ط
الشعر والأدب

شئ ما يحدث..رواية مسلسة بقلم الكاتبة منال أحمد الحسبان ..( بعد الفراق ) الفصل الثانى


(شئ ما يحدث)

بعد الفراق
بينما كانت تحدد وجهتها. ..تنظر إلى الوجوه تمنت لو كان لها صديق أو صديقه يحمل معها توهان طريقها ويرشدها …بعد عودتها من الغربة الطويلة……لكن ثمة شئ لا تنساه ابدا …وهو سوط والدها…..ذلك الذي كان لحبه لها رغم أنها وحيدته شكل
مختلف ….حب آخر جاء من عصور لم يكن لها وجود
هنا قررت الوقوف ….في أول محطة تصادفها. . لتذهب هناك حيث أرواح عشقتها. …وأرواح كرهتها. …
عادت بعد غياب سنوات طويلة …آملة أن تجد كل شئ في المدينة قد تغير. …ألا أنها صعقت حين وجدت كل شئ باق على حاله كما كان ….
يا للهول. ..نفس الوجوه العابسة. …تعيش يومها تحت أشعة الشمس الحارقة. …حتى أنهم يبدون آلات بلا روح. …تموت الابتسامة قبل أن تصل لشفاههم. …ويقطن العبوس على الخدين والجبهة. ….أحفاد لآباء كانوا يعيشون نفس الظروف
ترى لماذا مدينتي تقف على موعد ساعة خشبية رسمها القدر
ووضع الأشخاص بأماكن ثابته.؟ ؟؟؟؟…..فمن وقف على عقرب الثواني سيضل واقفا أبد الدهر. …ومن وقف على عقرب الساعة. ..ما اطول ليله وما أطول نهاره. ….
ما أكثر أسرار وجوه أهل مدينتي! !!!!
وما أكثر وقوفهم على أبواب العوز عند من يقفون على عقارب الثواني في الساعة الخشبية
يا إلهي ….إنها نفس الابراج التي تحجب ضوء الشمس عن الجباه السمر. …وتقطر العفونة على البيوت المتهالكة في الحارات الضيقة
ترى أين اللون الأخضر وكبرياؤه؟ ؟؟ولماذا يفرض اللون الترابي وجوده بقوة…..لماذا يضرب أبناء مدينتي بصولجان القهر
وأين الحب ….هل ما زال مجرد كلمات كالروايات القديمة. ..
لا شئ يتغير …ألا أوراق الشجر حينما تغتاله رياح الخريف….
أخيرا وصلت إلى ذلك البيت الذي طردت منه …فتحت الباب واذا بنسبج العنكبوت عالق على كل الأطراف ..
مسحت الغبار من المرآة واذا باخيلتهم مشلولة الحركة
أخذت ترسم عليها مدينتها. …لكن بشكل آخر. …بالضبط كما كانت تحلم بها …..تمطر ها ابتسامات جميلة
ومع هذه الابتسامات كان وجه والدتها. …تلك التي كانت قد علقتها بالحياة ورحلت مبكرة عن هذا الكوكب. …ومع هذا الطيف الذي لا ينسى …..بدأت الوجوه بالحضور
نظفت صورة والدها عن الغبار وعلقتها على حائط قديم في المنزل ، نظرت إليها من بعيد، فابتسمت، وقررت البدء من هنا.
(كم هو مؤلم الخوض بالذكريات)
يتبع ——————
منال أحمد الحسبان

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى