ط
الشعر والأدب

صبي المكوجي ( قصة قصيرة ) بقلم الشاعر/ رفعت السنوسى


تعلقت عيون انور بشاشة الكمبيوتر بركن الصالة الواسعة وهو يتابع في شغف أحد المواقع الإباحية ، رفع أنور رأسه نحو باب الشقة وفتح نافذة جديدة أخفى بها نافذة الموقع الإباحي عندما دخلت أمه مرفت مع جارتها نجوى قائلة :
ـ مرفت : كان فرح جميل يا نجوى
ـ نجوى : زيه زي أي فرح قبله يا مرفت ، حلقة جديدة في مسلسل استغلال الرجل للمرأة .
انكمش أنور خلف شاشة الكمبيوتر ، كان يعلم أنه إذا التزم الهدوء فمن المتوقع ألا تلاحظ أمه وجوده ، ولكن امه راته فقالت :
ـ مرفت : سلم على خالتك نجوى يا أنور
نهض أنور ومد يده ليحيي خالته نجوى فضمته لحضنها وهي تقبله فضمها بشدة دافعا رأسه في بحر صدرها وترك العنان لكفه الصغيرة كي تعبث بجسدها فأبعدته نجوى برقة مندهشة من جرأته وشقاوته
ـ نجوى : كبرت يا انور وبقيت راجل
عاد أنور إلى شاشة الكمبيوتر وقلبه يدق بشدة بينما واصلت نجوى كلامها مع مرفت :
ـ نجوى : الرجالة كلهم وحوش من صغرهم
شعر أنور بأن الكلام موجه إليه فانكمش أكثر خلف شاشة الكمبيوتر
ـ مرفت : لكن الكلام اللي قالته سعاد أكيد كذب ، كلام
مايصدقهوش عاقل
ـ نجوى : أنا عرفت منها بلاوي سودة تفضح نص رجالة
المنطقة
ـ مرفت : اتقي الله دي أعراض ناس مايصحش
نخوض فيها ولا نصدق كلام سعاد الكدابة دي
ماوراهاش غير خراب البيوت
ـ نجوى : سعاد مش كذابة لأنها قالت أسرار كتير عن
رجالة من الشارع وكلامها لقيته صحيح ، الواد محمود صبي المكوجي اللي ساب مدرسته بعد طلاق أمه من أبوه لأنه كان على علاقة بشادية بياعة الفطير
تنبهت نجوى لوجود انور فهمست لمرفت في صوت خفيض :
ـ نجوى : أنور
ـ مرفت : ماتخافيش لسه صغير دا عمره تلاتاشر سنة
ـ نجوى : البراد الصغير له ودان كبيرة يا مرفت
ـ مرفت ( وهي تنادي على ابنها ) : أنور ابعد عينك عن
الشاشة كده خطر على عينيك
رفع أنور وجهه عن شاشة الكمبيوتر وكان يتابع بأذنيه حوارها مع جارتهم ولكنه في لؤم ودهاء رد عليها كأنها لم تناديه
ـ أنور : ماما الاسطوانة اللي بابا جابها ليا مش شغالة
ـ مرفت : لما يرجع من عند جدك هاخليه يشوفها يا
حبيبي ( ثم التفتت لنجوى وهي تبتسم )
شوفتي زي ما قلتلك يا نجوى
عادت المرأتان لاستئناف حديثهما
ـ نجوى : أنا لا يمكن أبوح بالكلام دا لحد غيرك
ـ مرفت : عارفه يا نجوى احنا اخوات
ـ نجوى : أنا ماقدرش أتكلم عنه مع نسوان المنطقة ،
مساكين ومغفلين ولا يعرفوش حقيقة رجالتهم
ـ مرفت : لازم نشكر ربنا على رجالتنا لأنهم نعمة من ربنا
ـ نجوى : يا شيخة تلاقيهم شياطين زي غيرهم
ـ مرفت : ما تقوليش كده يا نجوى ، عنتر جوزك طيب
ومحترم وبيحبك ، وحمدي جوزي أشكر ربنا
كل يوم وأسأل ربنا يقدرني أسعده على حبه
وإخلاصه ورعايته لي ولأنور .
أحس أنور بتأثر شديد فور سماعه كلمات أمه وبالرغبة الشديدة في احتضانها فأغلق الكمبيوتر ونهض مسرعا وتقدم من أمه ومال على يدها وقبلها فاحتضنته وأخذ يبكي ومن بين دموعه رأى دهشة جارتهم نجوى ، وفي نفس اللحظة تذكر يوم كان فوق السطح مع ريم ابنة نجوى وهو يحتضنها ويقبلها وسمعوا صوتا عند باب السطح فاختبئا خلف كراكيب السطح وبعد قليل تجرأ ورفع رأسه قليلا ونظر نحو الرجل والمرأة ففوجئ بنجوى وهي تتبادل القبلات مع الرجل في ظلمة الليل ، زادت دموع أنور وهو ينظر لنجوى بكل غيظ ثم نظر بكل احترام لأمه وأشفق عليها من طيبتها واحتضنها بقوة وكتم سره في صدره وبكى بشدة وشبح محمود صبي المكوجي يتراقص من بين دموعه.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى