ط
مسابقة الشعر العمودى

صمت على ضفاف الطفولة .مسابقة الشعر العمودى بقلم / لعبيدى بو عبد الله من الجزائر

مسابقات همسة
لعبيدي بوعبدالله (الجزائر): [email protected]
المشاركة في الشِّعر العموديّ
عنوان القصيدة: صمتٌ على ضفافِ الطُّفولة
الإهداء: إلى الطِّفل “ايلان الكرديّ” شهيد البحر والطُّفولة والإنسانيَّة
البَحْـرُ سيَبْقَـى يذْكُـرُه
واللَّيْـلُ الحالِـمُ يَسْتُـرُهُ
ودُمَـى الأطفَـالِ تُـغنِّيهِ
لـحْنًـا فِي الْكَوْنِ يُصبِّـرُهُ
وقَصِيـدُ الشِّعـرِ يُخَلِّـدُهُ
والدَّمْـعُ الجـارِفُ يُمْطِرُهُ
وبلابِـلُ عُمْـرٍ طافِحَـةٌ
تَحْـدُو بالْـوَزْنِ وتُجْبِـرُهُ
وسُـرَى الأَسْفَـارِ ستَرْثِيهِ
ودعَـاءُ الغَيْـمِ سيَغْمُـرُهُ
والطَّيْـرُ سيَنْـزِلُ فِي عَجَلٍ
فـيُشَـيِّعُــهُ ويُـدَثِّـرُهُ
وودَاعَـتُـهُ سـتُنَـاغِيـهِ
وأمـانُ اللَّـهِ سَـيُقبِـرُهُ
وفَخَـارُ البَحْـرِ برَقْدَتِـهِ
والفَخْـرُ بنَـوْمٍ … يُكْبِرُهُ
ودُنَـى الأفْـراحِ ستُوقِظُهُ
بِجِنَـانِ الخُلْدِ… وتُبْهِـرُهُ
وزهُورُ العُمْـرِ ستُلهِمُـهُ
فينَـا قصَصًـا قَدْ تُضْجِرُهُ
والدَّهْـرُ سينْعِـي بَسْمَتَـهُ
وَمَـصايِبُـهُ سـتُخَبِّـرُهُ
أَنَّـا كُنَّـا بِـأيَادِيـنَـا
نَمحُـو مَجْـدًا ونُعَفِّـرُهُ
أَنَّـا كُنَّـا نأتِـي جُرْمًـا
فَـنُرتِّلُـهُ وَنُــكَــرِّرُهُ
وتـمادَيْنَـا فَغَـدَا دَيْنًـا
جُـرْمًـا بالجُـرْمِ نُكَفِّـرُهُ
قَـدْ خِلْنَـا أنَّ مَصائِرَنَـا
نَهـرًا ذَهَبِيًّـا نَـعْبُـرُهُ
حُلْمًـا شفَّافًـا لاَ يـذْوِي
فـإذَا الإذْعَـانُ يبَـخِّـرُهُ
وَجَعًـا قَدْ صَـارَ يكبِّلُنَـا
ككَـلاَمٍ صِـرْنَا نَـهْذِرُهُ
أوتِينَـا مَا لاَ نُـحْصِيـهِ
إلاَّ العَـلاَّمُ يُــقَـدِّرُهُ
أوتينَـا مُلْـكَ سُليمَـانٍ
لكـنَّ بـلَيْـلٍ نَخْسَـرُهُ
وتخلُّفُنَـا أضْحَـى فِكْـرًا
كالكُفْـرِ الصَّارِخِ نُشْهِـرُهُ
والـمَوْتُ سَـرَى فينَا…إنَّا
نَـسْـتـورِدُهُ ونُصـدِّرُهُ
ومراتِـعُ فَخْرٍ قَـدْ أضْحَتْ
كالْفَجْـرِ السَّافِـرِ نَنْظُـرُهُ
لَـمْ يبـقَ لَنَا أمـلٌ يُرْوَى
أَوْ نـقـرَأُهُ ونُـسطِّـرُهُ
لَـمْ يبـقَ لَنَا مِنْ أمْـجَادٍ
أَوْ تـاريـخٍ سـنُـزَوِّرُهُ
ضاعَـتْ منَّـا فلقَـدْ بِتْنَا
نَرْضَى بـالذُّلِّ ونُضْمِـرُهُ
نرضَـى بالْعَلقَـمِ نشْرَبُـهُ
مِنْ نَخْـبِ جِرَاحٍ نعْصِرُهُ
والـحُلمُ تلاَشَتْ صُورَتُـهُ
وسَهَـا فِي الشَّـرْحِ مُعبِّرُهُ
فهُـدَى الآيَاتِ سيُرْشِـدُهُ
وصَدَى العيـدَانِ سيُسْكِرُهُ
* * * * * *
قُمْ فينَـا يا زَهْـرَةَ عُمْرِي
واقـرأْ شِعْـرًا سنُحَبِّـرُهُ
عنْ عَصْرِكَ، عنَّـا، عَنْ وَطَنٍ
أضحَـى في الخُلْـفِ تَطَوُّرُهُ
قُـمْ فينَـا إنَّا قَـدْ صِـرْنَا
أعـلاَمَ الْعَـارِ .. نُفَسِّـرُهُ
كُنَّـا مِـنْ قبلِـكَ يأْتِينَـا
شِعْـرُ الإمْـلاَقِ فنَكْسِـرُهُ
خَـرَّبْنَـا فِيـهِ مـبَانِينَـا
وأتَيْـتَ اليَـوْمَ تُـعَمِّـرُهُ
* * * * * *
يَا رَشْفَـةَ فِكْـرِي يَا وَلَدِي
صمْـتٌ فِي وجْهِكَ أُكْبِرُهُ
صَمْـتٌ قَدْ شاهَتْ وَجْنَتُهُ
أنْوَاءُ الـنُّورِ سـتُـزْهِـرُهُ
يَا قلْبًـا نَادَى فِي صَمْـتٍ
يَا مَـا أخْفَـى مَا يُظْهِـرُهُ
يَا رَجْفَـةَ عُمْـرٍ نَـاءَ بنَا
وفُلـولُ الزَّيـفِ تُنَظِّـرُهُ
مَاذَا عَـنْ جُرْحِكَ يا وَلَدِي؟
نَسَمـاتُ الموْجِ ستَنْشُـرُهُ
مـاذَا عنَّـا؟ عَنْ قِمَّتِنَـا؟
عَنْ كـلِّ قرَارٍ نُصْـدِرُهُ؟
ماذَا عَـنْ شَـامٍ؟عَنْ يَمَنٍ؟
عَنْ مَكْـرٍ صِرْنَا نَمْكُـرُهُ؟
عَنْ مَجْمَعِنَـا؟ عن جامِعِنَا؟
مَـنْ يُفْرِحُـهُ ويُـبَشِّـرُهُ؟
* * * * * *
يَـا بَسْمَـةَ رُوحٍ تتَجَلَّـى
فِـي بَسْمَـةِ رَبٍّ يشْكُـرُهُ
مَـاذَا بَعْـدَ عَسِيـرٍ إمَّـا
يُسْـرٌ يأتِـي فيُعَسِّـرُهُ؟!!
إنْ كانَ بـلاؤُك فِي غَـدْرٍ
فالغـادِرُ ربُّـكَ يـقْهَـرُهُ
أو كانَ دَوَاءُكَ فِـي عُـذْرٍ
فَـرَحِيلُـكَ عنَّـا أعْـذِرُهُ
أوْ ساءَكَ دَهْـرُكَ فِي شَرَفٍ
فالعِـزُّ سيُـورِقُ جَوْهَـرُهُ
لكأنَّـكَ كُنْـتَ لَنَا وطَنًا
وجِراحُـكَ فيـهِ تُعطِّـرُهُ
لكأنَّـكَ تاريـخُ مَـآسٍ
فـتُراجِعُـهُ أوْ تَـسْتُـرُهُ
لكأنَّـكَ فَـنٌّ قَدْ أَضْحَتْ
أحزانُـكَ فيـهِ تُصَـوِّرُهُ
لكأنَّـكَ مَـوْجٌ فِي غَضَبٍ
والبَحْـرُ بروحِكَ تَـمْخُرُهُ
عُـرْفٌ أنكَـرْتَ مَهَازِلَـهُ
والدَّهـرَ ستبْقَـى تُنْكِـرُهُ
* * * * * *
يا قُـرَّةَ عَيْنِـي، يَا رُوحِي
قدْ طَالَ اللَّيْـلُ… أتَسْهَرُهُ؟!
الوَقْـتُ بِعُمْـرِكَ قدْ يَكْفِي
بل يُغْنِـي عنـهُ أقصَـرُهُ
لكَأَنَّـكَ يُونُـسُ تأمُرُنَـا
بلطِيـفِ الذِّكْرِ وتَذْكُـرُهُ
وتُسبِّـحُ ربَّـكَ فِي يَـمٍّ
نَـزَوَاتُ الْخَلـقِ تُكَـدِّرُهُ
وتُحَابِي الْـحُوتَ بِهِ حِلْمًا
أنتَ الْمَظْلُـومُ.. وتَنْصُرُهُ!!
وترَى الأمواجَ بـهَا خَطْرٌ
فيَجِيـؤُكَ منَّـا أخْطَـرُهُ!
ودعَـاكَ الحـقُّ لتنْصُـرَهُ
وعَنَـاكَ لأنَّـكَ أظهَـرُهُ
وكـأنَّ اليَقْطِيـنَ الأحْنَـى
غَـذَّاكَ لأنَّـكَ أطْـهَـرُهُ
وكـأنَّ الموْجَ إذَا يَسْجُـو
سَـتُهَـيِّجُـهُ وتُـثَـوِّرُهُ
وكـأنَّ البحـرَ ببطْشَتِـهِ
بِصُمَاتِـكَ ظَلْـتَ تُفَرْفِرُهُ
وكأنَّـكَ مُوسَـى لاَ جُنْدٌ
تَـأْوِي للمَـوجِ فتَهْصِـرُهُ
لاَ جُنْـدٌ يهـزِمُ طُغيَانًـا
تَجْـرِي مِنْ تَحْتِـهِ أنْهُرُهُ
فـإذَا بـالجُبْـنِ تلَقَّفَنَـا
وأضَعْنَـا سِحْـرًا نَأْمُـرُهُ
* * * * * *
يَا حُرْقَـةَ قلْبِـي، يَا كَبِدِي
الـمَوْجُ سيَخْجَلُ مظْهَـرُهُ
تَرْنُـو لزمَانِـكَ فِـي ثِقَةٍ
لكـنَّ أصابَـكَ أغْـدَرُهُ
إنْ كانَ الدَّهرُ رَمَـاكَ بِـهِ
لاَ لنْ نلْقَـى مَـنْ يَعْـذِرُهُ
إنْ لَـمْ تدْفَـعْ كَيْدًا عنَّـا
مَـنْ ذَا يَنْهَـى أو يَنْهَـرُهُ؟
إنْ لـمْ تَرْفَـعْ أَمَلاً فينَـا
فسيَخْسَـرُنَا أوْ نَخْـسَـرُهُ
أبْصَـرْتَ الْواقِـعَ مِنْ أَزَلٍ
والعَالَـمَ كنْـتَ تُحَـذِّرُهُ
وأقَمْـتَ لنَـا مُلْكًا نَبْقَـى
فِيـهِ خَدَمًـا وتُـسَيِّـرُهُ
ونَصِيحُ بصمتِكَ طُولَ مَدًى:
“هـلاَّ يَـا بَحْـرُ سَتَذْكُرُهُ”

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى