونصبوا أنفسهم آمرين مطلقين في هذا الكون بالمعروف ….وأنهم ضمنوا الخلود في جنتهم المزعومة وكل من خالفهم رموه في نارهم الموهومة …وأحاطوا أنفسهم بهالة من القداسة تحميها معارف من الدجل والسحر والشعوذة ورثوها عن أجدادهم ومشايخهم الذين قضوا عمرهم كله في ظلمات من نور وهمي وماتوا على ضلالتهم وهم يحسبون أنهم كانوا على شيء بل كانوا كأجدادهم يعبدون عجل خوارا سولت لهم أنفسهم وسامريهم بأنها قبضة من اثر الرسول فاتخذوه إله…ولما بلغوا هذا المبلغ العظيم في الضلالة سولت لهم أنفسهم أن يقتلوا كل من يعارض ربوبيتهم على طريقة قصة(الفيل والعنزة ومملكة العظاي لمصطفى صادق الرافعي) فأوحوا لذئب من ذئابهم بالتخلص من أبيه الصالح إرضاء لعيون غجرية ترتدي جلباب الوقار بعهر مستعار وطهر نجس وفكر يحمل سم أفعى.. فارتدى هذا الذئب ثوب ملاك بعيون شيطان وأجهز على أبيه الطيب دون رحمة وأبوه يقول شكرا يا ولدي البار وهو يحتسي لآخر مرة كأس الشاي المسكر بسم تلك الأفعى…و حين استيقظ إخوته في الصباح ليحيّوا أباهم وجدوه مدرج في دمائه الزكية كان هذا الذئب أول الصارخين والباكين على أبيه الذي فارق الحياة على يديه….وبعد أن تلقى العزاء ذهب إلى مجموعة الذئاب وإلى تلك العيون الفاتنة و انحنى لهما طالبا منهما الصفح والغفران….فباركته ومنحته أعلى وسام في عالم الدجل والمدجلين….ثم كلفته بمهام نبيلة على حد قولها أدناها نشر الفتنة والبلبلة والنميمة والأمراض وسط الأحبة المحيطين به وأعلاها أن يلحق أمه بعالم الملكوت وإلى الأبد….لكن هذه المرة طفح الكيل وفاض الكأس وتدخلت عناية الإله وأرسلت ملائكة السماء لتنتقم من مملكة الذئاب الشاردة و تحرق عجلهم الخوار وتقتص من السامري وإلى الأبد.
ثم اعتراني النعاس في هذا المشهد العظيم فخلت في الحلم أن القيامة قد قامت وجيء بالخلائق كلها في أرض المحشر وجيء بجماعة الذئاب الشاردة في الضفة الأخرى ونودي في المحشر أين يوسف الصديق فجيء به ونودي أين أبو الذئب الشارد وأمه وإخوته فجيء بهم جميعا ونصبت الموازين القسط وقيل في أرض المحشر كل طرف يختار محاميه ليدافع عنه فاختارت الخلائق كلها يوسف الصديق للذود عنها في هذه القضية واختارت جماعة الذئاب الشاردة فرعونها للذود عنها وبدأ الحساب واشرأبت أعناق العباد وعم الظلام أرض المحشر وبدأ شريط الأحداث يسترسل على مرأى الخلائق كلها وأول ما ظهر هو كأس الشاي المسكر بسم الأفعى والأب يشكر ابنه البار على آخر كأس شاي أهداه إياه وهو على فراش المرض فصاغت الخلائق كلها لا يا أبانا لا تحتس الشاي فابنك قاتل واهتز العرش لهول الجريمة ونادت الخلائق كلها القصاص القصاص وأغلقت الجنة أبوابها وفتحت أبواب النيران ووضعت السلاسل والأغلال في رقاب جماعة الذئاب الشاردة وبدأ العويل والنواح وتبرأت سلالة الذئاب من قائدها واعترفت بأنها لم تكن راشدة حين اتبعت فرعونها وأنها كانت تابعة لا آمرة فقيل ليوسف أحكم في القضية ، ولأن يوسف من طينة أبيه الصالح نادي في أرض المحشر محصوا نياتهم ووضعت النوايا في كفة وأفعالهم الشنيعة في الكفة الأخرى فرجحت أفعالهم الشنيعة فنادى مناد هلكواااا جميعا ولأن يوسف كان بارا بإخوته نادى أب الذئب الشارد وقال له لك اليوم القرار إما أن تعفو وإما خلد ابنك وجماعة الذئاب في النار وتعالى العويل والبكاء لجماعة الذئاب الشاردة …. فسقطت دمعتان من مقلتي الأب والأم وحن قلبهما وأعلنا الصفح والغفران ….وأعلن يوسف الحكم بأن يقتص للمقتولين على يد جماعة الذئاب ويصفح عن جميعهم قاتلا ومقتولا وأن تحمل ذنوب الخلائق كلها للسامري ورفع الحكم لعلام الغيوب للفصل فيه ….واشرأبت الأعناق نحو العرش تنتظر الحكم …وفجأة استيقظت من غفوتي وأنا أقول الله أكبر ولله الحمد.