ط
مسابقة القصة القصيرة

شتاء وموقـد..مسابقة القصة القصيرة بقلم / قريني خديجة (خدوجة مينة) من الجزائر

المشاركة الثانية / القصة القصيرة *شتــــاء وموقـــــد* / قريني خديجة (خدوجة مينة)

في ليلة من ليالي الشتاء الباردة حالكة السواد عاصفة الرياح هائجة تموج الأشجار تسقط أوراقها ، غيوم ورعد وبرق وهطول أمطار غزيرة إلى حـد الاعصار لا تكاد ترى شيئـا تنهال كخيوط غزل حريرية الملمس تداعبهـا يد خفية في تناســق و إجـلال.
جلست قرب الموقـد تتأمل تأجج ناره الملتهبة تخمد تارة وتشتعل أخرى أحست بالدفء قامت مسرعة نحو النافـذة. حيث يروق لها منظر المطر وانسيابه على الجدران والأسقف يمسح عنها غبار الأيام والليالي كانت تحدق في السماء كمن ينتظــر ضيفــا عزيـزا طـال غيابـه تستقبلــه شوقــا وهيامــا .
ابتسمت ضاحكة وقفـزت من شـدة الفـرح ، لاح طيفه من بعيد وكأنه عصيات قطن صغيرة أو فقاعات صابون تتطايـر في الهواء. بل حقيقة كانت لم تكن سرابـا من وحي الخيال ، هو بعينه ناصع البياض كاللؤلؤ المكنون ما إن يلامس الأرض حتى يـذوب كحبـة سكــر يغمـرها فيذيبهـا فتتلاشــى كالحلــم .
لفح وجهها الندي بردا قـارصا أحست بقشعـريـرة مريرة كادت تعصر قلبها الصغير فحنت لموقدهـا وعادت إليه باسمة الثغـر فـرحة ومـا أحلى الرجوع إليه ولهيب نـاره في ازدياد كجمـر في أوج الاشتعال كاد ت تعانقه من فرط الزمهـريـر وتمنت لـوجـدت مدخلا فيه ، لكن شعلة نار من فيه توقظها من حلم لم ولن يدوم طويــلا وشغـف مجنـون .
حاولت أن تتصدى للنوم بكل الطرق والوسائل غسلت وجهها بالماء البارد وهجرت فراشها الأنيق .. وأخيرا ارتشفت ما طاب لها من الشاي لكن دون جدوى فالنعاس أطبق على جفنيها واستسلمت في سبات عميق محتظنة وسادتها الناعمة تحلم بصباح يـوم جميل مشرق وفراش أبيض كثيف يغطي كل شئ ولهـو ومـرح ورمي بكــرات الثلــج وصور للذكــرى …
مـا أروعها من أوقات تـثلـج الصدور وتسحر العقـول و يزيـدها دفئ المكان رونقا وجمــالا وحبــورا . ****** انتهت

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى