ط
مقالات فتحي الحصري

صحافة بائعى الروبابيكيا ..بقلم / فتحى الحصرى

فتحى الحصرى
كتب / فتحى الحصرى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
منذ أن انتشرت المواقع الألكترونية المسماة بالصحفية ولم تعد مهنة الصحافة مهنة المختصين وفقدت بريقها .فقد صارت مهنة من لامهنة له .فهذا حاصل على الإعدادية ويحمل لقب صحفى وتلك لاتعرف العربى من الصينى وتسمى نفسها إعلامية..!

مهازل كثيرة ترتكب باسم العمل الصحفى بل لا أبالغ إن قلت جرائم .نعم فما يرتكب باسم تلك المهنة الجليلة لايختلف كثيرا عن الجرائم الكثيرة التى صارت تملأ حياتنا ..!
الأخبار التى ليست لها مصادر تنتشر كالنار فى الهشيم دون النظر لمصداقيتها وبعضها بل أكثرها قد يؤدى لكوارث المهم أن يحصل مروجها على أكبر قدر من المشاهدة قد تضمن له دخلا يأتيه عبر إعلانات الموقع ولا يهمه إن كان الخبر كاذبا أم غير ذلك .بل ويدفع لقاء نشر الخبر بما يسمى إعلان ممول وهذا لارقيب عليه ولا حسيب 
 الكل يعمل صحفيا ولا علاقة لعمله بالصحافة من قريب أو من بعيد ، فأى صحفى هذا الذى لايستطيع كتابة خبر صغير بل يعمل إلى قص الخبر المنشور وبنفس الصور ليعيد نشره بأكثر من موقع واضعا إسمه الكريم على صدر الخبر ليجبرنا على الاعتراف به كصحفى ،ولقد ساءنى الأمر شخصيا فعمدت لعمل دورة مجانية لهؤلاء لتعليمهم فن كتابة الخبر والموضوع ولكن أعرض الجميع عن الحضور فهم أكبر من أن يتعلموا ،لذا تجد الموضوع الواحد والذى لايزيد عن ثلاث أو أربع أسطر وقد تكرر فى كل المواقع وبأسماء مختلفة ولكن بنفس الأخطاء دون مراجعة ..!
 وقد يقول قائل الخطأ هنا يقع على رئيس تحرير الموقع الذى يسمح بمثل هذا الهراء ، والحقيقة أن تلك المواقع أغلب اصحابها لايعرفون شيئا عما ينشر بل هم أنفسهم لاعلاقة لهم بالصحافة شكلا وموضوعا ، المسألة وجاهة ليست إلا اللهم إلا بعض المواقع الشهيرة والتى صارت معروفة لدى القارئ غير أن بعضها بل أكثرها مازال يقع فى خطأ نشر الخبار الكاذبة دون تحرى الدقة ..!
الأخبار الكاذبة ليست هى الآفة الوحيدة فى تلك المواقع بل طريقة النشر أيضا فقد تعودنا طوال سنوات عملنا أن تغطية أى حدث يكون بالكتابة تفصيليا عما دار مصجوبا بالصور وبشكل فيه الكثير من المصداقية ولكن مايحدث الآن أمر يثير السخرية فيتحول الحدث إلى ألف حدث ويتم تقطيعه حتى يضمن الناشر كثرة الأخبار دون النظر لموضوعياتها .! مهرجان أقيم .ليس مهما تفاصيل المهرجان وغايته وما حدث به المهم أن يكون هناك خبر عن فستان هذة وخبر عن حذاء تلك . ولا مانع من خبر عن ضحكة فلان التى هزت أرجاء القاعة . ويمكن أيضا فبركة حدث يتماشى مع أى صورة ، المهم أن يضمن الناشر أكبر كمية من الأخبار سواء المثيرة او التى يتم صنع إثارتها ليضمن أكبر عدد من المشاهدة لموقعه ، وهناك من يشترى عددا من الإعجابات والمشاهدة لضمان ارتفاع التصنيف العالمى لموقعه ..!
 تلك هى الصحافة السائدة الآن ، صحافة راسبى الإعدادية . وخريجات مدارس الفيس بوك وبائعى الروبابيكيا
  

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى