كتبت – انتصار حرب
كتب رجل الأعمال صلاح دياب المصرى مالك ومؤسس صحيفة “المصرى اليوم ” مقال يصدر فى عدد الغد الخميس ؛ يقدم فيه إعتذار عن موقف الجريدة تجاه أزمة نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية ، والذى إنحازى فيه الصحيفة للنقابة .
وأهم ما كتبه صلاح دياب فى المقال مايلى : كان الخط العام للصحيفة منذ البداية قائماً على مبدئين: الاستقلالية والمهنية. المبدأ الأول لم يكن يعنى الاستقلال عن السلطة السياسية أياً كانت فقط، وإنما الاستقلال عن كل القوى السياسية، فلا تبعية ليمين أو يسار، وإنما البحث عن المصالح الوطنية العليا والسير فى اتجاهها. والمبدأ الثانى كان البحث عن الحقيقة بحُلْوها ومُرِّها، بكل ما يمتلكه البشر من بصر وبصيرة. ومضت مسيرة «المصرى اليوم» بقدرات أبنائها من الشباب، الذين نجحوا فى حجز مكان مرموق فى الصحافة المصرية المسؤولة غير المقيدة بقيود أو سلاسل تمنعها من نشر ما تراه مصيباً وحقاً للمعرفة والمصلحة الوطنية العامة. وللأسف، ولعله كان سبباً فى هذه المداخلة، أرى أن «المصرى اليوم» خرجت عن خط هذه المبادئ التى ارتضيناها هُدىً ومرشداً للعمل، فى متابعة الأزمة الأخيرة بين نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية. فمن ناحية التغطية تداخلت الصحيفة مع النقابة، وتبنت مواقفها بالكامل دون نقد، وبنت مواقفها التحريرية اعتماداً على موقف طرف واحد، واستناداً إليه بالحجب أو بالتصريح. ومن ناحية أخرى اتخذت مواقف سياسية ليست من صميم عملها أو مهنيتها، بالمطالبة بتغيير وزير، أو طلب اعتذار من الدولة.
باختصار، إن الصحيفة دخلت فى مواقف وتصرُّفات هى فى جوهرها واجب الأحزاب السياسية، ومجلس النواب، والأجهزة القضائية فى الدولة. مثل هذا الخلط بين أدوار الأجهزة والمؤسسات هو واحدٌ من الأمراض السائدة التى لم يكن واجباً على «المصرى اليوم» الوقوع فيها. مثل هذا الخطأ لن نكرِّره مرة أخرى، وعلى العكس فإن تمسُّك «المصرى اليوم» باستقلاليتها ومهنيتها واجبٌ اليومَ أكثر من أى وقت مضى. فمصر تمرُّ بمرحلة لا تتحمل المزايدات، أو خلط الأدوار والأوراق، وإنما السعى الحثيث والسريع لبناء الوطن ورفعته. ويبقى انحيازنا الوحيد للقارئ والحق.