الفرق بيني و بينكِ
يا سَـيدتي الشاحبةَ
يا رمادية الملامح..
ـ أنكِ في بلادي فصلُ خامسٌ ،
فصلٌ لـِ الدُموعْ ..
وَ أنــا على مشارفْ بلادكِ سائحٌ
ينتظرُ تـــأشيرةَ الدخولْ .
أو الأمر بالرجوعْ.
الفرق بيني و بينكِ يا سَـيدة البكاء.
أنك أنت بلادي ..
وأنا أعيش بين تجاعيد وجهكِ الموجوع.
بنيت هناك على التل كوخاً..
وأجوب في حقولك بحثاَ
على سنبلة حنين أو
رغيف شوق
أسكت به الجوع.
وفي خريفك ذلك العام حين
تساقطت كل أوراقي من على طاولتي..
عندها هبت ريح من نافذة
كوخي المكسورة
وتساقطت معها أوراق رموشك..
زرعت بين تجاعيدك الشاحبة بذور الأحلام..
و أرويتها بـِ الدموعْ
التي تهطل أمطارا في كل المواسم ..
فتفيض أحياناً
فأتشبثُ
برموشك ..
هربا من فيضان
الدموع.
في الظهيرة وبعد التعب
أتناول ما تبقي من فتات ابتسامتك على الغذاء
،كنت أنام بين شفتيك ..
وفراشي شعركِ الأسود.
وارتدي سواد عينك عباءة
في ليل شتائك الطويل المزدحم بالأرق
هاربا من ضجيج الذكرياتْ
الذي تكتظ به الطرق..
حين يأتي الربيع كنت أخفي أزهاري..
خوفا عليها من روعته ..
وأجلس على باب الكوخ، أراقب الشفق.
من أعلى التل..
وأتنزه في صباح ربيع ثغرك …
و أقطف القبل و الورد ..
تارة
قبلة
وتارة
وردة
وتارة
قبلة..
أعود بها إلى كوخ وأضعها في إنائي الصدئ .
ممتلئ من الماء و دموع ..
فتستقيم للحظة ..تتفتح ثم تذبل..
يأتي الصيف وتأتي معه موجات الحر
والشوق
فأتجه شمالا نجوى بحر عينيك ..
أسبح
فيهما
أغوص
أغوص
رويدا
رويدا
حتى اتعب
حتى
أغرقْ..
الكاتب :قرود محمد بن عيسي ..