(في مهب الريح )
ماذا لو أنها استطاعت أن تمسك خيوط القمر لتسدلها على وجه السماء. …ماذا لو أنها لامست شجيرة الورد لتشتم رائحة العطر..
ماذا لو تمد يدها لتمسك بخيوط الشمس.؟؟؟؟… لتنثر نورا على حياتها المعدمة. .. ماذا لو أنها ذات عنق يراقب تبسم الزهور؟؟؟؟
ماذا لو صنعت من تلك الخيوط اوتار ثم بدأت بالعزف ….
وهي التي تجهل حتى قراءة النوتة الموسيقية ….حتما ستعزف ببراعة لأنها تعزف لنفسها ….. .لتملأ حياتها لحنا ينادي أسراب الطيور المهاجرة ….وتفرح قطيع السحب النازحة. …
لكن للقدر رأي آخر لا يشبه أحلامها…. …
فالشمس لن تعطيها خيوطها. ..ولن يكون لها أصدقاء. ..ولحنها مات قبل أن يولد. ….وظلت وحدها. ..
نظر الأب على زوجته …وفهمت مغزى نظرته. ..
فذهبت إلى الهاتف لتتصل بأختها التي طلبت منها زوجة لابنها المقعد. …
هي عاجزة وهو عاجز. …نظرت إلى جدتها. .وقالت
جدتي ارجوك قولي لي ماذا يريد ابي أن يفعل ؟؟؟
الجدة: يا حنين الزواج سترة للبنت……
حنين: زواج. …انا…..لا لا ….
أرجوك جدتي ساعديني …. لا أريد الزواج من أحد
أرجوك. ..
الجدة : ومن يستطيع اقناع والدك يا حنين! !!
زوجة الاب: اطمئني يا حنين ..أبن اختي طيب القلب …..وكما تعرفين عقله صغير ….ولا يتحرك. ..لن يؤذيك ابدا..
وجدت نفسها أمام أمرا واقع. .. كل هذا العقاب مقابل أنها ساعدت المرأة العجوز. …
نفضت يديها وسلمت روحها لمهب الريح. ..
فرحت أم العريس فرحا كبيرا. …أخيرا سوف تجد من تهتم بابنها العاجز. …..
فماذا عنها ؟؟؟
كانت تحلم بفارسها. …تلتقيه صدفة في الحقل. ..في السهل
باي مكان. …ذا إبتسامة غامضة. …مرتديا قميصه الأزرق ذا الخطوط الفضية. .. وقبعة سوداء تمتطي رأسه بكبرياء. ..
يطلق لها صفيرا. ..يجعلها تدور بفستانها الأحمر المزركش في الهواء …فسترق النظر إليه وهي تزيح خصلات شعرها الملتفة حول عينيها الجميلتين …
لم تكن تعلم بأنه سيأتيها على كرسي متحرك. ..ينشر ابتساماته العشوائية التي لا معنى لها. ……
لم تكن تعرف بأن أحلامها عرجاء بالكاد تحمل نفسها. .
طلب الأب من زوجته بأن تحدد موعد عقد القران . .
وبمحاولة أخيرة من حنين لاستجداء والدها. …اشاح عنها بنظره تاركا اياها في مهب الريح. ….
(ضعيفة تلك الأحلام التي لا معيل لها)
فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
