ط
مقالات بقلم القراء

سيكولوجية مجتمع.لكنها مطلقة .بقلم د. رانيا عثمان

كتبت / د. رانيا عثمان

مجتمعنا الشرقي دائما ما ينظر للأمور بعين واحدة نظرة سطحية مهمشة ولا يري من خلالها إلا جزء بسيط جدا من الحقيقة يصدر حكمه دون مراعاة سيكولوجية الانسان

أو ما يعانيه من ضغوط وألام نفسية وعصبية أو التحقيق في الأسباب التي دفعته لفعل وأتخاذ قراره و سرعان ما يبدء بتوجيه الأتهامات والتوبيخ

فدائما ما يحاسب المجتمع المرأة علي طلاقها وكانها هي فقط المذنبة وسبب الطلاق وتظل المرأة موصومة بعار وخزي الطلاق طيلة عمرها

طالما أنها ما زالت صغيرة وجميلة ومهتمة بنفسها وجمالها تلاحقها العيون أينما ذهبت تراقب تصرفاتها وتحركاتها وحتي همساتها

لماذا كل هذا الحصار علي المرأة لكونها مطلقة ؟؟

لماذا تحمل المرأة وحدها خطأ ما حدث وأدي للطلاق؟؟

المرأة المطلقة ليست عار علي أهلها وعائلتها هي فقط لم تستطع تحمل الحياة مع زوجها لأسباب كثيرة جدا جعلتها تلجأ للطلاق كحل أخير لخلافاتهم

قد يكون السبب خيانة الزوج أو ارتباطه بزوجة اخري دون علمها

أو أنخداعها بزوجها وأكتشفت حقيقته المرة بعد الزواج أنسان كاذب وضعيف الشخصية ولا يستطيع تحمل مصاعب الحياة فجأة سقط من نظرها وأصبحت لا تحترمه لسبب أو لآخر

أو إهماله المستمر لها ولبيته وأولاده من الزوجات من قد تصبر حتي يكبر الأبناء وتقرر الطلاق بعد أكثر من 25 عاما زواج

هل مثل تلك الزوجة تلام علي إصرارها وتمسكها بالطلاق بعد كل هذا العمر فلم يعد لديها القدرة للاحتمال بعد ضياع أحلي سنوات عمرها ووجدت نفسها في عمر الخمسين

وقد تتزوج البنت بمن لا يستطيع تلبية متطلباتها ويقصر تجاهها في كل شئ

أبسط وأقل حقوقها ولا تصبر علي العيش معه فتلجأ الي الطلاق بدلا من أن تقضي عمرها كله في إحتياج وقلة حيلة

وقد تكتشف الزوجة بعد الزواج أن زوجها طماع أو بخيل لا يريد الإنفاق عليها يريدها أن تطلب من أهلها مصروف بيتها ومصروفها الشخصي أو طمعاً في وظيفتها ودخلها المادي الكبير بأي حق نطالبها أن تستمر معه حتي لا تحمل لقب مطلقة

والعديد من الصفات والأوضاع الشخصية التي لا يتحملها بشر ولا يستطيع التعايش معها

المطلقة ليست عار بل إنسانة محترمة فضلت الإحتفاظ بكرامتها وأخلاقها وقيمها التي تربت عليها ولم تتحمل القسوة والإهانة والخيانة والذل وقلة الحيلة

كان يمكنها أن تتقبل زوجها بعيوبه وتنحدر لتسقط في بئر الخيانة مع أول إنسان يطرق بابها ولكنها أبت لذا تستحق منا الدعم والمساندة والشكر والإحترام علي شموخها وكبريائها

لأن عندما يطلق الرجل زوجته يطلق أولاده معها وينساهم ويتركهم لأمهم تتحمل عبء تربيتهم وحدها لمواجهة مصاعب الحياة ومسؤليتهم دون أن يعبأ بمعاناة الأم

وأخيرا وليس آخرا المرأة كائن مستقل من حقها أن تملك قرارها تلك حياتها وهي فقط التي تعيشها أما أن ترفضها أو تقبلها وعلينا أن نحترم القرار أيا كان طالما أنها انسانة عاقلة بالغة وتستطيع تحمل مسؤليتها

ولا نوجه إليها النقد اللاذع والتنصت عليها في كل تصرفاتها ولا يجب أن تكون مطمع لكل رجل سولت له نفسه أشياء لا ذنب لها فيها

وأكرر المطلقة سيدة محترمة لها كل الاحترام والتقدير ومن حقها أن تتزوج مرة أخري لا تقف حياتها عند الزيجة الأولي فليس هناك ما يعيبها

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى