ط
مقالات وأعمده

صناعـة الفـرح … الاخبـاري .اعـداد : حســن نصــراوي

صناعــــــــــــــة الفــــــــــرح … الاخبـــــــــــــاري 10346611_1451558428425212_4608845234095045590_n
__________________________________________________________
اعــــــــــــــداد : حســــــــــــــــن نصـــــــــــــراوي 
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
الاخباري هو ذالك الشخص الذي يملك اللباقة الكلامية , ولديه حضورا واقتدار على شد انتباه المتفرجين من رواد المقاهي , وبامكانه تكييف جسمه وحركات يديه واصابع كفيه بما يجلب الضحك والسخرية والارتجال من الكلام الذي يثير الضحك ومن غير اتفاق على نص تمثيلي يعد مسبقا لهذا العرض , اي يعتمد على الابتكار الذاتي , ومن اشهر اولئك الفنانين واللذين اشتهروا بتقديم مثل هذه الفواصل الكوميدية رائدها ( جعفر لقلق زاده )والذي يقول عنه الاستاذ لطيف حسن في مقال له ( ان له الفضل الاول للمساهمة الاساسية في نقل عروض هذا الفن الشعبي من الشارع والساحات العامه , الى حلبات المراقص في المقاهي البغدادية القديمة , وتم تطوير هذا الفن ليقدم من على مسارح الملاهي الليلية ) , , والقسم الاخر لديه الاستعداد على حلق شعر جسمه ولبس الباروكات النسائية وتقليد اصواتها اذا اضطرت ظروف الفرجة الاستعراضية بتقديم شخصية امرأة , وهو يرقص ويتميع بمفاتن خصره , ولهذه الاسباب سمي ( بالشعار ) اما القسم الاخر والذي يرقص ومرتديا دشداشة طويلة وحزاما يشد خصره وواضعا فوق راسه كبوسا كبيرا ويقرأ المنولوجات الغنائية الساخرة من اجل اضحاك المتفرجين وهو ينقر باصابعه على الايقاع الذي يحمله على جنبه ( خصره ) ويسمى ب ( الدنبكجي ) او( القرقوز) وقد اشتهر بتمثيل مثل هذه الشخصيات في الافلام المصرية الفنان المصري المرحوم محمود شكوكو , وقد كانت هذه النماذج في الاعراف والتقاليد الاجتماعية انذاك مثيرة للاشمئزاز , ومن المعيب على اي مواطن ينتمي الى طبقة اجتماعية من المتعالين على المجتمع ( البيروقراطين والبرجوازيين ) ان يمتهنوا مثل هذه المهنة , لذا كانت تعتبر من المهن المشينة والغير المحترمة انذاك .
ان الملهاة المرتجله والفواصل المضحكه والمشاهد الهزلية وخيال الظل ومسرح الدمى , جميع هذه الانواع من العروض الشعبية كانت غايتها , اضفاء اجواء المرح والمتعة لاغير , وقد تبين فيما بعد بأن هؤلاء الفنانين , ماكانوا يقدمون الا صفاتهم الحياتية الواقعية وتعليقاتهم الاذعة والساخرة والتي تعكس معاناتهم من قساوة الحياة الاقتصادية عليهم , وظلمها وتأثرهم بما يحيط من حولهم من العادات والتقاليد والتي كانت السبب في انتكاس حياتهم الاجتماعية من فقر وعوز وحرمان , ,. 
لقد كان المسرح العراقي في هذه المرحلة من تاريخ العراق يطرح فرجة كوميدية مستمدة افكارها من الحياة الشعبية مجسدا العادات والتقاليد البالية من خلال حكايات كوميدية هزلية وعن طريق شخصيات شعبية من الواقع العراقي تطرح ماعندها من تشخيص السلبيات في المجتمع, كانوا يمثلون في ساحات الدور الكبيرة , مستعينين بشراشف منازل ذويهم واكسسواراتهم ومستلزمات ديكوراتهم , واحتياجاتهم من الكراسي والاثاث البسيط , وأضاف بانه والاستاذ الفنان الرائد حميد المحل كانوا يؤديان ادوارا نسائية , ويجاريه في ذالك الفنان الرائد فخري الزبيدي والفنان الرائد الحاج ناجي الراوي , والذي فيما بعد تشكلت منهم فرقة الزبانية اضافة الى الفنانين المطربين المرحوم ناظم الغزالي والفنان المرحوم المطرب رضا علي , كانوا يقدمون اعمالهم الهزلية الكوميدية ومن دون نص يذكر بقدر مايتعلق الامر بفكرة يتفقون عليها ومن ثم توزع الادوار فيما بينهم ومن ثم يقومون بالابتكار والارتجال لمشاهد كوميدية , لا يعرفون وقتا لنهايتها الا اذا عجزوا عن تكملة مشوارهم التمثيلي , وهذه الفرجة من المشاهد الكوميدية الهزلية ايضا كانت تعرض من على سطوح منازلهم اذا اقتضت الحاجة الى ذالك , وامام حشد من المتفرجين واللذين لهم علاقة قربى وصلات صداقة مع الممثلين , ومن دون ثمن يذكر باستثناء ماكان يتبرع به بعض المشجعين لسد نفقات مصاريفهم , او كانوا يقدمون اعمالهم في جمعيات خيرية تعتمد بتقديم هذه العروض على التبرعات الخيرية والتي كانوا يجمعونها من خلال ماتجود به ايادي بعض الخيرين من العوائل العراقية , او 
تقدم هذه الاعمال الارتجالية في مناسبات وطنية او مناسبات تخرج الطلبة من صفوف المرحلة المنتهية انذاك .

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى