خاص بالمسابقة
الشاعرة إيمان عثمان
البلد لبنان
قصيدة نثر بعنوان (سكراتُ أرملة)
دُقَتْ أجراسُ القدرْ
وغنتْ حناجرُ الناي معزوفةُ الموتْ
ونسجَ القماشُ كفنَ الحبيبْ
واحتضنتهُ المقابرُبالنرجِسِ والطيبْ
أعلنَ الحدادَ خريفُها
وخلعَ أثوابَ الصِبا،وزينة الأضحى والمجيدْ
مَلتْ الضحكاتُ برودةَ ثغرِها
والفرحُ حزمَ أمتِعة شوقِها وحنينِها
احتضنت حرقات الضنى
وعضَّ على شفاهِ الفقرِ رغيفَها
حبست غصاتَها ضمن ثقوبِ الليلِ
فأصبَحَ وجههاكالعجينةِ،يعبثُ القدَرُ بها
جفَفَتْ دموعٌ قتلت مصيرَها
ودَقَتِ الأبوابٓ والخجلُ أسيرُها
إنحنت لِلُقمَةِ الذُلِ،كالنازِفَةِ أشلاءَها
ولفتِ الهَمَ بِعَباءَةٍ،اختبأَ الصُراخُ بنسيجِها
ضاقتْ أزِقَةُ الأَرْحَام ِحتى قطعوا وِصالها
تَرَكوها بغابٍ موحِشٍ،كثُرَتْ ذِئابُها
يختبؤون وراء َظلالِ الليلِ لفريسةٍ ،ينتظرونَ سقوطها
افترشَتْ العراءَ ،وكانت الوسادةُ والغطاءُلأيتامها
خبأَتهُمْ بِخرابةٍ ،وخرجت تبحثُ قوتَهم وقوتها
تعثرتْ بغصاتٍ تخنقُ وريدَها
همست بأذنِ الْخَالِق ، والبرد يهز ضلوعَها
أن يحميهم من مَكرِ زمانٍ اغتصَبها
تأرجحتْ على حبالِ الذُلِّ
فكان دوار الغدرِوالخيبات مُصابُها
وتعودُ لترتاحٓ على قبرهِ هنيهاتٍ
وتعاتبهُ بحرقةِ الفُراقَ مبكراً
ولترابهِ تشكي أنينها
ونُورُ الصبرِيوهِجُ جبينها
لأَرْمَلَةٍ تبني في الجنانِ مسجداً
نتمنى الصلاة بمِحْرابِها
ومسبحةً يحلو التسبيحُ بها
والحوريات من الجِنانِ ينظرنَ لها
وبعطر البخورِلعروسٍ يزفونَها.