ط
كتاب المجله

سياسة النحلة وسياسة الناموسة .بقلم مدير التحرير / شيرين الزينى

1

تجوب النحلة الحدائق ، لتمتص الرحيق من أجمل الزهور ، كي تنتج عسلا فيه شفاء للناس .
أما الناموسة ، فتمتص دم هذا, ودم ذاك, مخلفة وراءها ألما ، ومرضا لتستطيع أن تحيا.

هؤلاء هم البشر,وهم في حياتنا نوعان :
من يسعي ليعطي, ومن يأخذ ليعيش.

الشخص النحلة ذبذباته الايجابية عالية . يستمد من الكون طاقته ، ويبعثها محبة، وخيرا، وتفاؤلا.
لو نصح، تكلم بهدوء ورشد ،وان اختلف مع الآخر احترمه فلو أن أحدا عاداه,فانه لن يكرهه ،بل يتمني له الهداية .
لايكل , ولا يمل . يمشي في الأرض هونا ،يتعامل ببساطة ، يضحك ، يمرح ، يبكي دون أن
يشعر بالخجل ، يعتمد علي نفسه, ولا يلجأ الا الي الله . يأخذ من الأمور أوسطها ، وأيسرها . محب للحياة .هذا هو مثال الشخص المتدين أيا كانت ديانته, لانه بقربه من الله علم أن الله محبة .

لكن
الشخص الناموسة, ذبذباته السلبية الخبيثة تنفر من حوله , فهو شخص مادي, يبحث عن المتعة الوقتية بشراهة ليسعد. وعندما تنتهي يطلب المزيد والمزيد .لو نصحك فبعنف, واحتقار, وكأنه العالم ببواطن الأمور . وان اختلف معك سبك ,وأهانك,
وفضحك في كل محفل ليشعر بغريزة الانتصار, والزهو الزائفة, حتي يشعر بالراحة التي لا يجدها في حياته .صارم ، متبلد المشاعر ، متكبر ، متوتر ، يظن السوء في كل من حوله.كثير الطلبات, والاعتماد علي الآخرين . يأخذ من الأمور أشدها تطرفا وتعنتا .هذا الشخص لم يفهم, ولا يريد أن يفهم سبب وجوده في الحياة .تراه رغم تدينه الظاهر, وكلامه الكثير عن الفضيلة, أبعد ما يكون
عن ذلك . فهو يضع الجدار حتي لا تري نفسه الخبيثة . كاره للحياة ،كثير الشكوي والتأفف .

هناك أشخاص كطاقة النورتبعث الدفء، والسلام. اقترب منهم ،واستمد طاقة السعادة ،والتفاؤل، وانشرها بدورك للآخرين .

وهناك أشخاص كمثلث برمودا، الاقتراب منهم هو الهلاك المحتم. فابتعد، لأنهم يسلبونك راحة البال ،
ويبثون روح التشاؤم في الأجواء، فتشعر بالاكتئاب، والوهن، والحزن، والمرض .

فكن النحلة ولا تكن الناموسة.

وللحديث بقية

شيرين الزيني

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى