عتبي علــــــــى زمنٍ تمرُّ عصورُهُ
مَرَّ الرحــــى ، والصادقون بذورُهُ
بينا أقلِّبُ فـــــي الزمان بصيرتي
وتمرُّنــــــي مرَّ المصــــــابِ أمورُهُ
حــامـت علــــى قمم الكلام بغــاثـُه
وأقام فــــــي سـفـح المكان نسورُهُ
واستنوق الجملُ الدِّسَوْرِ فهان فـي
أُذُنِ الـنـيـــاقِ الـراحــــــلات هديرُهُ
يـــا أيــهـــــــا الـزمـــن الـذي قَلَّبتُهُ
” حيران ” فالقردُ الصغير جَسُورُهُ
مــــــــا ضرنـي ضَحِكُ القرود بنابه
لكنَّ فـــــــــــي سِنِّ الــقــرود زئيرُهُ
عـتـبـي عليكَ ، يُــديــركَ المقه الـذي
يـــا حـسـرتــي بالأمس كنتَ تُديرُهُ
من مُبلغاً عـنــــي الزمــــان فإننــي
بــعــد الــبـــلاغ عـهودهُ وعصــــورُهُ
جرَّبتُه ، لكنَّ فـــــــي التجريب مـــــا
يــُـدمـــــــي الفؤادَ ، عسيرُهُ ويسيرُهُ
مـــــــــا كنتُ أحسُبُ للرُّبيضةِ حُسَبَةً
حـتــــى تـمـاثـل لـلـتـمـــــــام ظُهُورُهُ
يــهــذي بـمـــا يُدمـــــي ويعلو صوتُهُ
والعالِمين بــمــــــــــا يـقـــــول حضورُهُ
والعالِم الـنـحـريـر يـبـســــط فـرشـــهُ
والــســـــاخريــن جـلـيـســُـه وسميرُهُ
أوَّاه مــن زمــــــنٍ تــقــلَّــــب حــــالــُهُ
مـــــن حُلوِهِ خرجَ الــزمـــــــانُ مريرُهُ
يــــــا صــــــانع الحلوى بكفِّكَ صانعٌ
مـــــــا سُمُّ ســـــاعةَ من يديكَ تُصِيِرُهُ
دعْ عنكَ حلواك الــتـــــي أعـددتـَـهـــا
وأجبنـــي : مـــــا سِرُّ الفتى وسَريرُهُ !؟
ذاك الذي فــي الناس يمشـــي والهاً
وإلـــــى الــجــنـــون مَسِيرُهُ ومَصيرُهُ !!
ما باله فـــــــي الصمتِ يغرقُ مُطْرِقَــاً !؟
يـغـتــالــــه مـــــــــــا كان قـبـلُ جهيرُهُ
وهــو الــــذي بــالأمـس كان حــديــثـُهُ
كالمــــــــاء يحلو فـــــي الحقول خريرُهُ
رَثُّ المُـحَــيـَّـا أشعثُ الـنـظــــرات مــــا
سَــرَّ الـعُـــــــــــداةَ إذا يــَمُــــرُّ مرورُهُ
قـد كان يُعْرَفُ فــــــي الـمـديـنـة ثوبُهُ
ثوبُ الــتــبــاهـــــــــي ، قطنُهُ وحريرُهُ
حـيــنــاً تراه وفـــــــي الطريق مقــاعدٌ
لمزتْهُ ، والـلـمــــــــــز الـبـغـيــض يثيرُهُ
يـمـضـي علـى مــــــا يلمزون فما ترى
إلا عـظـيــــمَ المــنــطــقــيــــــن يـمـيـرُهُ
لـلـكــاظـمـيــن الغيظ فــــــــي أنفاسـه
جــمـــــــرٌ كواه شـهـيـقُـــــــهُ وزفـيـــرُهُ
وتـراه أحـيـــانـــاً وفــــــــــــــي أشياعهِ
يــمــضــــــي به مَقْتُ اللســـــان حقيرُهُ
يـــأتــيـــكَ مـجـبــورَ الــفــــــــــؤاد كأنه
لــيــس الــذي بـالـشـــــامتيــــن كسيرُهُ
رغم الــذي يـلـقـــــاه يـبـقــــــــــى زرعُهُ
كالــبـُّـنِّ يــنــفـــــــــع لـُبـُّـــه وقـشـــــورُهُ
ألِأنَّهُ مرَّتْ بــه الــدنــيـــــــــــا فــمـــــــــا
طـرقـتْ لــه بـــــــابــــــاً ، فـذاك صريرُهُ !!؟
يـــا صــــانع الحلـــــــــوى رأيتُ بصدرهِ
حـلــمــــــــاً يُخَبئُهُ ! فـمــــــــــــا تفسيرُهُ !!؟
حامد أبوطلعة