ط
مسابقة الشعر الحر والتفعيلى

سيد الظل ..مسابقة القصيدة النثرية ..بقلم / قلفوت بو علام من الجزائر

الاسم : قلفوت بوعلام
رقم الهاتف :0213666040010
نوع : قصيدة النثر
العنوان : سيد الظل

و الآن لا شيء هُنا الآن
.. لا شيء
إلا أنا و هُنا
و اسمٌ يُلقي عَلي ظِلالهُ
كَم كنتَ أنا … كَم كنتَ أنتَ و الصَباح
و كم كُنتُ أنَا الظِلُ و الليلُ الكُحْليُ
ساديُ الطِبَاعْ
كَم كنتَ النجمة
و لم تَسأل يوماً من وَهبك الضِياء
كم كنتَ الخُطوة
و كَم كنتُ أنا وَجعاً يَقْتَفِي أَثَرَ الرِياح
كم كنتَ الاسم تَاجً بِلا مَمْلُكة
و كم كنتُ أنا حُروفَك المُنهكة
لَمْ أُخْتَركَ لي بَل اختاركَ الآباء
فَرحوا بِك يوم وُلدتُ و أهدوك ذبيحتان
أَحَالوا الليل صُبحاً ..و أُشْعلوا في كُل رُكنٍ شَمْعدان
زَغردة النِسوة .. و قُرعت الطُبول
و أقَاموا في البَلدةِ حَفلاً و مِهرجان
لكنهم لم يُغنوا جاء الابن المنتظر
و غَنوا جَاء الاسمُ المُنتَظَرْ
و احتفل الاحتفالهم كُل شيءٍ
كُل شيءٍ حَتى الحَجَرْ
**
و لا شيء أنا .. لا شيء
إلا بَلاغةُ الاسم استعارةٌ لِصُورة جَدي
و نُبوءة جَدتي لأبي
أَما أُمي ..فُقالت يالحسرة ابني
حِينَ يُملي عَليه الاسم أَفَعَالهُ
فَيَصِيرَ خَادِمَهُ
/هذا الاسم لِي
جَائزتي و خَطيئتي
هذا الاسم لي
عَرشي و نَعشي/
كُلما مَرّ بِمَهْديَ المُعَزُون
قَالوا … نُحب مَاضِيه الحَافِي
و عَزفهُ على العُود و الأَكُردِيون
أما شِعرُكَ العَبَثي المَنثور غَماماً في الازَوَردْ : فَلا
واقْتَبسوا مِن نَحِيبِ العَندَليبِ ..إيقاعاً لِأنَاشِيدهم
و شَدوا حَناجِرهم أَعلى و أَعلى و أَعلى
لَعلَ يَسْمَعُهم مَن سَكَنَ السَمآ
لَعلَ.. يَأِتيهم يَتجلى ..في صُورةِ المُسَمَى
و كجُلجَامشَ أرَادوه أنْ يَحْيا
و أنْ يَعبرَ في الحِكاية
وَراء حُدودِ الأبَدية
..
– و الآن …
أنا الآن اثنان
أنا و اسمِي
أَحملهُ فَيرفَعُني
كَجَسَدِ المَسِيح عَلى الصَليبِ
مُدمى و مُدرجاً بِالْجِراح
و الآن لَهُ الكَيان
و أنا أسِيرُ ظِلهِ بَينَ جُدرانِ الدُخان
و الآن لَهُ الصَباح
كُلما أشْرَقَت شَمسٌ مدني عَميقاً في الظِلال
أنا خَليلُ يُوسفَ في قَاع ِالقَتَامْ
أنا سَيدُ الظِل في مَلهاة السَوادْ
حَمَلتُك يا شَقِيقَ جَسَدي
على ظَهري حَملتِكَ من رَمَادْ
فَألقَيتًنْي و أُلغَيتَني في جُب الهَوان
ولا شَيء الأن لا شَيء
فَراغٌ كُلهُ فَرَاغْ
/هَباءٌ كَامل التكوين من حولي/
و أرضُ قَصِيدَتي صَحراء
لا شَيء….. لا شَيء الأن
كُلما جَمعتُ أحرُفي تَلاشتْ أسطٌر في تَشابُه الرِمال
أنا البعيدُ البعيدُ في مَنافي الظِلال
أنا الرُوحُ الشَريد والسَراب مَسْراي الوَحيد
أنا للرِيح
أيْنَما حَلَلْتُ هَاجَرْتُ
كُلما اقَترَبتُ زَفَني البُعدُ للبِعاد
أنا الرَمادي الطَريد لُغتي مَنفاي
و لُغتي كُل البِلاد
و مِفتاحٌ لهذا البَر
لُغتي حُريتي
وبِسَاطٌ يَلمُ الأرض منْ أَطرافِها
لُغتي مِساحتي و
أودِيسةٌ فِي عَتَمَتي
لُغتي.
….
وَ يَقرأُني منْ بَعيد شَخصٌ غَريب
وَ يُقَلِبُ صَفَحاتِ أَوجاعي وَ يَمرُ
غَير مُبالٍ بِجرحٍ يَكتُب سَطر
و لا بِنَزيفٍ حَاد في صَدى الكَلمات
وَ أَسألهُ لماذا كُنت تَرمقني بطرف سَاخرِ
فَيقولُ : أَهراءُ قَوافٍ على حُطام أبجَدية
دَعني يا جَاهل أُسديكَ نَصيحة شِعرية
عليك أولا أن تَنظُم الكَلام
وأن تُحركَ حَرفك بِميزان
وعَليك أن تَمشي على خُطى الأولين
منْ سَنوا لنا هَذا البَيان
لا تَكفُر بأَمسِنا
و بزَمنِ فُروسِيتنا الذهبية
لا تَكفُر بِميثَاقنا
و بِسُنَنِ السَابقين الجَلية
كُن كَمَا نَكون أو تَهُن
كُن كما نَقول
فَأقول
لُغتي حُريتي
تُمردُ تَفردُ إيقَاع
لُغتي هويتي
ذاتي الشَريدةُ في ضَياع

– من أنا ..
من أنتَ يَا أنا ؟
في زِحام الظلام
يَضِيقُ حَيزُ الكلام.. يَتَسعُ الشَكل
و تَتَلاشى الأحلام
– من أنا ؟
من أنا… يا أنا ؟
لا شَيء يَحْتَويني لا شَيء يا ظِل
أوسعُ مِن لَونِكَ الكُحلي
فاذهب بي اذهَب عَميقاً في الأسوَدْ
و اذهب بي اذهب غريقاً في عَمى الألوان
في التَلاشي في الفَضاءِ الانِهائي المَديد
و خُذني أَبعَدْ

كَأني لا كأني في الفَراغ
كأني بَعضُكَ رُقَعةٌ منْ ظَلام
كأني كُلكَ لَيلٌ غَائرٌ في القَتَام
كأني لا شَيء
كأني كُل شَيء فِي الاشَيء
لا شيء يَحُدني أو يَحُدكَ
لا الزَمانُ و لا المَكانُ
فاصنَع بِنَفسِكَ مَا تَشاء
سَأصْنَعُ نَفسي كَما أَشَاء
حراً
حراً من ظِلٍ يُحاصِرُني و قَافية
حراً من سَديم يَكْسْرُني و هَاوية
/أنا الآن حرٌ و حرُ/
سَأصنعُ أَحلامي منْ رُفَاتِ حُطامي
و سَأمضي مُوغلاً في عَالم الخَيال
علني أَصحو منْ دَماري
/أنا الآن حرٌ و حرُ/
و لي ما مَلكت يَداي
قَلمٌ و رِيشةٌ قَديمة
خَيال خصبٌ و رُوح لا تَهوى الهَزيمة
أَقتفي الصَدى و ما ضَاع من لُغتي
بَينَ دَجْلةَ و المُحيط
لا مِيناء لأرْسو
إِذن سَأركبُ الرِيح كأوديس
بَعيداً عنْ أرض الضَياع
فَطرزي يا لُغتي قَصيدكِ على مَهَلِ
و طَرزيه لي وَحدي
لا قَبلي و لا بَعدي
أنا فَارسك و أنت مَجدي.
….
و الآن يقول طَيفٌ هَامِشي
أنتَ الآن أنتَ
فَكُن صَديقاُ صَادِقاَ لاسْمِكَ
و دَرِبهُ على النُطقِ عِندَ اشْتِعال قَلبِكَ
و الآن أنتَ الآن أنتَ
فَكُن صُاحباُ وَفياُ لِظِلِكَ حيثُ تَرَكتُكَ في المقهى
وَحيداً مَنسياً تُحاورُ اسمَكَ
هَلْ أنتَ هو الذي كُنتَ تُطاردُ أُورْكيداً ؟
هَلْ أنتَ هو الذي أسْرجت الحَمام و طِرت بعيداً ؟
هَلْ تَدري أنكَ نَائمٌ ؟
فَانْهَض لِحُلمك تَنَلْ
و انْهَض, تَقول سَيدةٌ في السِتين
تَجلسُ على بُعْدِ مِترين مِني
و تُشيرُ بيدها لشَمسٍ تَغْرَقُ في كُوبِ شَاي
لَمْ تَكُن تَبكي لَكِنَ المَشْهَدَ فَائِضٌ أو زَائدٌ
فَانهَض واغْنَم حُلمكَ الآن فالعُمرُ زَاهدٌ
/كم من الوَقتِ انقَضي
و أنتَ تُطاردُ الصدى
مِنْ مَدى إلي مَدى
كَمْ مِنَ الوَقتِ انقضى سُدى في سُدى
فَانْهض و اصْعَد يا شَاعري
و أنثُر شَدا
عِش لحُلمكَ لا لوَهمِكَ
و كُن هُدى يا صَاحبي
و اشتَعل نَجمةً في غَبشِ الدُجى
أنا أولُ مَنْ نَجي
أنا أخرُ مَنْ نَجي
و أنَا أنَا
مِثلمَا سَار الأَلكسندر سِرتُ في رُأيَاي
طَلَبْتُ السُموّ لأَني لا أَخشي العُلوّ
للمَلحَمِيينَ ضَجَرُ الخُلود و لي أنا جَنَاحُ الحَمام
كُلما حَلقت أسْفَرَ المَجهولُ عَنْ هَدْفٍ جَديد
فَأهملتُ خَاتِمةَ القَصِيد و قَلتُ هَل مِنْ مَزيد
/سَأصيرُ يَوماً ما أُريدُ/
سَأصيرُ نَجمةً لا ضَبَابَ يَحْجِبُها و لا سَحَابْ
/سَأصِيرُ يوماً ما أًريدُ/
و أَسقي بالقَوافي أَرضي اليَبَابْ
/سَأصيرُ يوما ما أريد/
حُلمي و أوركيدي في كِتَابْ
و أَطيرُ ….. سَأطير .

النهاية

قلفوت بوعلام

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى