صفية العمري وعباس النوري يـُشرحان الواقع العربي سياسيا.. ودراميا
22 ديسمبر، 2015
0 242 4 دقائق
من مكتب الجزائر براضية منال
جمعت ندوة “النجوم العرب” التي نظمت أمس الأولّ في إطار فعاليات “أيام الفيلم المتوج” المستمرة حتى 23 من الشهر الجاري بقسنطينة عملاقا الدراما العربية الفنانة المصرية صفية العمري والممثل السوري عباس النوري وسط مشاركة قياسية للأسرة الإعلامية، وتم التطرق خلالها إلى الكثير من النقاط المهمة والمثيرة
الندوة التي كانت مفتوحة بين الإعلاميين والفنانين عباس النوري وصفية العمري شهدت طرح عديد الأسئلة في شتى المواضيع وكانت الأجوبة مختلفة من كلا الطرفين .
__لم أتأخر عن زيارة الجزائر وهذا ليس خطئي
قالت بطلة “ليالي الحلمية” الممثلة المصرية صفية العمري في جلسة النقاش إنّها لم تتأخر عن زيارة الجزائر وليست الغلطة غلطتها باعتبار أنّه لم توجه لها الدعوة من طرف أيّ جهة، لكن خلال زيارتها الأولى تتمنى أن تتكرر الزيارة مستقبلا وحول التسامح الذي رفعته “أيام الفيلم المتوج” شعارا وما يحدث في الوطن العربي أوضحت صفية العمري أنّ الأرض تئن من كثرة الدماء التي تسيل وبدل أن تسقى بالماء الطاهر وتزرع وتحصد تسقى بالدماء. ودعت قائلة: “كفانا موتا، صحيح أنّ الشهادة شيء رائع لكن الموت بالغدر مرفوض، وذلك شيء نهاية” أمّا بخصوص ضعف وتراجع الإنتاج السينمائي في بلدها مصر ردّت المتحدثة أنّ الأمر راجع الى أسباب مختلفة ترتبط بالوضع العام للمجتمع والحياة لأنّ الصورة والكاميرا تنقل الواقع على حقيقته، إضافة إلى العامل الاقتصادي الذي تشكل شركات الإنتاج منه جزءا كبيرا يتحكم في الصناعة الفنية الدرامية والسينمائية.
وأشارت العمري أنّ جيلها تعودّ على شركات الإنتاج الكبرى والأدباء والكتاب الكبار الذي يقدمون نصوصا غزيرة لصناعة المسلسلات والأفلام، ولذلك أتعبها واقع اليوم بسبب هذه الظروف وهذا ما جعلها تتوقف أو تبتعد عن ممارسة التمثيل لفترة معينة.
وفي سياق متصل أوضحت أنّ ضعف الإنتاج أو فيما يتعلق بمشاركتها الشخصية في أعمال معينة يرتبط أساسا بمدى أن يكون السيناريو مقنعا، وبالتالي –حسبها- ترفض أي دور غير مقنع وتقبل بالمقابل بأداء أدوار مقنعة ولو كانت صغيرة وعبرّت بقولها: “حتّى لو برزت في خمسة مشاهد فهذا لا يهمني المهم أن تكون مقنعة”.
__ سوزان مبارك لم تنصبني سفيرة
فبخصوص الأخبار التي تناقلتها وسائل إعلام عربية عن مشاركة مرتقبة لها في جزء سادس للسلسلة الشهيرة “ليالي الحلمية”، ردّت أنّ الخبر جعل الناس تهاتفها وجعلها تعيش وضعا هستيريا. وأكدّت أنّ ليالي الحلمية هي توثيق لتاريخ مصر العظيم منذ عهد الملك إلى عهد الرئيس حسني مبارك.
ولم تخف المتحدثة أنّ عوامل كثيرة منعت إنجاز هذا العمل بدءا من دخول حسني مبارك السجن، وثورة 30 جانفي وأحداث أخرى رهيبة كان للمرأة فيها دور مهم وقوي.
وفيما يتعلق بقضيتها مع زوجة الرئيس السابق حسني مبارك سوزان مبارك نفت العمري أن تكون سوزان هي من عينتها سفيرة للنوايا الحسنة ولم تقف في طريقها ولم تعق نشاطها، لأنّها كانت ترعى إحدى الحركات من أجل السلام ولم تكن تعيق منظمتها باعتبار أنّ تعيينها جاء من قبل الأمم المتحدة من سوزان.
في سياق آخر أبدت استياءها من سيطرة الدراما التركية على عقل المشهد العربي وخصوصا المصري، لاسيما وأنّ الصناعة الدرامية التركية أًصبحت تسيطر على المصريين في زمن الإخوان وتمنت التوفيق للرئيس الحالي السيسي.
__ التسامح يستفيد منه السياسي وتحكمه المصالح
قال الممثل السوري عباس النوري إنّ كل المهن في سوريا متوقفة ومتعطلة منها الجانب الثقافي والفني لأنّ الظروف الحالية الصعبة لا تتيح للفنان فرصة للعمل، مشيرا أنّه قبل الحرب كان الفنان السوري يناضل من أجل حريته، لكن مع بداية الأزمة اتسع هامش الحرية وما زال سيتسع باعتبار أنّه بدون ثقافة وحريات لا يقدمون شيئا.
وأشار النوري أنّ حديثه عن التسامح تعليقا على ما قاله الوزير ميهوبي في افتتاح أيام الفيلم المتوج، جاء بناء على أنّ التسامح قيمة وجدانية لا بد من التعامل معها بشكل من الأشكال داخل المجتمع، لكن يجب التسامح بكبرياء، لذلك –يعتقد- أنّ التسامح في العالم العربي هو استسلام ولهذا لا يجب الانحناء للآخرين حتى يتمكنوا من الركوب على الظهور في نفس السياق أكدّ عباس النوري أنّهم كفنانين فقدوا عديد الزملاء والإنسان لا يملك إلا أن ينحني تواضعا أمامها، لكن يأمل من خلال الجيل الحديث أن يحمل معه التطور للفن في سوريا. موضحا أنّ الفنان والثقافة في بلده تتعرضا لنزيف حقيقي تسببت فيه رسائل إعلامية مبرمجة وطوائف تقطع الرؤوس وتهدم الآثار وتقتل المبدعين، واعتبرهم النوري أعداء الانسانية والتطور. دون أن يخفي في معرض حديثه أنّه لا يوجد تسامح سياسي نظرا للمصالح التي تحكم البلدان والكيانات والإدارات، فالأنظمة السياسية تذهب أحيانا باتجاهات عائلية وغالبا ما يستفيد الساسة من مصالح التسامح.
وحول احتمال غيابه عن الجزء القادم من باب الحارة ردّ “أبو عصام” أنّ يفكر أولا في مصلحة العمل وبعدها في المخرج والممثلين وغيرها، مشيرا أنّ القضية الآن بخصوص بباب الحارة لدى العدالة للفصل فيها على خلفية استيلاء المنتج الجديد على العمل.
__ أرفض الانقسام وسأدافع عن الفنانين الموجودين في الخارج
وفي إجابته على سؤال حول طابع المهرجانات السينمائية الذي أخذ منحى سياسي قال: “كل ما يطلق من رسائل في الافتتاحات هي صواريخ سياسية”. وعاد النوري الى الأزمة في سوريا بقوله أنّ الوضع بين الفنانين اليوم منقسم كثيرا بدليل بروز حديث عن وجود دراما موالية وأخرى معارضة وأخرى من شكل أخر، لكن هذا ما يرفضه لأنّ الفن في الأصل حالة معارضة وقراءة تحليلية مستمرة.
وأوضح أبو عصام أنّ فنانين كثر فقدهم سواء الموجودين داخل سوريا أو خارجها، وأنّه يهدي تكريمه بقسنطينة الى كل الفنانين الموجودين في الخارج، الذين لهم حصة في البلد ولا يمكن لأي أحد أن يأخذها عنهم وقال: “سأظلّ أدافع عنهم”.
__ لم أسئ لأي طرف في باب الحارة ولست كاذبا
شكلت موجة الدراما التركية جزءا من كلام المتحدث حينما وصف أن الأعمال التركية حاضرة شكلا بينما غائبة مضمونا، إلا أنّ بعض القنوات العربية أصبحت مطية لها، وبات المشاهد العربي يشاهدها لتكسير الطابوهات والمحرمات بالمقابل المحاكم العربية تعجّ بفضائح من هذا النوع. مقترحا في السياق أنّ الحل يكمن في فتح القنوات العربية المجال للأعمال العربية .
على صعيد آخر نفى أن يكون عباس النوري من خلال شخصيته ومسلسل باب الحارة قد حمل توجها سياسيا أو أساء إلى جهة سياسية ما أو طرف معين من منطلق أنّه ليس كاذبا .