ط
حوادث

شهيدا الرجولة شابين توأم ينقذان أم وابنتيها من النيران ويلقيا حتفهما

الجدعنة”.. كلمة معروف بها أغلب أبناء الشعب المصري، الكثير يؤْثر مساعدة غيره كلما واتته الفرصة، لكن ما حدث بإحدى القرى الواقعة بجنوب محافظة الشرقية قلما يتكرر في البشرية بأسرها؛ بعدما ضحى شابان “توأم” بأنفسهما فداءً لأم وطفليها ليتمكنا من إنقاذهم من الموت، لكن الأخير كتب نهاية القصة في أقل من أسبوع.

على بُعد أمتار قليلة من مدخل قرية “العزيزية” التابعة لدائرة مركز شرطة منيا القمح، بمحافظة الشرقية، وبينما يهبط الليل على سماء القرية، كانت ألسنة اللهب والصرخات تملأ المكان ضجيجًا في استغاثة بعثت بها حنجرة ربة منزل تستغيث بجيرانها بعدما شبت النيران في “أنبوبة” بوتاجاز داخل المنزل، وبجوار السيدة كانت هناك صرخات لا تقل في صداها عن الأم.. طفلان يُمسكان بجلباب الأم في انتظار المساعدة.

ساق القدر شابين من جيران الأم، توأم، أحدهما يُدعى حسام والآخر “وليد” بالكاد أتم كلٌ منهما خمسة وعشرين عامًا، لكنهما وبشجاعة يُحسد عليها أشد الرجال، هرولا إلى داخل المنزل وكلٌ منهما يُسابق الآخر لإخراج أهل البيت وإنقاذ الأطفال من النيران، وهو ما حدث بصورة كانت بمثابة “نجدة السماء” للأم وطفليها، إلا أن المشهد تبدل تمامًا خلال لحظات قليلة؛ إذ انفجرت “الأنبوبة” وأصابت الشابين بحروق من الدرجة الثالثة بنسبة تخطت الـ70%.

ساعات قليلة فصلت بين الحريق ونقل المصابين إلى مستشفى “ههيا” للحروق بشمال المحافظة، وهناك مكث الشابان للعلاج، والذي كانت تكلفته تصل لأكثر من 1700 جنيه يوميًا، بحسب أهل القرية، والذين تبرعوا لمساعدة أهل الشابين في تحمل ما لا طاقة لهم به، إلا أن القدر كتب النهاية على مرحلتين؛ توفي حسام في الساعات الأولى من صباح أمس الخميس، وتبعه شقيقه خلال أقل من أربع وعشرين ساعة، وكأنهما تعاهدا أن يرحلا من الدنيا سويًا كما جاءا سويًا.

كان اللواء عاطف مهران، مدير أمن الشرقية، تلقى إخطارًا من العميد عمرو رؤوف، مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود بلاغًا بنشوب حريق داخل منزل بقرية “العزيزية” التابعة لدائرة مركز شرطة العزيزية.

وتبين أنه بسبب انفجار أسطوانة بوتاجاز “أنبوبة” داخل المنزل، ما أسفر عن إصابة “حسام سلامة شبل” 25 سنة، وشقيقه التوأم “وليد” ونُقلا لمستشفى “ههيا” للحروق، وتبين أن الشابين فور نشوب الحريق في الأنبوبة قبل انفجارها هرعا لنجدة جارتهما وطفليها، وهو ما تمكنا من فعله، حيث أنقذا أهل البيت، وأخرجوهم من المنزل لكن “الأنبوبة” انفجرت قبل أن يتمكنا من الخروج، ما تسبب في إصابتهما.

جرى احتجاز الشابين في العناية المركزة لنحو أسبوع، قبل أن يلفظ الأول أنفاسه الأخيرة في الساعات الأولى من صباح الخميس الماضي، وتبعه شقيقه في اليوم التالي، وسط حالة من الحزن عمت القرية والقرى المجاورة

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى