صوفيا.. شهيدة الياسمين.مسابقة قصيدة التفعيلة بقلم /فارس عبدالله دعدوش – سورية
فارس عبدالله دعدوش – سورية
المشاركة: قصيدة تفعيلة بعنوان: “صوفيا.. شهيدة الياسمين” في رثاء ابنة أختي ،الطفلة الشهيدة.
صوفيا
ملاك الياسمين
_______
توطئة:
أماتَ ملاكُكِ يا فاطمة
و حطَّ على قلبِ أمّي الهلاكُ
حرامٌ تموت ابنتي النائمة
ففي موطني لا يموتُ ملاكُ
القصيدة:
دعْ عنكَ حبرَكَ والقلمْ
و اسمعْ لزقزقةِ العصافيرِ الشريدةِ حينما غنَّت مقاماتِ الألمْ
هَلَّ الصباحُ بوجهِهِ الأقسى وحنَّى وجهَهُ دمعٌ وَ دمْ
ما نفعُ آياتِ الشروقِ إذا اختفتْ عصفورتي
ما نفعُ وحيٍ دونَ فمْ؟
ما نفعُ رائحةِ الصباحِ و ليس لي
هالٌ من الوجناتِ يَطْعَمُهُ فمي
ما نفعُ ما نفعُ الندمْ !
ناحتْ عصافيرُ الصباحِ بخاطري قامتْ تودِّع أختَها
و ترفُّ بينَ الحاملينَ لنعشِها يكسو جوانحَها الألم
و ترافقُ التابوتَ تنقرُ بابَهُ
فتصيح صوفي :
من هنا؟ لا أستطيعُ وصالَكم أصبحْتُ في ركنِ العدمْ
أمّا أنا
فعجزْتُ حتّى لم تعدْ تقوى على النطقِ الشفاهُ..
و الحروف تغيَّبَتْ
كغيابِ أمّي حينما تغتالُها آهٌ وآهُ..
و الرجولةُ تقتضي حبسَ الدموعِ ووقفةَ الجبلِ الأشمِّ أمامَ إعصارِ المتاعبْ
و الرجولةُ أنْ أظلَّ مكابراً أحنو على أمّي وفي قلبي جيوشاتُ المصائبْ
يا أبي
ناحتْ على ذكرى تواجدِنا بنا كلُّ السنين
يا أبي
لا موت يشبهُ حبَّنا
كلا ولا
لا موت يستوفي شروطَ عذابنا إنْ جاعَ في دمِنا الحنين
يا أبي
آهٍ على قبرٍ يضمُّ شذا أبي
ويلاهُ من بيتٍ تهدَّمَ فوقَنا لننامَ بين حجارةِ الجدرانِ مثلَ الميِّتين
و يجيءُ شهر الحبِّ يخطفُ وردتي
تبّاً لشهر الحبِّ كيفَ أذلَّني و أنا بنُ أمِّ المؤمنين
يا أبي
الموتُ عاد ليأخذَكْ
فاركبْ توابيتَ المصائبِ لا تخفْ إني أتيتُ لأنقذَك
يا من قضى عمراً على قيد التراب وما قضى
وعدي يجيئُكَ يستردُّ بداخلي منكَ الوفاءَ إذا انقضى
واللهُ يحكمُ بينَنا
أرأيتَ لو خالفتَ أحكامَ الهوى
قسماً بقلبي لن يُجيرَك ما مضى
ضاقتْ أماني رغبتي
و الرغبةُ العصماءُ أمرٌ جيِّدٌ لمِنْ اعتلتْ خيلَ التمنّي في تفكّرِهِ الرغائبْ
لا تُحِدْ عمّا يزيدُكَ غربةً
في الكونِ ما ينهاكَ أن تحيا قريباً مِنْ دمي حيثُ الغرائبْ
هلْ تراني لو فتحتُ بصيرة الخدينِ أدنو عاشقاً
و يخونُني فمُكَ الشهيُّ إذا انتهتْ فيه المقاصدُ و المآربْ؟
لا غوًى أحتاجُ كي يئد الطريقُ تمكُّني ممّا أريدُ وإنَّما
كلُّ الإرادةِ تنتهي
و تطيبُ في فعلي العجائبْ
في بلادي
يستمرُّ الدهرُ في إيذائنا
و يمدُّ سطوتَهُ الهلاكُ
في بلادي
سعرُ أشرافِ الأنامِ رصاصةٌ
و السعرُ يرفعُهُ العراكُ
في بلادي
وزرُنا يجتاحُنا
فبأيِّ شرعٍ يا أبي يُغتالُ في المهدِ الملاك!