سليم أفشي : لا تصدقوا نور ومهند .. تركيا دولة لا تشبه أوروبا
9 ديسمبر، 2015
0 382 2 دقائق
من مكتب الجزائر / براضية منال
قدم المخرج التركي سليم أفشي في فيلمه “السر” الذي يدخل المسابقة الرسمية على جوائز العناب الذهبي صورة مغايرة للمجتمع التركي عن تلك الصورة التي عرفها الجمهور الجزائري من خلال الدراما وسوقتها نور ومهند، حيث يكتشف المشاهد في “السر” مجتمعا محافظا تتحكم فيه القيم التقليدية ويقيم اعتبارا كبيرا لرأي العائلة التي تتحكم في حياة الفرد. يتناول الفيلم موضوع العذرية والخيانة من خلال قصتين متوازيتين لفتاة تربط علاقة مع رجل في سن والدها وتفقد عذريتها وتضطر لإجراء عملية ترقيع البكارة سرا في حين والدها الذي يقوم دوريا بأخذ بنتيه إلى الطبيب لإجراء اختبار العذرية تربطه بدوره علاقة مع فتاة في سن ابنته يتردد عليها سرا بينما هذا الأب يفرض قيودا صارمة على عائلته التي يبدو فيها صاحب الأمر والنهي.
يعكس فيلم “السر” حالة الاضطراب والتجاذبات التي يعيشها اليوم المجتمع التركي بين خلفية تقليدية تاريخية لتركيا الإسلامية وبين المجتمع الحداثي الشبيه بأوروبا . المخرج لا ينحاز في فيلمه لأي طرح من الاثنين ولا يقدم أحكاما لكنه يعكس القلق وحالة التصادم والصراع بين تراث محمد الفاتح ومصطفى كمال أتاتورك، ذاك القلق الذي قال على هامش ندوة صحفية عقدها بعد فيلمه إنه يسكن خاصة الطبقة المثقفة في تركيا التي تتلمس طريقها بصعوبة بين الطرحين
يبدو قلق سليم أفشي جليا في طريقة إدارته لشخصياته المضطربة المتلمسة لطريقها . بطلة الفيلم التي تغامر في الخروج مع رجل في سن والدها وتكذب عليهم من أجل الذهاب معه في رحلة وتدخن في الجامعة تلجأ لاحقا لإجراء عملية ترقيع البكارة “لإخفاء سرها” والعودة للعائلة وتبدو الأم التي لا تعارض في أن يكون لابنتها صديق تنبهها إلى ضرورة الانتباه للقواعد، الأب الذي يربط علاقة مع فتاة في سن ابنته سرا لا يجرؤ على مواجهة ابنته بسؤالها هل لديها صديق بل يكلف الأم لأن هذا دورها . كما تبدو شخصية الأم هامشية هشة ومنعزلة تطبخ، ترتب الطاولة وتنتظر زوجها الذي يغير مظهره حتى يبدو أصغر وشبيها لـ”الفريد هشكوك” ويتكرر مشهد هذا الأب رفقة العائلة مجتمعة على طاولة الأكل لإيحاء بسلطة العائلة ودورها .
مخرج الفيلم سليم افشي قال في ندوة صحفية على هامش الفيلم أن عمله يقدم قصصا مستمدة من المجتمع التركي ويسمعها يوميا في اسطنبول ، وبدا المخرج مستغربا من النظرة التي يحملها الجزائريون عن تركيا بأنها دولة الحياة فيها تشبه أوروبا قائلا إن هذه النظرة غير صحيحة لأن المجتمع التركي محافظ في العمق وتبدو فيه سلطة العائلة متنفذة ، مؤكدا في ذات السياأ انه تحاشى في فيلمه تقديم أحكام معينة مكتفيا برواية قصص مستمدة من مجتمعه .