ط
أخبار متنوعة

أشاعات كاذبة تتسبب بعمليات قتل وحشية فى الهند

هر تسجيل التقط بواسطة هاتف محمول رجلين مضرجين بالدماء يتوسلان الابقاء على حياتيهما قبل ان يُقتلا على أيدي حشد غاضب ليصبحا بذلك ضحيتين جديدتين لشائعات تنتشر على موقع فيسبوك وتطبيق واتساب في الهند.

الشابان المثقفان نيلوتبال داس (29 عاما) الموسيقي البارع، وصديقه رجل الاعمال ابيجيت ناث (30 عاما) كانا من غواهاتي عاصمة ولاية آسام في شمال شرق الهند.

الشهر الماضي يوم ضربا حتى الموت على يد قرويين غاضبين انهالوا عليهما بعصي الخيزران والسواطير والحجارة، كانا عائدين بعد قضاء يوم في الريف، بالقرب من منطقة شلالات تعد وجهة سياحية.

وفي منزله حيث تحولت طاولة التلفاز الى ضريح لابنه قال غوبال تشاندرا داس (68 عاما) والد نيلوتبال لوكالة فرانس برس “كان يحب الاستماع الى أصوات الطبيعة يستلهم منها موسيقاه”.

وادى انتشار اشاعات حول خاطفين على فيسبوك وواتساب الى اعدام نحو 20 شخصا خارج القانون في الشهرين الاخيرين في الهند، بحسب حصيلة تقارير نشرتها وسائل الاعلام المحلية.

وسارعت السلطات الهندية الى التصدي لهذه الظاهرة، لكن حملات التوعية والتحذيرات وقطع الانترنت الهادفة الى منع انتشار المعلومات المضللة جاءت محدودة النتائج.

وحمل مسؤولون تطبيق واتساب مسؤولية “الرسائل غير المسؤولة والمتفجرة” التي يتناقلها مستخدموه البالغ عددهم 200 مليون في الهند، أكبر سوق للتطبيق في العالم.

ووصف واتساب اعمال العنف بانها “مروعة” ووعد بالتحرك في مواجهتها. ونشر التطبيق اعلانات على صفحة كاملة في الصحف الهندية عرض فيها “ارشادات سهلة” لكشف الحقائق من الاشاعات على منصته.

ونشر التطبيق اعلاناته تحت شعار “معا يمكننا التصدي للمعلومات الخاطئة”.

– خاطفا اطفال –

وخلال رحلتهما في 8 حزيران/يونيو لم يكن الشابان على علم بانتشار “اخبار كاذبة” على وسائل التواصل الاجتماعي في المنطقة حول أشخاص يخطفون اطفالا بهدف الاتجار بهم.

وفي محافظة كاربي انغلونغ الفقيرة والنائية اصبح فيسبوك وواتساب الوسيلة الفضلى لنقل لاخبار، حيث نادرا ما يتم التشكيك في صحة الرسائل المنشورة على منصات وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي ذلك اليوم كان الشابان يجلسان بالقرب من جدول مائي عندما واجههما احد القرويين ما أدى الى شجار. وركب الشابان سيارتهما وغادرا على عجل، لكن من تشاجرا معه قام بابلاغ القرية المجاورة بشأنهما.

وقال نائب رئيس مركز الشرطة في كاربي انغلونغ غلشان داولاغوبو “أجرى اتصالا هاتفيا. وقال إن خاطفي اطفال في طريقهما (الى القرية) ويجب توقيفهما”.

وحاصر القرويون المحتشدون السيارة على الطريق المؤدي الى القرية. وشنوا هجوما ضاريا لاقتناعهم بانهم قبضوا على خاطفي أطفال، ونشروا على الانترنت تسجيلات فيديو لعملية القتل.

وهزت المشاهد الهند باكملها.

وفُتح تحقيق لكشف ما اذا كان الرجل الذي حرض على الهجوم، وهو سائق سيارة أجرة يبلغ 35 عاما، يعتقد انه قبض على خاطفي أطفال مزعومين او كانت لديه دوافع اخرى. وتم توقيف نحو 50 شخصا على خلفية الهجوم.

وقال مفوض شرطة محافظة كاربي انغلونغ ج. ف. سيفا براساد “لو ان وسائل التواصل الاجتماعي لم تكن موجودة، لو كنا في العام 2014 ولم يكن فيسبوك موجودا ولم تكن أسعار الهواتف الذكية رخيصة لما حدث ذلك”.

وتابع المفوض “لا احد يمكنه التحكم في الانتشار الذي يسير تقريبا بسرعة الضوء”.

وبعد شهر من الحادث تبدو قرية بنجوري كتشاري مقفرة. لا ترى هناك سوى نساء واطفال وشيوخ، اذ ان الرجال في السجون او هاربون.

– كان يمكن ان أكون مكانهما –

عمليات الاعدام خارج نطاق القانون المبنية على سوء تقدير او معلومات مغلوطة ليست بجديدة في الهند. الا ان انتشار الهواتف الذكية ووجود الانترنت في المناطق النائية والأكثر فقرا فاقم المشكلة.

ويستخدم ما يقارب نصف مليار هندي الانترنت، غالبيتهم بواسطة هواتفهم في السوق الاسرع نموا للهواتف الذكية في 2017.

ونحو 20 بالمئة من المناطق الريفية في الهند تصلها شبكة الانترنت، الا ان هذه النسبة الى ارتفاع. ويشجع تراجع أسعار الهواتف الذكية، بعضها الى ما دون مئة دولار، بالاضافة الى اشتراكات شهرية بأسعار متهاودة على الاتصال عبر عالم الانترنت.

ويعتبر الباحث عبد الكلام ازاد ان الاعدامات خارج نطاق القانون في بنجوري كتشاري يجب ان توضع في اطار واقع ولاية آسام التي تضم خليطا من القبائل العرقية ودائما ما تشهد اعمال فتنة.

وقال الباحث لفرانس برس “آسام تشهد اعمال عنف من مدة طويلة. في هذا الوضع المتأزم تصبح الأخبار الكاذبة أكثر خطورة وأكثر عنفا وهذا جلي الآن”.

وانتشر خبر قتل الشابين في المدن الهندية وفي صفوف الهنود المثقفين وأدى الى اعتبار المحافظات الريفية متخلفة وخارجة على القانون.

وقالت صديقة احد الشابين ايتيشا سارة (25 عاما) “كل يواحد قد يقول: كان يمكن ان يحصل ذلك لابني او حتى لي أنا. هذا هو الشعور الطاغي؛ بأنه كان يمكن لاي كان أن يقع ضحية هذا الهجوم الوحشي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى