ط
مسابقة القصة القصيرة

سوناتا الموت .مسابقة القصة القصيرة .بقلم / محمد غانم .مصر


(سوناتا للموت)
قصة قصيرة دكتور/ محمد غانم
01224567526
الإسكندرية – جمهورية مصر العربية

1- (العرض)
وهن العظم منه.. وبلغ من الموت ما لا يطيق.. فأقسم بالقهر أن البراح المسافر عبر التجاعيد فوق محيا السنين البواقي هو الدرب والبيت والسجن والبحر والشمس.. كلُ تمدد تحت انكسار ظلال السماء.
وهن العظم منه.. وبلغ من الموت ما لا يطيق.. فأطبق كفيه يخفي عن الشمس بيداء عمر تراخت على ساعديها خيام الوطن.. ونام على ناهديها فواح الشواء.. وقامت على مقلتيها عناقيد ليل تصافح سارية الأمسيات التي كان يضحك فيها نسيج العلم.
وهن العظم منه.. وبلغ من الموت ما لا يطيق.. فألقى بكحل العذارى.. وكبل أوتار عود الغناء.. ونكس رأس النخيل.. وأغمد في الطين سيف الإباء.. وأغلق للحلم باب المجيئ.. وصفد صوت الخيول التي راودت ساحة الموت عن نفسها.. وأوعز للشمس ألا شروق.
وهن العظم منه.. وبلغ من الموت ما لا يطيق.. فصار يغازل شكل الرغيف.. وزيت الوقود.. وفي الصيف برد الشتاء.. وفي البرد دفء الأناشيد.. وفي كل حين يغازل صوت رنين الذهب.
وهن العظم منه.. وبلغ من الموت ما لا يطيق.. فمات.

(عطل فني)
تضاءل بريق الحلم في عينيه فلم يتردد.. استل سكيناً خرافيه.. قطع وتر الأنغام الأولى.. وبتر كف العزف.. ووضع الطين اللبن في فمه.. وسار يضرب في الأرض.. ويحكي للناس -بلغة الإشارة- عن أغنيات ماتت في حنجرة الصمت.

2- (التفاعل)
عندما تساقطت ثلاث شعرات من لحية البوح.. بلغ من الموت منتهاه.. فأقسم بالصمت أن لا يبوح بسر التيه.. وإرتقي سلم من سراب.. تذكر أنه كان يحبو ذات مساء تظلله أسقف البيت/السجن.. ويجثو على ركبتيه ليبحث بين الأركان عن قنينية الدم/ العطر.. فابتسم.. راعه القهر.. ظل يهادن أغنية من مواء.. فاصطفى رقعة في البراح.. تمدد تحت السماء.. تلفع بالريح.. وإلتحف الشمس والأمنيات الرتيبة.. ونام يضاجع حلم القيامة.

(عطل فني)
جلس القاضي على مقعده السماوي.. راقبته من بعيد.. كانت يده -تلك الممسكة بميزان العدالة- ثابتة.. ماداً يده الأخرى في جعبة الريح.. أخرج خنجراً.. حاول أن يقتنص التذاؤب الراقد بين ملامح طفل.. سدد ما بين العينين تماماً.. إرتعد الميزان.. فأصاب الطفل.

3- (المرجع)
كانت الفراشات ترفض أن تنساق لضوء قنديل أرعن..وكان يرفض أن يشرب ضوء عينيك.. عندما بدأت الفراشات تسير نحو النور رويداً رويداً.. كان يملأ جوفه من نور عينيك حتى فاض الضوء من أذنيه.. فقرر أن يشق ثيابك حتي يتعرى للعينين الحقد/الثلج.. وأن يلعق قدميك في إذلال حتى تذوبين موتاً.

(انقطاع البث)
الحزن خلد البكاء فى ملامح وجهها.. فأمرته بالتشرنق في متاهات من عدم.. فأخذ يبحث عن مفر له من شرنقته الأبدية.. وعن مفر لها من ملامحها الحزينة.. فاقترح عليها أن يذبحا الليل قرباناً عندما تحين مراسم تتويج البرد أميراً للأغنيات.. فغرست قدميها في الطمي نخلتين باسقتين.. وجذبته من يده اليسرى.. وأخذا يرتقيا حتى لامسا السماء الأولى.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى